استنفار قبيل زيارة المبعوث الأممي حول التعذيب

زيارات مفاجئة لعدد من المؤسسات السجنية ومستشفيات الأمراض العقلية ولقاءات مع السلفيين واحتمال زيارة الصحراء يبدأ خوان مينيديز، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بقضايا التعذيب والمعاملات غير الإنسانية، أو الحاطة بالكرامة، والوفد المرافق له، زيارة رسمية إلى المغرب ابتداء من 15 شتنبر الجاري إلى غاية 22 منه، لتقييم واقع التعذيب وكافة أشكال سوء المعاملة بالمغرب، إذ من المقرر أن يطلب المسؤول الأممي، من السلطات المغربية، الدخول إلى مؤسسات بعينها، دون ترتيب مسبق، وعقد اجتماعات مع مسؤولين في الدولة والحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية والتشريعية، وهيآت المجتمع المدني وجمعيات الدفاع عن حقوق ضحايا التعذيب وعائلاتهم.وقال مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الأصعب في زيارة المقرر الأممي حول التعذيب أنه لا يفصح عن برنامج زياراته والأماكن والمؤسسات التي يختارها والشخصيات والمسؤولين الذين يطلب مقابلتهم ونوع الأسئلة التي يمكن أن يطرح عليهم، كما أن خلاصات وتوصيات تقريره العام حول الزيارة تظل سرية إلى أن يعرضها في تقرير يعرض على أجهزة الأمم المتحدة في اجتماع رسمي.ومن المقرر أن يعيد المبعوث الأممي الاستماع إلى تقارير حول ادعاءات التعذيب التي تعرض لها معتقلو السلفية الجهادية في عدد من السجون المغربية، كما سيعقد لقاءات خاصة بالمعتقلين وبعض الهيآت الحقوقية التي تدافع عنهم ومسؤولين في المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج.وتفجرت قضايا تعذيب معتقلي السلفية الجهادية قبل أربعة أشهر، حين اتهم مهتقلون بفاس ومكناس وسطات وتولال2 موظفين بمندوبية السجون وسجناء بالاعتداء عليهم وممارسة الجنس عليهم وهتك أعراضهم، ما اضطر عددا منهم إلى الدخول في إضرابات مفتوحة عن الطعام من أجل رفع الظلم عنهم، كما دخل على الخط شيوخ السلفية الجهادية المعفى عنهم الذين نددوا بما يسمى حالات التعذيب في سجون بنهاشم.وردت المندوبية العامة في حينه على تصريحات اعتمادها سياسة ممنهجة تجاه «المعتقلين الإسلاميين»٬ بالاعتداء عليهم وتعذيبهم داخل السجون٬ مؤكدة «أنها تصريحات باطلة ولا أساس لها من الصحة»٬ مبرزة أن المندوبية العامة «تتصدى بالحزم والصرامة الواجبة قانونا لكل الممارسات المخلة بالضوابط القانونية المعمول بها ولا تميز في ذلك بين فئة من السجناء وأخرى، كما لا تميز بين الحالات المعزولة أو غير ذلك».إضافة إلى السجون والمعتقلات، من المقرر أن تطلب لجنة خوان مينيديز زيارة أماكن أخرى، مثل بعض مراكز الأمن والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، كما يمكن أن تطلب زيارة مقر تمارة التابع لإدارة حماية التراب الوطني وعقد لقاءات مع مسؤولين عنه، وهو المقر الذي أثيرت حوله ضجة في أبريل 2011، عقب وقفة احتجاجية لحركة 20 فبراير، إذ قررت إدارته تنظيم زيارة لوفد برلماني لأهم مرافقه، وإعداد تقرير خاص.وينتظر أن تنظم اللجنة الأممية زيارة إلى بعض مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية بالمغرب للاطلاع على أوضاع المرضى والنزلاء، إذ تدرج هذه المؤسسات، قانونا، ضمن المؤسسات السالبة للحرية.وتوقع مصدر من وزارة الصحة، حسب معطيات شبه مؤكدة، أن يختار وفد خوان مينيديز زيارة إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية التي تسبقه «فضائحه» واختلالاته إلى عدد من المنتديات الوطنية والدولية. ومن المقرر أن يطلب المقرر الخاص الاطلاع على عدد من المراقد والأجنحة وطرق معاملة النزلاء من المسؤولين عن المركز.ولم تتأكد زيارة الوفد الأممي إلى بعض الأقاليم الجنوبية، أو عقد لقاءات مع مواطنين أو مؤسسات أو أجهزة أمنية أو جمعيات حقوقية، وإن كان المغرب يتوقع زيارة من هذا النوع، ويتخوف من تحرك آلة الدعاية الانفصالية لتشويه صورة المغرب وعرض معطيات وصور مفبركة كما حدث في أحداث أكديم أزيك، أو خلال الزيارة التي قامت بها، قبل أيام، كيري كيندي، رئيسة مركز روبرت كيندي من أجل العدالة وحقوق الإنسان.وصادق المغرب في ماي 2011 على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية، أو المهينة، ويهدف إلى «إنشاء نظام وقائي قوامه زيارات منتظمة تضطلع بها هيآت دولية ووطنية مستقلة للأماكن التي يحرم فيها الأشخاص من حريتهم، وذلك بغية منع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة». يوسف الساكت

استنفار قبيل زيارة المبعوث الأممي حول التعذيب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

70 مهاجرا يقتحمون صخرة "بوصفيحة" المحتلة

سوق الأدوات المدرسية تلتهب بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات