بنكيران يمنع حفلا لشبيبته ويبكي مع أعضائها

قرار منع مهرجان طنجة صادر عن وزير الداخلية المفروض أنه يشتغل تحت وصاية رئيس الحكومة وجد حزب العدالة والتنمية في منع مهرجان فني لشبيبته بساحة الأمم بطنجة، مساء أول أمس (السبت)، حائط مبكى جديدا يتمرغ في طينه، ويندب حظه في وطن يناصبه العداء، وخصوم سياسيين يريدون شرا بوزرائه ونسائه وشبيبته وأطفاله، لا لشيء محدد، فقط لأنه حزب «واعر» وشديد التنظيم وحزب قوي وكبير، مع أن الكبير هو الله عز وجل.لقد شن الحزب وقياداته ووزراؤه حرب كلام على الجميع، جراء منع اعتبروه تعسفا وجبروتا وظلما من الدولة وهيآتها الأمنية ومن يقف خلفها (هم يعرفون هذا الموضوع طبعا أكثر من الجميع)، وعادت أسطوانة جيوب مقاومة محاربة الفساد والاستبداد والتماسيح والجن والعفاريت إلى الدوران، بل إن مصطفى بابا، الكاتب الوطني للشبيبة، أضاف نقشا جديدا على صفحة هذه الأسطوانة، حين وصف أصحاب المنع بالفئران والجذران، في تمثل موفق لخطاب العقيد، حين أمر بتعقب الجرذان من أبناء شعبه «زنقة زنقة» و«بيت وبيت» و«دار ودار».الوزير بوليف، الذي يحمل حقيبة الشؤون العامة والحكامة في حكومة عبد الإله بنكيران، لم «يتحكم» في نفسه وأرغى وأزبد على هامش المنع نفسه، وهدد باحتمال حل الحكومة وتنظيم انتخابات جديدة، مذكرا بأن طنجة قلعة من القلاع الصامدة لحزب العدالة والتنمية، في تقطير للشمع الساخن على مؤسسة دستورية اسمها المجلس الدستوري قررت، يوم 13 يونيو الماضي، إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية في دائرة طنجة أصيلة التي فاز فيها الحزب بثلاثة مقاعد، وأمر بإعادتها في انتخابات جزئية تنظم يوم الجمعة 4 أكتوبر المقبل.في لحظة، تحول المهرجان الفني إلى ما يشبه مؤتمرا لحزب يساري معارض انتقد الجميع (من الطرف إلى الطرف)، وليس تجمعا لهيأة سياسية تنتمي إلى حزب سياسي يقود الحكومة، ويشكل وزراؤه عصبها الأساسي، لكن ما تحرج زملاء «بوليف» و«بابا» عن ذكره هو أن قرار المنع صادر عن وزير الداخلية الذي من المفروض، والله أعلم، أنه يشتغل تحت وصاية رئيس الحكومة، وفق ما يسمى «الاختصاصات الواسعة» لرئيس الحكومة في الدستور الجديد، وبالتالي، كان من الأجدى أن يطالب التجمع الاحتجاجي باستقالة الأمين العام للحزب الذي لا يعرف كيف يدافع عن اختصاصاته ويقنع فريق وزراءه بالانضباط لتوجيهاته وتعليماته وقراراته، بدل النفخ في القرب الفارغة، والإصرار، في كل مرة، على تحميل «التماسيح» و«العفاريت» والفئران والجرذان «مآسي» حزب تستهويه المعارضة، دون التفريط في مكاسب الحكم. إنه أحد أوجه أزمة السلوك السياسي لحزب العدالة والتنمية الآن وغدا وإلى أن يقضي الله أمرا كان مقضيا. فالحزب الأكبر في المغرب لا نية له في قطع حبل السرة مع خطاب مزدوج يقول الشيء ونقيضه في الوقت نفسه، كما لم «يشبع» بعد من لعبة الرقص على كل الحبال التي تحولت إلى عقيدة سياسية يختص بها الحزب الإسلامي، دون غيره، في تعاطيه مع قضايا المجتمع والدولة والأحزاب وتدبير المعارضة والحكومة.وكأي لعبة سمجة، قد يحقق الخطاب المزدوج وتبادل الأدوار بين فريق «بوانو وحامي الدين» وفريق «بنكيران وباها» بعض المكاسب السياسية والانتخابية على المدى المنظور، لكنه قد يضيع وطنا يتلمس طريقه، بالكاد، إلى بعض من وضوح ما أحوج الجميع إليه في زمن الخلط. فلا تظلموها علينا... رجاء. يوسف الساكت

بنكيران يمنع حفلا لشبيبته ويبكي مع أعضائها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النيابة العامة بالناظور ترفض اعتقال الجمركيين والأمنيين

بابا: قوى خفية منعتنا لأسباب "غبية"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات