مندوب الصحة ببرشيد يعلن مستشفى الأمراض العقلية “قاعدة عسكرية”

المسؤول الجديد يتستر على فضائح المؤسسة ويتحدى تعليمات الوزير باستقبال الصحافة ابتدع بوشعيب عشاق، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة المعين حديثا ببرشيد، قانونا خاصا لتجاوز أسوار المؤسسات الاستشفائية بالمدينة، يسمى «أنا أولا والصحافة بعد ذلك»، في تبرير محاولة تستره على «فضائح» مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية، الذي حاولت «الصباح»، أول أمس (الأربعاء)، دخوله من بابه الرسمي، قبل أن تصطدم بجدار سميك يبنيه «حراس المعبد» حول أشهر مؤسسة للمختلين عقليا بالــــــمغرب. وأبدى المندوب الإقليمي انزعاجا كبيرا من طلب إنجاز روبورتاج حول مرافق المستشفى، علما أن «الصباح» أجرت الاتصالات اللازمة مع الإدارة المركزية بالرباط والمديرية الجهوية بسطات اللتين أعطيا موافقتهما على دخول المؤسسة بغرض إنجاز عمل صحافي، وأخطر مدير المؤسسة بالنيابة بموضوع الزيارة وغرضها ومدتها، كما أخبر المندوب بالموضوع نفسه عبر اتصالات هاتفية مسجلة أجرتها معه «الصباح»، وعبر عن موافقته على الطلب، قبل أن تشتعل الحرارة في الهواتف، كما جرت العادة في مثل هذه الزيارات، محذرة المسؤول الجديد من مغبة إدخال الصحافة إلى مؤسسة لا يعرف عنها شيئا.ولأن الأمر مهم، ويتعلق بالتزام صحافي، اضطرت «الصباح» إلى الانتظار أكثر من ساعتين أمام أبواب موصدة، قبل أن تتوصل بهاتف من المندوب يطلب منها الالتحاق بالمستشفى، لتفاجأ بالاسطوانة نفسها يرددها المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالإقليم، أي ضرورة احترام المسطرة وكتابة طلب رسمي تتوصل به المندوبية التي من حقها وحدها الحسم في قرار موعد الزيارة حسب أجندتها الخاصة.وحين ذكرت «الصباح» المندوب الإقليمي أن الأمر يتعلق بموافقة شخصية من وزير الصحة نفسه والمدير الجهوي للصحة بجهة الشاوية رديغة ، فضل، عوض الامتثال إلى ذلك، «إمتاعنا» بقراءة خاصة للقانون وللتعليمات الوزارية، وكيف لا يمكنه، بالمطلق، أن تسبقه الصحافة إلى مكان لا يعرفه.وانبرى «الشاب» عشاق، دون سياق، إلى استعراض قصة حياته وكيف وصل بعرق جبينه وكفاءته إلى هذا المنصب، بعد تفوقه في مباريات الالتحاق بمنصب مندوب إقليمي، مؤكدا أن الوزارة شرعت في تنزيل خطة عمل خاصة بمؤسسات الأمراض العقلية بالمغرب، دون أن يفهم كيف يمكن للصحافة أن تدخل على الخط بغرض التشويش على هذا المشروع، وحشر أنفها في ما لا يعنيها.وخضع صحافي «الصباح»، على مدى ساعتين، إلى تحقيق بوليسي شارك فيه موظفون بالنيابة وممرض ببذلة بيضاء الذي قدم خدمة مجانية إلى «الصباح» بالإطلاع على برنامج «الوجه الآخر» الذي أنجزته القناة الثانية حول المستشفى والتوسل بمعطياته وصوره دون حاجة إلى دخول المؤسسة من جديد وإنجاز عمل صحافي لا جدوى منه، أما آخر فظل يلح على «الصباح» لمعرفة السياق العام والخاص لهذه الزيارة ولماذا الآن بالضبط، ومن طلب من الجريدة القيام بذلك، وهل يتعلق الأمر بأول عمل صحافي يقوم به الصحافي، إلى غير ذلك من «الدخول والخروج في الهضرة»، في أقوى ما ابتدعته البشرية من «فنون الفضول» والجهل المركب الذي بلغ حدا لا يطاق، حين طلب النائب معرفة نوعية «الأفلام» (هكذا) التي ستنجزها الجريدة حول المستشفى.أكثر من ذلك، استطاب المسؤول الجديد «الكلام»، وشرع في تقديم دروس في صحافة التحقيق، وكيف ينبغي للصحافي أن يذهب إلى المصادر المركزية لأخذ المعطيات والمعلومات، قبل أن ينزل إلى أرض الواقع، وحين قاطعته «الصباح»، منبهة إلى تجاوزه حدود مهامه مندوبا لقطاع الصحة، وليس أستاذا في المعهد العالي للصحافة، قال لها «شخصان لا يتعلمان، الجاهل والمتكبر».وفي ما يشبه التهديد المبطن، قال مسؤول بالمستشفى لصحافي لـ»الصباح» إن الداخل إلى هذا المكان مفقود «لي دخل ماكيخرجش»، وآخر قال بابتسامة ماكرة «حنا هنا عندنا غير لبراوات ديال الحماق».انتهى اللقاء، وضرب المندوب الإقليمي موعدا للصباح» بالطريقة التي تناسبه، منتشيا بإنجاز كبير في طرد صحافي من مؤسسة عمومية، وضرب توجيهات الوزير والمدير الجهوي عرض الحائط، ومقدما الدليل على أن زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة والتنزيل الحقيقي للدستور يحتاج إلى رجال وليس إلى مسؤولين يرتعدون من «تحذيرات» تصلهم عبر الهاتف، ويؤبدون، من حيث لا يدرون، بقاء جيوب المقاومة والفساد التي تغتني على حساب ميزانيات التغذية والتجهيز والأدوية المخصصة لنزلاء مؤسسات الأمراض العقلية والنفسية والمــــــــــــختلين.فلم يعد سرا «فضائح» مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية التي أسالت مدادا كثيرا على مدى سنوات، وتشكل، اليوم، وصمة عار في جبين الوزارة التي يزعجها استمرار التعامل مع مؤسسات المرضى النفسيين والمختلين عقليا مثل مطارح بشرية، أو سجون خارجة عن سيطرة مندوبية السجون، وفي أسوأ الأحوال فئران لتجريب الأدوية والعقاقير الجديدة الموصى بها من طرف مختبرات دولية، في مقابل مادي مغر.لهذا الغرض بالضبط تحركت «الصباح» إلى برشيد لفرز الحقيقة من الإشاعات المغرضة والإطلاع على حقيقة ما يجري بالضبط في هذه المؤسسة من باب الحرص على الحق في الرأي والرأي الآخر، قبل أن تكتشف أن حراسا جبابرة يحمون هذه المؤسسة ويضربون حولها جدارا من الصمت، ويحولونها إلى معتقل سري. أثناء إغلاق هذه المادة، صباح أمس (الخميس)، توصلت «الصباح» بمكالمة هاتفية من المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة الشاوية ورديغة الذي تأسف على ما وصفه بـ»سوء تفاهم»، بعد اطلاعه من طرف مسؤولي المؤسسة على معطيات بدت أنها لم تقل الحقيقة كاملة، مؤكدا أن باب المستشفى مفتوح في وجه الصحافة في أي وقت تشاء، وقد ضرب لنا موعدا صباح الأربعاء المقبل لإنجاز عمل عاد كان يمكن أن ينجز أول أمس (الأربعاء)، لولا «كثرة الفهامة» وعقلية «المحميات المحروسة» التي تنتمي إلى العهد البائد. يوسف الساكت

مندوب الصحة ببرشيد يعلن مستشفى الأمراض العقلية “قاعدة عسكرية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القرعة لتوزيع بقع على سكان كاريان "زرابة" بالبيضاء

احتجاج بالسراغنة على إعدام بنيات تحتية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات