3 أسئلة: هناك فرق بين تصورات السياسي وإكراهات الواقع

وجدت حكومة بنكيران أمامها إرثا ثقيلا من الملفات تشكل اليوم امتحانا عسيرا بالنسبة إليها، هل يمكن أن يكون ذلك بداية فشل مخططاتها؟من الصعب حاليا إعطاء حكم موضوعي على تجربة حكومة عبد الإله بنكيران لأن فترة سبعة أشهر غير كافية لإصدار هذا الحكم؛ لكن نجاح أو فشل هذه الحكومة سيتوقف بالأساس على تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، أولها مدى قدرتها على التنزيل السليم لمقتضيات الدستور الحالي، وثانيها كيفية تدبير الاحتقان الاجتماعي في ظل مناخ اقتصادي متأزم جدا وثالثها ضرورة الإسراع بإصلاح هيكلي للمجال الاقتصادي لكن في إطار نيوليبرالي لأن هذا الأمر يندرج ضمن التوجهات الكبرى المحسوم فيها سلفا. ما هي الأولويات المفروض على هذه الحكومة الانكباب عليها؟يمكن تقسيم هذه الأولويات إلى ثلاثة مستويات: المستوى الأول هو مدى تحقيق الضبط القانوني في العمل الحكومي الحالي، فاليوم هناك دستور جديد يحقق من خلال مقتضياته غير المسبوقة ضبطا قانونيا للعمل الحكومي (régulation) بيد أنه ينبغي أجرأة هذا التوجه عبر الإسراع بسن القانون التنظيمي المنظم للعمل الحكومي الذي لم ير النور لحد الآن. كما يتطلب الأمر ضرورة التنزيل السليم والسريع لمقتضيات الدستور. المستوى الثاني يتمثل في تقليص مضاعفات البطالة والفقر والتهميش والصحة والسكن والنهوض بمجال التعليم ودعم الاستثمارات بإجراءات عملية ملموسة لأنه في غياب الاستثمار لا يمكن تحقيق أي إقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي. المستوى الثالث: ضرورة وضع خطة إستراتيجية للنهوض بالقطاع الاقتصادي من خلال تشجيع القطاع الصناعي؛ ودعم الاستثمار. هل تراجع الحكومة عن إيجاد الحلول لتلك الملفات يعني فشلها وإخلاف وعودها للذين أدلوا بأصواتهم لصالحها؟الإشكال المركزي هنا هو أن هذه الحكومة أرادت أن تدبر العمل الحكومي بالإستراتيجية نفسها الذي دبرت بها الأمر حينما كانت في المعارضة، إذ مارست معارضة بجرعات زائدة لأنه لم يكن لها ما تخسره، لكن حينما دخلت الحكومة فوجئت بحجم الرهانات والإكراهات، وهناك قاعدة أساسية في علم السياسة مفادها أن هناك فرقا بين تصورات الفاعل السياسي وبين إكراهات الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر وجدت هذه الحكومة نفسها محكومة بمنطق التوازنات السياسية التي تفرض عليها تقديم تنازلات ربما تتعارض مع ما وعدت به المواطنين في برنامجها الانتخابي كمكافحة الفساد.تنضاف إلى هذه الإشكالات أن الأغلبية الحكومية التي من المفروض أن تساعد رئيس الحكومة على حل المشاكل هي التي تخلق له المشاكل، بل أحيانا تأتي هذه المشاكل من قبل الحزب الذي يقود الحكومة نفسه. أجرت الحوار: إيمان رضيف , محمد زين الدين: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني المحمدية

3 أسئلة: هناك فرق بين تصورات السياسي وإكراهات الواقع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحة في المغرب مريضة

الحكومة تدبر الملفات الثقيلة بالحروب الكلامية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات