شـبـاب المـوضـة أولا!

فتيات وفتيان يتهافتون على أشهر محلات العلامات العالمية سعيا وراء "الستايلات" الغربية يبقى الشباب، عموما، أكثر إذعانا للموضة، والإناث أكثر استسلاما من الذكور لتعاليمها المتواترة بلا انقطاع، وفق ما تؤكده جل الدراسات السوسيولوجية التي تناولت الموضوع. لكن عندما يدخل شباب “الهاي كلاس” على الخط، يصير للموضة طعم ومفهوم آخر. إناث وذكور، الكل يلهث وراء آخر تقليعاتها، شغلهم الشاغل ترصد حركات وسكنات نجومهم المفضلين من أشهر المغنيين والممثلين الأمريكيين. ولأن الانصياع للموضة يعكس رغبة تحقيق الانفرادية والتميز الشخصي، ويبرز نزوع الفرد لكل ما هو جديد ومرآة لشباب صار يفضل ارتياد أماكن عامة تستجيب لمتطلباته من سينما ومقاه وفنادق صارت محجه اليومي، لم يعد من المفاجئ ولا الصادم مصادفة فتيات بسراويل أو تنورات قصيرة وكنزات ونظارات شمسية بمختلف الألوان في عز البرد، أو فتيان بسراويلهم الضيقة وكنزات وقبعات جلدية، ميزتها الأساسية إظهار علامة صانيعها. اهتمام أبناء “الهاي كلاس” أو “ولاد الفشوش” كما يحلو للبعض تسميتهم به بآخر صيحات الموضة، ليس نابعا من روح الشباب التي ترفض كل ما هو قديم وبال وتسعى إلى تحصيل ما يرمز للشباب والطاقة والحيوية، بل أيضا لأن هذه الفئة من المجتمع متشبثة حتى النخاع بمقومات وسلوكات مجتمعات نشاهدها فقط من خلال المسلسلات الأجنبية والبعض منا يسمع عنها من خلال ما يعلق في الذهن عن حكايا من التقى بأحد مرتادي مدارس البعثات الأجنبية، كما لو أنها تعيش ما وراء حدود المغرب. السباق المحموم الذي يبديه شباب “الهاي كلاس” وجريهم وراء كل ما هو جديد في سباق يخفي بين طياته هوسا منقطع النظير وإذعانا واستسلاما لكل ما تجود بهم تصاميم أشهر الماركات العالمية التي تعنى بهذه الفئة، إذ طالما يمثل اللباس عاكسا للطبقة التي ينتمي إليها مرتديه، لا محيد لأبناء “الهاي كلاس” عن ترقب ما استجد في عالم اللباس، تأكيدا على الاختلاف. هـ.م

شـبـاب المـوضـة أولا!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أولاد "الهاي كلاس" يحاولون الاندماج في المجتمع

"أولاد لفشوش"... تمرد الأبناء على الآباء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات