عبقري: أبناء الميسورين يستمتعون بالغناء الشبابي

يهتمون بما تقدمه مجموعات موسيقية تنتمي إلى الطبقات المتوسطة والفقيرة أكد هشام عبقري، رئيس فيدرالية "الأندرغراوند" المغربي، وباحث في الثقافة الحضرية أن أبناء الميسورين يستمتعون بما تقدمه مجموعات غنائية شبابية ينتمي أعضاؤها إلى الطبقات المتوسطة أو الفقيرة، والتي تدخل المجال في البداية بهدف فني محض من خلال ممارسة هوايتها في الغناء والتأليف الموسيقي، ليتحول الأمر إلى احتراف ومصدر رئيسي للرزق عن طريق موجات "الهيب هوب" و"الروك" و"الراب" و"الفانك" و"الفيزيون".وأضاف عبقري أن الوضعية المالية الجيدة لهؤلاء تجعل آباءهم يوجهونهم لمتابعة دراستهم خارج أرض الوطن حتى يعودوا ليشغلوا مناصب عليا في عدد من الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة.وزاد عبقري الذي كان عضوا سنة 1984 ضمن المجموعة الغنائية "البوب فانك"، أن اهتمام أبناء الميسورين بالموجات الغنائية الجديدة يندرج في باب الاستمتاع بها، وأحيانا ربما اقتناء بعض الآلات الموسيقية، والأمر لا يتعدى تحقيق رغبة دون التفكير في الانضمام إلى مجموعة غنائية أو الاحتراف. وإذا كانت الموجات الغنائية التي عرفتها الساحة الفنية المغربية في السنوات الماضية من بين الاهتمامات المشتركة لأبناء الميسورين والطبقات المتوسطة والفقيرة، فإن علاقتهم بالسياسة تسير في المنحى ذاته، يقول عبقري، ماداموا يتوحدون في أنهم لا يملكون القدرة التحليلية لما يجري في الحقل السياسي بالنظر إلى غياب التأطير الإيديولوجي الذي تقوم به الأحزاب السياسية."كانت الأحزاب السياسية في فترة سابقة تتعامل مع المجموعات الغنائية الجديدة على أنها ممسوخة ولا تنتمي إلى الثقافة المغربية بل إلى ثقافة دخيلة"، يقول الباحث في الثقافة الحضرية، مضيفا أن ذلك عيب المجموعات ومن خلالها الشباب بشكل عام عن برامجها وخطاباتها.وواصل رئيس فيدرالية "الأندرغراوند" المغربي أنه نتيجة لذلك كونت المجموعات الغنائية فئة معزولة حرمت من استقطاب الإدارات والمؤسسات والأحزاب السياسية، وأكثر من ذلك عائلاتهم، ما جعلهم يسعون إلى خلق عالم خاص بهم في عدد من الشوارع.وشكلت أحداث سادس عشر ماي، حسب عبقري، منعطفا حقيقيا في مسار المجموعات الغنائية وفئة الشباب بشكل عام، لأنه أصبح التفكير في الانفتاح عليها ضرورة ملحة ومن تم الانفتاح على ثقافات وممارسات أخرى وعدم تكريس ثقافة الفكر الأحادي.ورغم ذلك لم تغير الأحزاب السياسية خطاباتها، واقتصر تأطيرها للشباب على دعوتهم إلى المشاركة في حملات انتخابية، حسب عبقري، الذي يقول إنه لمن المفارقات أن من تابعوا إحدى السهرات التي أحياها "بيغ" في هذا السياق جاؤوا فقط للاستمتاع بأجواء الموسيقى والغناء، لكنهم في واقع الأمر لم يصوتوا بما أنهم غير مؤطرين حزبيا.وسرد عبقري إحدى الطرائف التي أثارت استياء أحد المسؤولين في حزب معين والذي في حملة انتخابية كان واقفا أمام الغرفة المخصصة للملابس لإحدى المجموعات الغنائية الرائدة في مجال الأغنية الشبابية، وطلب منه أحد أعضائها بعد خروجه، قائلا له "رد البال للحوايج" بعد أن اعتقد أنه من حراس الأمن الخاص.وطريفة مثل هذه تعكس، في عمقها، حسب عبقري مدى الهوة الفاصلة بين الشباب والأحزاب السياسية، إذ لا يعرفون أسماء الأحزاب أو قيادييها أو ما يمت إليها بصلة، موضحا أنه حتى مؤتمرات الشبيبات تعتبر نسخة طبق الأصل من خطابات الكبار.وأضاف أن الأحزاب لم تنفتح بعد على الشباب، لأنها ترغب في استقطابهم ومحاولة جعلهم صورة طبق الأصل منها، بينما الصواب أنه ينبغي أن تستقطبهم مع احترام اختلافهم حتى لا تكون خطاباتها فاشلة.وبعد السنوات الطويلة والعلاقة التي تربط هشام عبقري بعدد من الشباب المغاربة بحكم تعاون فيدرالية "الأندرغراوند" المغربي، يقول إنه حتى الشباب الذين هم في وضعية مالية ميسورة وأوضاعهم الاجتماعية مستقرة يفكرون في "الحريك".وعزا عبقري أسباب تفكير شريحة واسعة من الشباب في "الحريك" إلى بحثهم عما سماه "احترام الاختلاف" والتخلص من نظرات "الحكرة" التي تحيطهم بسبب اختيارهم ارتداء ملابس معينة أو الاستماع إلى نوع موسيقي معين، إلى غير ذلك.وفي هذا الصدد، سبق لاثنين من الموسيقيين الشباب أن "حركوا" سنة 2002، يؤكد عبقري حين سافر رفقتهم خارج أرض الوطن من أجل إحياء سهرات فنية ليعود رفقة ثمانية شباب آخرين. أمينة كندي

عبقري: أبناء الميسورين يستمتعون بالغناء الشبابي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"التيكتونيك" و"الهيب هوب" و"البريك دانس"... تقتحم قاموس أبناء الأثرياء

الحزب السياسي ومنطق الغيتوهات العائلية الضيقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات