مهنان: تمكين الشباب ضرورة وليس خيار

إن شباب اليوم رجال الغد مقولة غير صحيحة و تعبر عن عقلية الإقصاء الضمنية من المشاركة في بناء الحاضر و قصره على المستقبل، إن هذه المقولة لربما كان لها صدى و قبول لذا المجتمع في الماضي، وليس بالضرورة أن تكون صحيحة وصالحة لجيل اليوم. إن هذه نظرة قديمة للمجتمع القديم عن الشباب و ليس بالضرورة أن نقبلها نحن كذالك، فكيف نقبل بهدر طاقة الشباب الضائعة و بدون حجة موضوعية و بناء على أفكار قديمة أتبثت التجربة في غالب الأحيان عدم صحة هذه الأفكار . إنه لدس للسم في عقول الشباب و حرب نفسية غرضها الوحيد إقصاء طاقة كبيرة في البناء و التجديد و الإبداع و الرفع من مستوى التنمية ، و غرضها إصابتهم بالعجز قبل البدء في المحاولة أصلا، و إيهامهم أن الوقت لم يحن بعد و أن الحاضر ليس لهم فل يرحلوا!! إلى أين لا أعلم؟ ربما إلى اللامكان و يجلسون في مكان ما و يتضرون حتى يأخذ منهم الكبر و يصبهم الزمان و تخور قواهم و نقول لهم الآن حان دوركم، فالسؤال المطروح ماذا بقى فيهم؟ فقواهم خارت و أفكارهم ذبلت. إن هذه ثقافة متجدرة في الزمن ضاربة في القدم يشجعها الآن من هم في الحكومة . و إن ليس من مصلحة الحكومة الإبقاء على هذه الأفكار الهدامة، بل وجب عليها محاربتها لعدة اعتبارات و عليكم أن تقوموا بخطوات جليلة تجاه الشباب. لأن الغالبية المطلقة من الساكنة حسب الهرم السكاني هم من الشباب و يمثلون أكثر من ثلثي الساكنة، و سيكون من الحيف و الظلم في حقهم إذا ما قصرنا دورهم في المستقبل و ضيعنا بدالك فرصة الاستفادة من طاقة هائلة لربما تكون أساسية و ضرورية للبناء، و نحن في حاجة ملحة إليها. و على الرغم من هذا أضهرت الحكومتين السابقين عجزا كبيرا في تلبية مطالب الشباب و هذه حقيقة مرة، إذ تعاملت معنا الحكومة بنوع من الحيف وعقلية الماضي الداعية إلى إقصاء الشباب و عدم الإستجابة لمطالبهم، للأسف نحن في شد و جدب لم نصل بعد إلى مفهوم إشراك الشباب و اعتبارهم شركاء في التنمية و الإرتقاء بالإنسان. و إن الانتفاضات الأخيرة قادها الشباب و أتبتت بما لا يدع للشك مجالا أن تمكين الشباب وإيدماجهم في المجتمع ضرورة ملحة و أن أي شئ غير هذا يحمل بين طيات بوادر عدم الاستقرار، و أظهرت هذه الأحداث كذالك عجزا كبيراً في فهم متطلبات الشباب و الإستهانة بقدراتهم وصولا إلى إقصائهم في غالبالأحيان. إن شباب اليوم كشباب الأمس ليس هناك فرق بينهم إلا في بعض الجزئيات فرضها التطور و العولمة، فمطلبهم واحد العمل و الاندماج في المجتمع و الاستقرار و الاعتراف بقدراتهم. إذ أنه مهما بلغت حنكت و خبرت القادة السياسيين على الرغم من أن حكمتهم عليها كثير من الأسئلة فإنهم لن يستطيعوا البقاء في السلطة للأبد فهذه سنة الحياة، وأن وضع الثقة في الشباب ليس خيار و إنما ضرورة وواجب يحافظ على الترابط و الإستمرارية في الإدارة بنفس الجودة و تحسينها في غالب الأحيان. إن الدعوة لإشراك الشباب على مستوى القيادة تقضيها مصلحة وطنية عليا الغرض منها تأهيل الشباب للقيادة و إن الشباب هو طاقة كبيرة في العمل و الإنتاج إن تم استيعابها و تصخيرها و تحفيزها و الإيمان بقدراتها و جعلها محور التنمية و أساسا لها. عمر مهنان: طالب موجز منشط ، فاعل جمعوي

مهنان: تمكين الشباب ضرورة وليس خيار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباغ: الإقتصاد الإيراني يحتضر و الحصار الأمريكي ينتصر

تزوير وثائق للحصول على "الفيزا"

مقالات ذات صلة