مهمة ملاكمينا بالأولمبياد صعبة وليست مستحيلة

عثمان فضلي المدير التقني لجامعة الملاكمة قال إن القرعة ستفرض عليهم مواجهة بطل عالمي أو أولمبي في الأدوار الأولى أكد عثمان فضلي، المدير التقني للجامعة الملكية المغربية للملاكمة، أن مهمة الملاكمين المغاربة صعبة، لكنها غير مستحيلة، إذ أن القرعة ستكون موجهة بحكم أنها ستحتم عليهم مواجهة إما بطل العالم أو بطلا أولمبيا أو أحد المصنفين ضمن الثمانية الأوائل في العالم، سواء في الدور الأول أم الثاني، الشيء الذي يجعل مهمتهم في الصعود إلى منصة التتويج صعبة، مشيرا إلى أن التحضيرات التي يجرونها حاليا يركزون فيها على الجانب الذهني والنفسي، والحفاظ على اللياقة البدنية والوزن. وأضاف عثمان فضلي في حوار الجمعة مع "الصباح الرياضي" أن العائق الذي يعانيه الوفد المغربي بلندن، بعد القاعة المخصصة للتداريب، إذ أنها تبعد بحوالي 10 كيلومترات عن القرية الأولمبية، غير أن الإدارة التقنية برمجت استعدادات للملاكمين بإحدى القاعات الموجودة بالقرب من مقر إقامة الوفد المغربي بالقرية الأولمبية، موضحا أن هذا المشكل تعانيه جميع الوفود المشاركة في الأولمبياد، وأن الوفد المغربي يقضي الاستعدادات في أجواء رمضانية مثله مثل جميع المسلمين المشاركين في الأولمبياد البالغ عددهم 3500 مسلم. وفي ما يلي الحوار. كيف هي أجواء استعدادات الملاكمين المغاربة؟ الأجواء جيدة إلى حدود الآن، منذ أن جئنا إلى لندن يوم الجمعة الماضي، ونحن نستعد بكيفية عادية ودون مشاكل، ويسود التفاؤل جميع الملاكمين، ونتمنى أن يستمر هذا التفاؤل ويتوج بصعود أحد الملاكمين على الأقل إلى منصة التتويج، سيما أننا وفرنا جميع الظروف الملائمة لمرور الاستعدادات على ما يرام. ما الذي يمكن قوله حول البرنامج الإعدادي الذي سطرته الإدارة التقنية؟ الحقيقة البرنامج الإعدادي كان حافلا بالمباريات والتجمعات الإعدادية، إذ يمكن القول إننا شاركنا في أزيد من 40 تظاهرة دولية، منذ الاستعداد للتصفيات التي احتضنتها الدر البيضاء، وبعد تأهل سبعة ملاكمين ذكور إلى الأولمبياد، وضعت الإدارة التقنية برنامجا إعداديا، توزع بين عقد تجمع إعدادي بفرنسا، وآخر بالمغرب كان مقررا أن يشارك فيه منتخبات أوكرانيا وفرنسا وسوريا، غير أنه تعذ على الأخير الحضور فاكتفينا بإجراء مباريات مع ملاكمين من اوكرانيا وفرنسا، مواجهة كل ملاكم بمنافس فرنسي أو أوكراني في الوزن الذي يمثله.وختمنا تجمعاتنا الإعدادية بإجراء معسكر بألمانيا في يوليوز الجاري بمشاركة منتخبات البلد المحتضن وتونس ومولدافيا وبلغاريا والتشيك والدانمارك، وتميز بإجراء مباريات إعدادية للملاكمين المغاربية. هل حققتم هدفكم من هذه التجمعات؟ بالفعل تمكنا من تحقق هدفنا، والآن نحن بصدد إجراء الاستعدادات النهائية التي تسبق المنافسات الأولمبية، إذ مكنت التجمعات المذكورة من أن يكسب الملاكمون المغاربة تجربة كبيرة والانفتاح على مجموعة من المدارس في الملاكمة العالمية. ما هي النقط التي تركزون عليها في الوقت الحالي؟ عادة المحطة الأخيرة من الاستعدادات لمثل هذه التظاهرات، يركز فيها على الجانب البدني والتقني، إذ نطمح إلى الحفاظ على اللياقة البدنية للملاكمين خصوصا الوزن، لأنهم سيخضعون لعملية تحديد الوزن صباح اليوم (الجمعة)، قبل المشاركة في عملية سحب القرعة، لكن نحن الآن بصدد الاشتغال أيضا على الجانب الذهني والنفسي، وذلك لتهييئهم للدخول في جو المنافسات وامتصاص الضغط الذي يشعرون به مع اقتراب المنافسات الرسمية، بحكم أن الملاكمة المغربية ستشارك في الأولمبياد انطلاقا من غد (السبت)، بواسطة أبو بكر اللبيدة في وزن 56 كيلوغراما وبدر الدين حديوي في وزن 75 كيلوغراما. كيف تتوقع المشاركة المغربية في الأولمبياد؟ أعتقد أن الأمور ستكون صعبة لكنها غير مستحيلة، على اعتبار أنها ستضم أقوى الملاكمين على الصعيد العالمي، وبالتالي فإن مهمة الملاكمين المغاربة لن تكون سهلة، إذ عليهم أن يعطوا كل ما لديهم للدفاع عن حظوظهم في الفوز بإحدى الميداليات، وعليه يمكن القول إن الإدارة التقنية سعت إلى تهييء كل الوسائل لضمان استعدادات في المستوى، واعتقد أن الملاكمين إذا استطاعوا التغلب على الضغط النفسي، ولاكموا دون ضغوط أو اعتبار للمنافس سيكون الفوز حليفهم. هل خصصتم لهم منحا في المستوى في حال التتويج؟ هذا الأمر من اختصاص الجامعة، لكن أظن أن الوزارة خصصت منحا كبيرة ومهمة للمتوجين في جميع الرياضات، وبطبيعة الحال يوجد ضمنهم الملاكمون، وبالتالي فإن منح المتوج بالذهبية 150 مليون سنتيم، والفضية 100 مليون سنتيم، والبرونزية 75 مليون سنتيم، يعد أمرا مهما ومشجعا لجميع الأبطال الذين سيرفعون الراية الوطنية في سماء لندن،غير أنه ما يمكنني القول إنه لا يوجد شيء رسمي الآن من الجامعة بهذا الشأن، والشيء الرسمي الوحيد هو منحة الوزارة الوصية، كما سبق لوزير الشباب والرياضة، محمد أوزين أن أعلن ذلك، وهي منحة يمكن القول عنها إنها مغرية جدا ومحفزة لتحقيق نتائج إيجابية. ألا تعانون مشاكل في التحضير بالقرية الأولمبية؟ المشكل الوحيد الذي نعانيه هو بعد قاعة التدرايب، إذ أننا لا نستطيع الذهاب إليها بسبب ابتعادها عن القرية الأولمبية بحوالي 10 كيلومترات، وهذا المشكل يعانيه جميع الوفود المشاركة في الألعاب الأولمبية، ويبدو أن المنظمين لم ينتبهوا إلى هذا الأمر، لذلك فإننا نضطر إلى التدرب بإحدى القاعات الموجودة حاليا بالقرية الأولمبية، والقريبة جدا من محل إقامتنا، لكنها تتيح لنا التدرب بشكل أفضل وفي أحسن الظروف. ما هي تخميناتك عن القرعة المقررة اليوم (الجمعة)؟ بكل صدق، القرعة ستكون صعبة جدا على الملاكمين المغاربة، ذلك أنها ستكون موجهة، كما جاء في قرار الاتحاد الدولي للملاكمة أثناء بطولة العالم لسنة 2009، عندما قرر أن تكون موجهة، أي أن الملاكمين المغاربة وغيرهم من الملاكمين الذين يمكن تصنيفهم في الرتب المتأخرة سيكونون مضطرين لمواجهة بطل العالم أو بطل أولمبي أو أحد الملاكمين المصنفين ضمن الثمانية الأوائل، سواء في الدور الأول أم الثاني، الشيء الذي يعني أن الملاكم المغربي مطالب بتخطي إما بطل العالم أو بطل أولمبي أو أحد المصنفين ضمن الثمانية الأوائل ليعبد طريقه نحو الوصول إلى منصة التتويج، وعليه فإنه مطالب بأن يركز بشكل كبير في المباريات الأولى، وأن يتفادى الإرهاق وأن يحافظ على لياقته البدنية، وإلا فإنه سيعرض نفسه لخطر الإقصاء إذا ما بذل جهدا كبيرا في الأدوار الأولى، رغم تخطيه ملاكمين أقوياء في الدور الأول.ويمكنني القول إن الظفر بالميدالية الأولمبية في رياضة الملاكمة لن يكون أمرا سهلا، سيما أن المنافسة تعرف مشاركة أقوى الملاكمين على الصعيد العالمي، وأن الملاكم الذي سيكون محظوظا بالتتويج عليه أن يتعامل مع المباريات بذكاء، وأن يعرف كيفية الفوز بأقل جهد ممكن، ولدينا ملاكمون يتوفرون على مثل هاته الصفات، وأتمنى أن يكون الحظ بجانبهم يوم المنافسة. كيف هي معنويات الملاكمين؟ جميع الملاكمين معنوياتهم مرتفعة وتحذوهم الرغبة في الصعود إلى منصة التتويج، وكلهم أمل في العودة إلى المغرب على الأقل بميدالية نحاسية، وهذا أمر إيجابي سيساعدهم على تحقيق نتائج في الأولمبياد، وأعتقد أن اللجنة التقنية لم تبخل عايهم بأي شيء، إذ قدمت لهم كل ما من شانه أن يساعدهم في تحقيق حلمهم وإسعاد الجمهور المغربي، كما كان الشأن مع الأخوين محمد وعبد الحق عشيق والطاهر التمسماني. ماذا عن المشاركة النسوية؟ بالفعل المشاركة النسوية حاضرة لأول مرة في الأولمبياد بفضل مشاركة المحجوبة أوبطيل التي ستمثل الملاكمة النسوية، غير أن المشكل الذي عانته، عدم بداية التداريب في وقت مبكر، وهذا المشكل طرحه الاتحاد الدولي الذي اختار أوبطيل للمشاركة ببطاقة دعوة في وقت متأخر، ولم تخبر الجامعة بذلك، إلا حوالي شهر قبل انطلاق الألعاب الأولمبية، وبالتالي كان عليها أن تبدأ الاستعدادات في هذه الفترة القصيرة، وما زاد صعوبة استعداداتها أن الجامعة برمجت لها تجمعا إعداديا بالمغرب مع ملاكمة تونسية، غير أن الأخيرة اعتذرت لأسباب داخلية، والتالي اضطررنا إلى الاكتفاء بتحضيرات بالمغرب، لكن مشاركتها في حد ذاتها تعد إنجازا للملاكمة النسوية التي استطاعت الحضور في هذا المحفل الدولي. كيف تقضون الأجواء الرمضانية؟ الحقيقة أننا نقضي أجواء مثل باقي المسلمين المشاركين في الألعاب الأولمبية، إذ أثبتت الإحصائيات الأخيرة أن 3500 مسلم يشاركون في أولمبياد لندن، وأعتقد أن الملاكمين يستفيدون من الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الأعلى، بالنظر إلى أنهم يخوضون حصتين إعداديتين يوميا، الأولى في الصباح والثانية مساء، كما أن فترة الصيام طويلة جدا ومرهقة بالنسبة إلى الانسان العادي فكيف بالرياضي الذي يبذل مجهودا يوميا ويخسر الكثير من الطاقة البدنية، لكن الإدارة التقنية فهي تقضي رمضان مثل الأجواء التي يعيشها المسلمون في هذا البلد. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن

مهمة ملاكمينا بالأولمبياد صعبة وليست مستحيلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: فضلي...الدراسة قبل الملاكمة

سانشيز يبحث عن وجه جديد مع برشلونة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات