“كان” … كواليس الصدمة

دموع وحسرة بعد إقصاء المنتخب وانتقادات لرونار واللاعبين عاش الجمهور المغربي ومكونات المنتخب الوطني ليلة سوداء، بعد الخسارة أمام بنين بالضربات الترجيحية (1-4) بملعب السلام. ولم يتوقع أشد المتشائمين نهاية حزينة للمنتخب الوطني، بعد هذا الإقصاء المذل، بعدما ظل المرشح الأبرز للذهاب بعيدا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر. هدوء قبل العاصفة سبق مباراة المنتخب الوطني وبنين تفاؤل بإمكانية التأهل إلى ربع النهائي دون عناء، إذ بدا المشجعون المغاربة متفائلين، معتقدين أن المنافس لن يشكل ندا قويا للأسود. وشهدت القاهرة حركة غير عادية منذ صباح الجمعة الماضي، خاصة مع اقتراب انطلاق المباراة، ليس بسبب توافد جمهور المنتخبين إلى الملعب مبكرا، بل لأنها قصت شريط مواجهات الثمن، وبالتالي كان لا بد من تعزيزات أمنية، كما جرت العادة. حضور قليل سجلت مباراة المنتخب وبنين حضورا جماهيريا قليلا مقارنة مع عدده أمام كوت ديفوار وجنوب إفريقيا، والذي تجاوز 25 ألف مشجع في مجموع المباراتين. وشكل الجمهور المغربي دعما بالنسبة إلى المنتخب الوطني، فضلا عن مساهمته في إنعاش الاقتصاد بمدينة السلام. تقول تاجرة مواد غذائية "جمهور المغرب بيشتري حاجات ما فيش زيو. يارب يكسب الماتش عشان يبقى». إصابة بنعطية فوجئ الجمهور بغياب المهدي بنعطية عن التمارين الإحمائية، كما جرى تكتم شديد على خبر إصابته، في آخر حصة تدريبية، ليدخل بدله مروان داكوسطا أساسيا لأول مرة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا. ومع مرور الدقائق، اتضح أن المنافس لن يكون لقمة سائغة، وأنه يملك من الأسلحة ما يؤهله لإرباك حسابات الناخب الوطني، وهو ما تحقق فعلا. فيما ظل بنعطية يراقب المباراة ويتفاعل مع أطوارها، واضعا ضمادة على عنقه. "فوفوزيلا" حاضرة ساهمت الفرقة النحاسية، التي رافقت جمهور بنين في إعطاء أجواء احتفالية وطقوس إفريقية، شبيهة بتلك السائدة في ملاعب القارة الإفريقية. واعتمد الجمهور البنيني على " فوفوزيلا"، من أجل تشجيع لاعبيه، فيما ظل صحافيو بنين يهتفون باسم لاعبيهم تارة، ويصرخون احتجاجا على حكم المباراة تارة أخرى. انفعالات رونار ثار هيرفي رونار في وجه لاعبيه طيلة أطوار المباراة، بسبب إفراطهم في اللعب العرضي في الكثير من اللحظات، كما طالبهم بالهجوم وتنويعه، فيما حث نور الدين أمرابط على عدم الاحتفاظ بالكرة، والعمل على تمريرها في الوقت المناسب. لم يكن رونار راضيا عن أداء اللاعبين، وصرخ كثيرا واحتج دون كلل، في محاولة منه لإعادة الروح إلى المنتخب الوطني مع انطلاق الجولة الثانية. واستغل لاعبو بنين عدم نجاعة خط هجوم المنتخب الوطني، ليعاقبوه بتسجيل هدف بعثر أوراق الطاقم التقي، الذي اضطر إلى البحث عن أنجع الحلول لفك شفرة دفاع بنين المتين والمتراص. لاعبون تائهون رغم توجيهات المدرب هيرفي رونار، وردة فعل طاقمه بين حين وآخر، إلا أن لاعبي المنتخب الوطني ظلوا تائهين في معظم أدوار المباراة، إذ بدوا عاجزين عن فرض إيقاعهم وتجاوز الجدار الدفاعي لبنين، الذي ظهر صلبا أكثر مما كان عليه أمام الكامرون وغانا. زياش في "الأوت" خفت بريق حكيم زياش في مباراة بنين، كما في سابقاتها، بعدما فقد الكثير من لمعانه. ورغم بعض المحاولات التي قام بها، والتي كادت تعطي الامتياز للمنتخب الوطني، إلا أنه ظل تائها في معظم فترات المباراة. نفذ زياش أغلب الكرات الثابتة، دون فعالية، ومرر لزملائه دون جدوى، وخسر كل النزالات، قبل أن ينهار لحظة تضييعه ضربة جزاء. وأصيب زياش بإحباط شديد وذرف الدموع، وهو في طريقه إلى دكة الاحتياط. هيستيريا بمدرجات بنين عرفت مدرجات جمهور وصحافيي منتخب بنين مباراة من نوع آخر، إذ ظل هؤلاء يتفاعلون مع لاعبي منتخب بلادهم، خاصة بعد تسجيل هدف السبق. ولم يقتصر دور جمهور بنين وصحافييه على التشجيع فحسب، بل عمدوا إلى استفزاز الجمهور المغربي في الكثير من الأحيان. وهتف الصحافيون والمشجعون باسم منتخبهم وتغنوا بلهجتهم المحلية ورقصوا على إيقاع أهازيج إفريقية، فيما سقط مشجع بنيني مغمى عليه بالمدرجات، ما تطلب تدخل رجال الإسعاف لإنقاذ حياته. دموع وحسرة خيم الحزن والأسى على الجماهير والصحافيين المغاربة بعد نهاية حزينة للمنتخب الوطني في البطولة الإفريقية، وذرف بعضهم دموع الألم والحسرة. وهاجم مشجعون آخرون المدرب هيرفي رونار بسبب اختياراته، ونال معظم لاعبي المنتخب الوطني النصيب الأوفر من الانتقادات، عدا مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي ورومان سايس. بوصوفة محبط بدا مبارك بوصوفة محبطا أكثر من غيره، وهو يمر بالمنطقة المختلطة. ورغم مرارة الإقصاء، إلا أنه استجاب لطلبات الصحافيين واحدا تلو الآخر، فأجاب عن جميع الأسئلة. وقال "حنا تقاتلنا، وحاولنا باش نربحو ما جابش الله". وأضاف "حتى منتخب بنين من حقوا يلعب باش يربح، وهاذي هي الكرة". إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير أحمد جرفي (موفدا "الصباح" إلى مصر)

“كان” … كواليس الصدمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتفاق بين بوفال ومارسيليا

العربي بأولمبياكوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات