عمال مهاجرون ضحايا قطاع الطرق الإسبان

سلبت منهم أموالهم ويقضون عطلتهم بين أروقة الإدارة لإنجاز وثائق العودة لن يقضي الكثير من العمال المغاربة المهاجرين بأوربا، عطلتهم الصيفية كما خططوا لها. حين استعدادهم للعودة إلى أرض الوطن، كانوا يحلمون بأوقات جميلة تنسيهم ولو مؤقتا هم الغربة والأزمة الاقتصادية، بين أقاربهم وذويهم. حول «القدر» عطلة المهاجرين بأوربا إلى «كوابيس»، بعد ما تعرضوا له بالتراب الإسباني، وهم في طريقهم لوطنهم العزيز، وجعلهم هائمين وتائهين بين الإدارات المغربية وقنصليات وسفارات البلدان التي يقيمون فيها، لإنجاز وثائقهم الشخصية التي سلبت منهم وكل ممتلكاتهم، من قبل قطاع الطرق الإسبان. العشرات منهم يعتصر أفئدتهم الألم، ويجترون مرارة الخيبة بعدما عادوا خاويي الوفاض، من مالهم وما حملوه من هدايا لعائلاتهم، سلبت منهم تحت التهديد بأسلحة نارية من قبل شباب إسبان، خاصة بمحطات الاستراحة على الطريقين السيارين الرابطين بين مدريد وغرناطة والجزيرة الخضراء. يقضي محمد الحلوي، العامل المهاجر بفرنسا، أيام عطلته، متنقلا بين الإدارات، للحصول على وثائق العودة إلى بلاد المهجر، الخاصة به وبزوجته وأبنائه الثلاثة الحاملين للجنسية الفرنسية، دون أن يستسيغ مطالبة القنصلية الفرنسية بفاس، له بأداء مبالغ مالية باهظة عن كل واحد منهم، لإنجازها. «خلاوني ع الحديدة».. عبارة اختار أن يلخص بها حاله بعدما هاجمه 3 شباب مسلحين بأسلحة نارية ومكشوفي الوجوه، يوم 28 يونيو أثناء استراحته بمحطة للبنزين بإقليم غرناطة الإسباني، الواقع عند الكيلومتر 82 على الطريق السيار رقم «أ 92» على بعد نحو 300 كلم عن الجزيرة الخضراء. الشباب الثلاثة كانوا على متن سيارة ميرسيديس مزورة لوحات ترقيمها، وسلبوه كل الوثائق وما بسيارته من أشياء نفيسة و2800 أورو نقدا، دون أن يسلم وأسرته، من اعتدائهم بالضرب، ما فرض عليه عرض زوجته على مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية، للصدمة التي أصيبت بها.لجأ هذا الشاب إلى السلطات الأمنية الإسبانية، لكنها «تعاملت باستخفاف» مع شكايته، رغم أن احتواء الموقع الذي تعرض فيه للاعتداء، على أربع كاميرات خاصة، قبل أن يطرق أبواب الديبلوماسية المغربية بهذا البلد الجار. لكنها برأيه اكتفت فقط بتمكينه من تأشيرة المرور إلى المغرب. كثيرون من أمثال محمد الحلوي، الذي راسل وزارة الجالية المغربية والسفارة المغربية بمدريد وجهات أخرى، عانوا المرارة نفسها وبقوا ساعات طوال، «معلقين» بالتراب الإسباني خاصة على هذه الطريق وتلك بين مدريد والجزيرة الخضراء، دون وثائق ولا أموال أو هواتف، بل إن بعضهم عاد أدراجه. حين زار هذا الشاب المتحدر من منطقة تيسة بتاونات، قنصلية فرنسا بفاس، كشف له موظف، عن أنه الحالة الخامسة عشرة، الوافدة على هذه الإدارة خلال يومين، ما يؤكد ارتفاع عدد الضحايا. لذلك يتمنى من السلطات المغربية التنسيق مع نظيرتها الإسبانية، لضمان الحماية الضرورية للعائدين.بعض المصادر تحدثت عن مئات الحالات المسجلة والمستهدفة من قبل قطاع الطرق الإسبان ممن يستعملون الأسلحة النارية للتهديد والاعتداء، متحدثة عن حقن ضحايا ب«منومات» ورشهم بالغاز المسيل للدموع، لتسهيل السيطرة على الوضع، والسطو على ما يملكون وما تحويه سياراتهم.ولعل من أكثر المغاربة المستهدفين بمثل هذه العمليات، أولئك الوافدين من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، الدول التي لا تعاني كثيرا من تبعات الأزمة الاقتصادية، فيما تقول المصادر ذاتها، إن بعض قطاع الطرق، يرتدون أزياء لعناصر الأمن، للإيهام وجبر الضحايا على التوقف بداعي المراقبة.ويتمنون إحداث صندوق خاص لتمويل مثل هذه الحالات وتسهيل عودة ضحاياها، رأفة بهم، وأن تبادر مؤسسة محمد الخامس، بتكثيف وجودها بالتراب الإسباني وتفتح خط هاتفيا أخضر للتواصل والتدخل عند كل خطر، خاصة أمام ما يسمونه «تقصير البوليس الإسباني في القيام بواجبه». حميد الأبيض (فاس)

عمال مهاجرون ضحايا قطاع الطرق الإسبان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط الدعوى عن متهم بهتك عرض قاصر بمكناس

اعتقال 32 ممرضا عسكريا بتهمة الفرار من الجندية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات