عمداء مدن عربية وأمريكية في مؤتمر بالبيضاء

ناقشوا دور الثقافة والاقتصاد في تطوير المدن وأكدوا أهمية تبادل التجارب احتضنت الدار البيضاء ما بين 13 و14 دجنبر الجاري الدورة الثالثة لمنتدى المدن العربية الامريكية، والذي عرف مشاركة وفود عربية وأجنبية، من دبلوماسييين خبراء وعمداء مدن مختلفة، تداولوا خلالها سبل تعزيز التعاون والتفاهم المشترك بين الثقافات والآليات الكفيلة بجعل الثقافة والاقتصاد الخلاق بوابة رئيسية لنمو المدن انطلاقا من تبادل التجارب والخبرات وصياغة اتفاقيات تعاون مشتركة وتكريس مفهوم التوأمة وتوسيع دلالاته ومجالاته في اتجاه ردم الهوة الثقافية بين الشعوب.وطرحت الورشات التي احتضنها المنتدى العديد من الأسئلة، همت دور التعبيرات الثقافية لسكان المدن، محلية كانت أم وطنية، في تأكيد الركائز الأساسية للتراث الوطني المادي والحسي، والمساهمة في انبثاق مجموعة مركبة من المنتوجات الابداعية، الثروات والخدمات، والتي بامكانها توفير إمكانات حقيقية لنتائج اقتصادية واجتماعية ملموسة.وانصب النقاش كذلك على دور مسيري المدن والجهات في الأخذ بعين الاعتبار في مخططاتها الاستراتيجية، الاستثمار في مجال الثقافة والأنشطة الإبداعية، من خلال تفعيل آليات تحويل الأنشطة الصناعية غير المنتجة وخلق أقطاب للامتياز تضم جامعات ومراكز الأبحاث والورشات الفنية ومواقع التصنيع والمساعدة على الابداع الفني والزيادة في فضاءات نشر الفنون.كما تناولت الورشات دور تكنولوجيا الاتصال والإعلام في إفراز تصورات جديدة للتهيئة الحضرية والتنقل بالمدن، إذ كشفت تجارب بعض المدن الأمريكية التي استعرضها بعض العمداء الأمركيين، دور تكنولوجيا الإعلام في تحسين الفعالية الطاقية للبنايات وتوفير وسائل النقل وتقديم حلول للتحديات الكبرى الخاصة بالتنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بإدماج المهاجرين الداخليين المستقرين في هوامش المدن والتي تحولت في مدينة من حجم أوكلاهوما، كما يؤكد عمدتها ماك غرينيت، إلى مكان جذب للاستقرار من خلال تطوير وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بها، فضلا عن تحسين محيط العيش.وانتهت الورشات أيضا إلى خلاصات هامة شملت تفعيل المقاربة التشاركية في اتخاذ القرار، ومن خلال مقاربة النوع أيضا، حتى لا يبقى القرار في المدن بين يدي الآلة التقنية والإدراية، ومن خلال الأخذ بعين الاعتبارأيضا أن تعكس البرامج المسطرة انتظارات السكان وتطلعاتهم، مع أهمية دمج النساء في التصورات المتعلقة بوضع السياسات العمومية.تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى لمنتدى المدن العربية الأمريكية احضتنه مدينة شيكاغو الأمركية سنة 2005 ، بمبادرة من عمدتها ريتشارد ديلي، أما الدورة الثانية فاحضتنها الأردن، وجرت في العاصمة عمان بإشراف من عمدتها عمر معاني.وعرفت الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للمنتدى حضور كل من سعد حصار كاتب الدولة في الداخلية، ووزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار ومحمد ساجد عمدة الدار البيضاء وعدد من المنتخبين، فضلا عن مشاركة وزير الخارجية السابق ورئيس جماعة أصيلا، محمد بنعيسى، والذي تطرق في مداخلته للخطوط العريضة للسياسية التنموية بالمدينة، والتي حولتها من مدينة كانت تجد صعوبة في جمع أزبالها إلى واجهة لاستقطاب السياح والمفكرين والخبراء والمستثمرين الدوليين بفضل مهرجان أصيلا الذائع الصيت، ومراهنة المجلس البلدي على البعد البئي والجمالي والثقافي في النهوض بالمدينة اقتصاديا واجتماعيا.أما عمدة شيكاغو ريتشارد ديلي، الذي ظل في هذا المنصب لمدة عشرين سنة، بفضل الشعبية التي يتمتع بها في ميدنة تضم أكبر عدد من أفراد الجالية العربية، فركز على أهمية الانفتاح وتدبير التعدد والحوار بين الثقافات في تحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود للمدن العربية والأمريكية، مركزا في مداخلته على أن تبادل التجارب بين هذه المدن في مجالات التدبير والانفتاح على المستقبل، ونبذ التعصب والإنغلاق هو الكفيل بالرفع من وتيرة النمو في عالم يتغير باستمرار.وكانت الفرصة مواتية للحضور لاستعراض مختلف التجارب التنموية للمدن العربية، من قبيل القدس والخليل وأريحا ورام الله، والرباط وفاس والدار البيضاء، انطلاقا من البعد الهوياتي، والعناية بالموروث الثقافي، باعتباره "سلعة" قابلة للتداول في الاقتصاد الدولي، إضافة إلى تحسين محيط الحياة لدى السكان على المستوى البيئي، من خلال توسبع مجال المساحات الخضراء توفير الخدمات الأساسية للسكان في اقتصاد عالمي أصبح يراهن بقوة على الموارد البشرية للشعوب. رشيد باحة

عمداء مدن عربية وأمريكية في مؤتمر بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يتصدى لبوليساريو في الملتقى الإفريقي بالإسكندرية

التوتر متواصل بين "براسري المغرب" والجمارك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات