مدونة السير تحد من استيراد السيارات المستعملة

المادة 96 من المرسوم تشترط للمصادقة على السيارات أن يقل عمرها عن 5 سنوات يتضمن المرسوم رقم 2.10.421 المتعلق بتطبيق مقتضيات قانون مدونة السير رقم 52.05، بشأن المركبات، مقتضيات من شأنها أن تحد من الإقبال الكبير على السيارات المستعملة المستوردة من الخارج، إذ لن يصبح بإمكان مقتني هذه السيارات إتمام إجراءات تعشير هذه السيارات لدى المصالح الجمركية، لأن من ضمن الوثائق التي يتعين الإدلاء بها لمصالح الجمارك، شهادة المصادقة التي يسلمها المركز الوطني لإجراء الاختبارات والتصديق. وفي هذا الإطار، تشير المادة 96 من المرسوم، التي تحدد المركبات التي تتم المصادقة عليها بشكل منفرد، إلى أن من ضمن هذه المركبات، تلك المستعملة المستوردة من الخارج التي يقل عمرها عن خمس سنوات، غير أن المرسوم نص على إمكانية اتخاذ مقتضيات خاصة تتعلق بالمغاربة المقيمين بالخارج، على أن يحدد وزير النقل كيفيات تطبيق هذه المادة.وهكذا فابتداء من دخول المرسوم حيز التطبيق لن يسمح للسيارات المستعملة المستوردة من الخارج التي يصل عمرها خمس سنوات فما فوق بالجولان بالمغرب، ما دامت لن تحصل على شهادة المصادقة من طرف المركز الوطني لإجراء الخبرات والتصديق، التي تعتبر شرطا أساسيا لتعشيرها لدى مصالح إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة.يشار إلى أن عدد السيارات المستعملة المستوردة من الخارج وصل، خلال 2009، 50 ألف سيارة، في حين تم استيراد، خلال ستة أشهر الأولى من السنة الجارية ما يعادل 24288 سيارة، ويمثل هذا العدد زيادة بنسبة 14 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن أعمار نسبة كبيرة من هذه السيارات تتراوح ما بين 8 و 10 سنوات.ويهدف إجراء عدم المصادقة على السيارات، التي يصل عمرها خمس سنوات وأكثر، في المقام الأول، إلى ضمان السلامة الطرقية، إذ عندما يتعدى عمر السيارة خمس سنوات ترتفع نسبة المخاطر التي قد يتسبب فيها تقادم أجهزتها، كما أنها تصبح أكثر تلويثا للبيئة. إضافة إلى أن السماح المفرط للسيارات المستعملة المستوردة من الخارج من شأنه أن ينعكس سلبا على الوكلاء الذين يستوردون السيارات جديدة الصنع.من جهة أخرى، أوضح مصدر من جمعية مستوردي السيارات بالمغرب أنه أخذا بعين الاعتبار الوتيرة الشهرية لتعشير السيارات المستعملة القادمة من أوربا، فإن العدد الإجمالي للسيارات المعشرة يمكن أن يفوق 40 ألف سيارة مع نهاية السنة الجارية. ويرجع المصدر ذاته ارتفاع عدد السيارات المجلوبة من أوربا إلى انخفاض الواجبات الجمركية على هذه الواردات، ما شجع عددا من الأشخاص، سواء أولئك الذين يتوفرون على وكالات لبيع السيارات المستعملة أو الأشخاص الذاتيين إلى جلب السيارات المستعملة من أوربا وإعادة بيعها بالمغرب بعد تعشيرها، ما يتيح لهم هامش ربح مهم.يشار إلى أنه من ضمن 24 ألفا و288 سيارة معشرة، هناك ما يفوق 4 آلاف سيارة تعود إلى مغاربة مقيمين بالخارج، خاصة المتقاعدين منهم، إذ يستفيدون من تخفيضات جمركية على السيارات التي يجلبونها معهم تصل إلى 85 في المائة، ويتخوف مهنيو القطاع، خاصة موردي السيارات الجديدة والأشخاص المرخص لهم باستيراد السيارات المستعملة، أن يتحول هذا الامتياز إلى وسيلة لمتقاعدي المغاربة المقيمين بالخارج لامتهان استيراد السيارات المستعملة من بلدان إقامتهم.وتجدر لإشارة في هذا الباب إلى أن المادة 96 المشار إليها سابقا تشير في الفقرة الثانية إلى أنه يمكن اتخاذ مقتضيات خاصة تتعلق بالمغاربة المقيمين بالخارج.من جهة أخرى، تفيد إحصائيات إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أن من ضمن العدد الإجمالي للسيارات المستعملة، التي تم تعشيرها خلال ستة أشهر الأولى من السنة الجارية، هناك نسبة قليلة من السيارات الجديدة، في حين أن السيارات الأخرى يتعدى عمرها ثلاث سنوات. الأمر الذي يعتبره أعضاء من جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، يتعارض مع التوجه العام الذي تتبناه كل من جمعية مستوردي السيارات بالمغرب وشركات التمويل بدعم من السلطات العمومية، والهادف إلى تجديد حظيرة السيارات بالمغرب، إذ من شأن ارتفاع عدد السيارات المستعملة القادمة من أوربا أن يساهم في شيخوخة سريعة للحظيرة، مع ما يعني ذلك من تهديد للسلامة الطرقية.وفي هذا الإطار يأتي المرسوم التطبيقي لمدونة السير من أجل الحد من الإقبال الملحوظ على استيراد السيارات المستعملة من الخارج، إذ سيسمح فقط بالمصادقة من طرف المركز الوطني لإجراء الخبرات والتصديق على السيارات التي يقل عمرها عن 5 سنوات.بالمقابل يفضل عدد من المواطنين اقتناء السيارات المستعملة المستوردة من أوربا على اقتناء سيارات جديدة، بالنظر إلى أنها تحافظ على قيمتها، وأكد أحد الأشخاص، تعود على اقتناء سيارات مستعملة مستوردة من أوربا، أنه سبق له أن اقتنى سيارة من نوع «بوجو 504» بسعر يعادل 60 ألف درهم وأعاد بيعها بعد استعمالها مقابل 100 ألف درهم. عبد الواحد كنفاوي

مدونة السير تحد من استيراد السيارات المستعملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أدوار المركز الوطني لإجراء الاختبارات والتصديق

سكان بالبيضاء يشتكون من تغير لون مياه الشرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات