فلاحون يستنجدون بخدمات “غونجة”

مسؤول بمديرية فاس أكد عدم تضرر المزروعات وإنقاذ الموسم ممكن لم يفقد فلاحو جهة فاس مكناس أمل إنقاذ الموسم الفلاحي، رغم تأخر التساقطات المطرية وتأثيره سلبا على درجة نمو المزروعات وإثمارها، معلقين آمالهم على غيث ينعش الأرض ويوفر الكلأ اللازم للماشية، خاصة في الأيام المقبلة من مارس، الشهر الذي "كل حبة براس" كما يتفاءل المزارعون منذ غابر العصور. وباستثناء الأراضي المسقية بالطرق العصرية، التي لم تتأثر بانحباس المطر، فالزراعة المعاشية أكثر تضررا، خاصة في المناطق الجبلية بصفرو وبولمان والحاجب وبالحياينة وقرية با محمد، حيث زراعات بورية مستوى إنتاجها رهين بالمطر، الذي خرج بعض الأطفال والنساء، في طلبه وفق طقوس موغلة في القدم. وتحدث مصطفى المغاري، رئيس قسم تنمية سلال الإنتاج الفلاحي بالمديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بفاس، عن معدل جيد للتساقطات مع انطلاق الموسم الفلاحي الحالي، مقارنة مع الموسم السابق، لكنها لم تكن منتظمة ما قد يؤثر على المزروعات البورية بالخصوص، إن زاد هذا التأخر أكثر من اللازم. وتبقى تساقطات أواخر مارس وبداية أبريل، مهمة في نمو المزروعات بشكل طبيعي وعاد، لكن ذلك لم يوئد كل الآمال، إذ "القطاني وكل الزراعات البورية إلى حد الآن، في حالة من حسن إلى أحسن مقارنة مع السنة الماضية"، يقول المغاري الذي لا ينكر احتمال تأثير قلة المطر على مردودية الإنتاج. هذا الأمر ينطبق على المناطق الزراعية المسقية، مؤكدا أن المردودية تتحدد بمرحلتين مهمتين تتعلقان بظروف تفريخ السنبلة وعدد السنابل المفرخة ودرجة ونسبة ملئها، ما له علاقة مباشرة بالمطر، لكن "لحد الآن الملء جيد" وملء الحبوب سيكون بكيفية عادية، لكن دون تفريخ، إلا إذا هطل المطر. ويبقى إنقاذ الموسم، برأي مسؤول مديرية الفلاحة، ممكنا، مشيرا إلى أن الضرر إن وجد ببعض المناطق، فهو ليس كليا طالما أن المزروعات لم تتلف، مشيرا إلى أن الأشجار المثمرة لم تتضرر من قلة التساقطات المطرية خاصة أن عينات منها لم تتزامن المرحلة مع فترة إثمارها وإنضاج الثمار. وبرأي مصطفى المغاري، فلا خوف على المراعي التي انتعشت بفعل الأمطار المتهاطلة بكمية مهمة مع بداية الموسم، مشيرا إلى أنها في حالة أقرب إلى الحسن، سيما بالمناطق الرعوية ببولمان، ضاربا مثلا بحالة أوطاط الحاج التي تجاوزت فيه كمية الأمطار 69 ميلمترا بزيادة 29 ميلمترا عن الموسم الماضي. وكي يبرهن على عدم وجود خطر على القطيع، أشار إلى قلة الإقبال على الشعير المدعم، الذي توزعه الدولة على الكسابة ومربي الماشية، مؤكدا أن ارتفاع ثمنه في السوق والإقبال عليه، مقياس لإثبات الحاجة إليه، مشيرا إلى أن المراعي في أحسن حالاتها، وأي تساقطات مرتقبة ستزيد من انتعاشها. وفي انتظار مطر ينعش الحياة في الأرض والماشية والبشر، تتطلع عيون الفلاحين بجهة فاس يوميا للسماء، طلبا لإنقاذ موسم فلاحي مهدد، بل لم يتوان بعض سكان قرى نائية، في الخروج في قوافل يتقدمها الأطفال الحفاة الحاملون رايات والصادحة حناجرهم بتوسلات إلى الله، في تقليد متوارث يسمى "غونجة". حميد الأبيض (فاس)

فلاحون يستنجدون بخدمات “غونجة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وضعية القطاع الفلاحي ... عمار: موسم أبيض

فـلاحـو دكالة يطالبـون بإنقـاذ ماشيتـهـم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات