ابن سينا … اكتظاظ وفوضى

حركة دؤوبة بمدخل بوابة مستعجلات ابن سينا، ملاذ مرضى العاصمة وجارتيها سلا وتمارة في أحسن الحالات أو على الأقل في الحالات الاعتيادية. فقلما تستقبل المصلحة عشرات الوافدين قادمين من مختلف المدن من شمال المملكة إلى جنوبها طمعا في "قشدة" العلاجات الطبية من قبل الباحثين عن أفضل الخبرات والكفاءات الوطنية التي شاع أن المستشفى الجامعي يحبل بها، قبل أن تتحطم آمانيهم على صخرة واقع مرير. مواطنون من مختلف الأعمار، بعضهم ممدود على نقالة، وآخرون يستنجدون بآخر الكراسي المتنقلة إن توفرت، فيما الجزء الثالث يدلف مدخل المصلحة متكئا على أحد مرافقيه، الذين سرعان ما ترتفع أصواتهم، تارة استنجادا بطبيب أو ممرض، وتارة أخرى تنديدا بسوء الاستقبال وتأخر موعد الفحص أو التحليل. حالة الاستنفار التي تكاد تكون عادية ويومية بمصلحة تضطر إلى تأمين 50 في المائة من العلاجات والفحوصات التي تقدمها مختلف البنايات التابعة للمستشفى الجامعي، يتضاعف ويصل إلى ذروته، مع نهاية كل أسبوع، سيما يوم الأحد، ليكون المشهد أكثر قتامة، في نهاية كل شهر، ويرتفع منسوب الملاسنات بين مرتادين مفزوعين وحراس الأمن الخاص، تتحول في حالات عديدة إلى شجارات مع الأطر الطبية. غير بعيد عن الشبابيك الخاصة بالأداء والفواتير، لا كلمة تعلو فوق عبارات التنديد والاستنكار تكسر تأوه المرضى. "أربع ساعات وحنا واقفين حتى حد ما داها فينا"، تقول امرأة ثلاثينية، وهي تحمل طفلتها التي قالت إنها تعاني ألما لا يطاق في ساقها "صيفطونا من مولاي عبدالله بسلا على أساس أن العلاج هنا أسرع، لكن تبين أن المسكين ما منحقوش يمرض وإلا مرض يتسنى الروح تخرج"، يرد شاب آخر "ما كاين لا طبيب، لا فرملي، غير كايبان شي مول طابلية بيضا كلشي يمشي يجري موراه، فالأخير كانخرجو فسطاجيير، هادوك البروفيسورات لي كايقولولنا عليهم ما ليهمش الأثر، واقيلا حنى نستاهلو غير للي يتعلم فينا". حالة الفوضى والارتباط السائدة، بمصلحة المستعجلات، عزاها مصطفى بوعودات، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للصحة بالمستشفى الجامعي ابن سينا، إلى التدفق والضغط الكبير على المصلحة، "ففي الوقت الذي يفترض أن تكون هي الخطوة الثالثة في مسلك العلاج، بعد أن يكون المريض قد مر بالمركز الصحي القريب من مقر سكناه، وانتقل بعدها إلى المستشفى الجهوي والإقليمي، لتفرض حالته نقله إلى المستعجلات، نفاجأ بتدفق رهيب للمرضى، أحيانا كثيرة، يعانون أمراضا بسيطة تعالج على مستوى المراكز الصحية". هذا الوضع، يقر مصطفى في تصريح ل"الصباح" أنه "يحدث حالة إرهاق للأطر العاملة التي تصبح هي نفسها غير راضية عن مستوى العلاجات والمساعدات الطبية التي تقدمها، بسبب ظروف العمل غير المواتية، فمن الطبيعي بالتالي أن يرتفع غضب المريض أو ذويه". هجر المغلي

ابن سينا … اكتظاظ وفوضى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطوات لمنافسة المرأة زميلها في العمل

المغاربة يفضلون "فيسبوك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات