صفقات خاسرة وتعاقدات تفوق الإمكانيات وتراكم النزاعات والديون تحول النادي إلى قنبلة موقوتة بينما كان المغرب الفاسي يعول على الموسم الكروي الجاري لتحقيق العودة إلى القسم الأول، وجد نفسه يتخبط في عدة مشاكل وأزمات، جعلته يتخلف ب12 نقطة، عن المتصدر نهضة الزمامرة. ويحتل المغرب الفاسي الرتبة السادسة ب23 نقطة، بعد مرور 16 دورة، في موسم كان جمهور المغرب الفاسي يجمع على أنه فرصة لا تعوض لتحقيق الصعود إلى القسم الأول. ودفع المغرب الفاسي، الذي تولى تسييره إسماعيل الجامعي، بعد مرض مروان بناني، ثمن مجموعة من الاختلالات، أبرزها فوضى تعيينات المدربين، والانتدابات، والصفقات الخاسرة، وسوء التسيير المالي، وتهميش الكفاءات المحلية. 4 مدربين والخامس في الطريق تعكس فوضى المدربين أسلوب التسيير المعتمد من قبل المغرب الفاسي، إذ تعاقب عليه خمسة مدربين إلى حدود هذا الأسبوع. وبدأ الفريق الموسم تحت قيادة محمد مديحي، قبل أن يقال ويعوضه هشام الإدريسي، الذي راهن عليه إسماعيل الجامعي كثيرا، لكنه أقيل، هو الآخر، بداية الأسبوع الجاري. وعين المغرب الفاسي مؤقتا المدربين المساعدين شكيب جيار ومصطفى المراني لقيادة الفريق مؤقتا، في ظل تردد المكتب المسير في الحسم في مدرب رسمي، إذ فضل التريث لمعرفة حظوظ الفريق في الصعود، بعد مرور الدورات الثلاث المقبلة. وكشفت مصادر من الفريق، أن المكتب المسير ارتكب أخطاء كبيرة في اختيار المدربين، مشيرة إلى أن غياب الاستقرار التقني يؤثر كثيرا على الفريق، سيما أن أي مدرب له أسلوبه ونظرته إلى اللاعبين. صفقات خاسرة تورط المغرب الفاسي في عدد كبير من الصفقات الخاسرة للاعبين، من خلال قيامه بانتدابات دون الاستفادة منها، وتسريح لاعبين يتألقون مع فرق أخرى. وجلب المغرب الفاسي المهاجم يوسف أوكنا، الذي لا يشارك في المباريات، بسبب الإصابة، وحمزة بورزوق، الذي يبقى حبيس كرسي الاحتياط، علما أن الفريق يتوفر أيضا على مهاجم آخر هو الإيفواري جيجي غيزا، قبل أن يجلب مهاجما آخر بالمواصفات نفسها هو الشرقي البحري من وداد تمارة. وتثير هذه الصفقات، تساؤلات حول المعايير التي تم اعتمادها، إذ لا يعقل أن يتوفر فريق في القسم الثاني على أربعة مهاجمين بالمواصفات نفسها، علما أن تكلفتهم تعادل ما صرفه نهضة الزمامرة، المتصدر، ورجاء بني ملال، صاحب المركز الثاني، على تشكيل فريق بأكمله. وجلب «الماص» أيضا زكرياء كريران وديالو كواسي والمهدي الدغوغي وعمر عاطي الله وعتيق شهاب بداية الموسم، ثم فسخ عقودهم في مرحلة الانتقالات الشتوية، التي فسخ فيها أيضا عقود كريم الولادي الذي التحق بشباب المسيرة، وياسين الزريفي بسطاد المغربي، وعبد الله الفاضيلي ووليد كوبي بالوفاء الفاسي. وفسخ "الماص" عقود كوفي بوا، الذي يعتبر حاليا من أقوى المهاجمين بالقسم الأول، بعد تسجيله أهدافا حاسمة لأولمبيك آسفي، وخالد الغفولي، الذي يعتبر من العناصر الأساسية بشباب الريف الحسيمي ومن أجود لاعبي الدفاع الأيسر في البطولة، وأنور العزيزي، الذي التحق باتحاد سيدي قاسم، وعبد الرحيم خدو، الذي التحق بشباب الريف الحسيمي، كما فسخ عقود بلال أصوفي وشعيب خدير ورضوان الضرضوري والمهدي مفتاح ويوسف الحلوي. وصرف المغرب الفاسي مبالغ مالية لعدد من اللاعبين مقابل فسخ عقودهم، ما يزيد الضغط على ميزانية الفريق، التي تورطت في نفقات كبيرة، ما سيجعله مثل قنبلة موقوتة في المستقبل. وتعاقد الفريق مع لاعبين آخرين، ثم فسخ عقديهما أسبوعا بعد ذلك، يتعلق الأمر بعلي رشدي ومحمد غنينو، الأمر الذي يعكس فوضى التسيير التي يعيشها المكتب. وبلغت انتدابات المغرب الفاسي في مرحلة الانتقالات الشتوية تسعة لاعبين، ضمنهم لاعبان معاران، هما حسن بوعين من الرجاء، ومحمد سعود من الفتح، الأمر الذي يثير جدلا أيضا بخصوص إخفاق التكوين، والاستنجاد بلاعبين معارين، بعضهم يفتقد التنافسية. النزاعات تتراكم فشلت إدارة "الماص" في إيجاد تسوية مع مجموعة من اللاعبين من أجل تخفيض مستحقاتهم المالية، ما جعلهم يلجؤون إلى لجنة النزاعات، من أجل استخلاصها، ويتعلق الأمر بالمدرب طارق السكتيوي ورشيد بريغل والمهدي كرويطة ويوسف السكتيوي وأنس التكناوتي. وخسر الفريق نزاعاته مع يوسف السكتيوي وحسام الدين الصنهاجي ومحسن الربجة ورشيد بريغل وأناس التكناوتي. أحداث مسيئة سجلت مرحلة إسماعيل الجامعي أحداثا مسيئة للنادي، فإضافة إلى فوضى المدربين والانتدابات وإضراب الأطر التقنية، دخل مشجعون في اشتباكات مع اللاعبين في التداريب، ولم ينته الأمر إلا في ولاية الأمن. وهاجم مشجعون منزلي كريم الولادي وزكرياء كريران، ما جعلهما يستنجدان بالأمن، في الوقت الذي وجهت فيه أصابع الاتهام إلى المكتب المسير بسوء تدبير ملف العلاقة بين الفريق وجمهوره. واكتفى المغرب الفاسي بعرض لاعبه محمد المنيعي على اللجنة التأديبية على خلفية شجاره مع الجمهور، بتهمة استفزاز الجمهور بعبارات نابية أثناء التداريب، ما ترتب عن ذلك تلاسن وتبادل السب والشتم بين مشجعين واللاعبين. الاستقالة... "لعب الدراري" بلغت مشاكل التسيير بالمغرب الفاسي مداها منتصف الأسبوع الجاري، حين قدم الرئيس إسماعيل الجامعي استقالته، ثم تراجع عنها ساعات بعد ذلك. ولم يتقبل الجامعي مقترحات باقي أعضاء المكتب المسير حول طريقة التفاوض مع المدرب المقال هشام الإدريسي، فرد عليها بالاستقالة. وكتب الجامعي استقالته وصادق على إمضاء بإحدى مقاطعات مكناس، قبل بعثها إلى المكتب المسير، وبررها بظروف خاصة، لكن الغريب في الأمر هو أنه سرعان ما تراجع عنها مساء اليوم نفسه. بنشرقي... محام فاشل لقضية عادلة عجز المغرب الفاسي عن الدفاع عن مصالح الفريق في نزاعه مع الوداد، حول نصيبه من صفقة انتقال أشرف بنشرقي إلى الهلال السعودي. واكتفى مكتب "الماص" بالتهديدات، عبر وسائل الإعلام، باللجوء إلى القضاء، أو الاتحاد الدولي "فيفا»، دون القيام بالإجراءات القانونية، ومنها وضع ملف لدى لجنة النزاعات، ثم لجنة الاستئناف، في حال لم يكن الحكم في صالحه، قبل اللجوء إلى غرفة النزاعات بالاتحاد الدولي "فيفا»، أو القضاء. وقام الرئيس مروان بناني بمحاولات لإيجاد تسوية ودية، مع سعيد الناصري، رئيس الوداد، لكن مرضه جعل المفاوضات تتوقف. مالية "الماص"... القنبلة الموقوتة باتت مالية المغرب الفاسي مثل قنبلة موقوتة، بسبب الالتزامات التي تورط فيها النادي، نتيجة إبرام عقود أكبر من موارده، ودفع مبالغ مالية للاعبين ومدربين مقابل فسخ عقودهم، وتراكم مستحقات اللاعبين والمدربين، وفشل أغلب الصفقات، وغياب أي تصور لتصحيح الوضع المالي. وينتظر أن يصطدم المغرب الفاسي بخطورة الوضع المالي في المواسم المقبلة، سواء حقق الصعود أو لم يحققه، الأمر الذي سيشكل "فزاعة" لأي شخص سيفكر في الترشح لرئاسة النادي مستقبلا، ما سيجعله رهينة بين أيدي الجامعي. إضراب الطاقم التقني بينما ينفق المغرب الفاسي أموالا طائلة في الانتدابات والصفقات التي فشل أغلبها، فإنه يعاني مشاكل مالية، جراء تراكم النزاعات، وعجزه عن الوفاء بالتزاماته، تجاه مدربيه ولاعبيه. واضطر أعضاء الطاقم التقني والمكلفون بالأمتعة إلى خوض الإضراب في وقت سابق، احتجاجا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية، قبل أن يتدخل المدرب السابق هشام الإدريسي، الذي سدد أجورهم من ماله الخاص. ولم يتوصل شكيب جيار حينها ب 11 راتبا شهريا، ومدرب الحراس محمد الكتامي برواتب سبعة أشهر، شأنه شأن المسؤولين عن الأمتعة، فيما لم يتوصل مصطفى لمراني برواتب أربعة أشهر، وحميد لعمول برواتب ثلاثة أشهر. وطالب الطاقم التقني واللاعبون حينها بمنح سبع مباريات من فوز على أولمبيك الدشيرة وستة تعادلات. إنجاز: عبد الإله المتقي وتصوير (أحمد العلوي المراني)