ملايير “مارشي كريو” في مهب الريح

غموض حول صفقات تأهيل أكبر أسواق الجملة بالمغرب ومهنيون يستنجدون بقضاة المجلس الأعلى للحسابات تتعثر أشغال تأهيل سوق الجملة للخضر والفواكه بالبيضاء المدرجة في إطار برنامج استثماري تبلغ كلفته 5 ملايير و418 مليون سنتيم كان من المفروض أن ينتهي منتصف السنة الجارية، لإعادة الروح لأكبر الفضاءات التجارية المرتبطة بالأمن الغذائي بالمغرب، الذي ارتبط تاريخه بسلسلة من الفضائح والاختلاسات والمحاكمات الشهيرة. ويتقاذف أطر شركة "البيضاء للخدمات" ومنتخبو الجماعة الحضرية المسؤولية عن حالة التردي وغياب الأمن والفوضى الكبيرة التي وصل إليها سوق الجملة وغموض في تنفيذ صفقات الأشغال، ما يرفع حدة المطالب باستدعاء قضاة المجلس الأعلى للحسابات من أجل التحقيق والافتحاص. في المقابل، تحول سوق الجملة بالنسبة إلى مجلس المدينة إلى بقرة حلوب لاستخلاص عائدات التعشير والرسوم وتحديد سقف سنوي لها لا ينبغي أن يسقط عن 15 مليار سنتيم، في وقت يرفض فيه الوفاء بالتزاماته الخاصة بالتأهيل وإنجاز المشاريع المضمنة في برنامج وضع قبل أربع سنوات. وتوقفت الأشغال التي انطلقت في 2017 على نحو بطئ، في حدود إصلاح بعض قنوات الصرف الصحي التي تعتبر نقطة سوداء بهذا المرفق العمومي الذي يفتقر، منذ سنوات، إلى الواد الحار والمراحيض ويضطر مرتادوه إلى "وسائلهم خاصة" لقضاء حاجاتهم. ويتوفر السوق على أمتار من قنوات الصرف تعرضت، على مدى سنوات، إلى التلف، ورغم الإصلاحات، فمازال المشكل مطروحا، خصوصا في فصل الشتاء، إذ تختنق البالوعات ويتحول الفضاء إلى برك عائمة. وينص برنامج التأهيل على تجديد قنوات الصرف الصحي بكلفة 576 ألف درهم، وهي العملية التي كان من المفروض الانتهاء منها في 2016، كما يقتضي أيضا تجديد قنوات الماء الصالح للشرب، وتزيد المحلات التجارية بنظام للعزل، حتى لا يتسبب انقطاع الماء في قطب معين، في انقطاع الماء على الجميع. ويكلف مجموع برنامج تجديد قنوات الماء الصالح للشرب، حسب التقديرات الأولية، حوالي مليوني درهم و728 ألفا (2.728.000 درهم). وإضافة إلى الإصلاحات الخاصة بالكهرباء ومشروع وضع مولدين للكهرباء للطوارئ بسوق أكادير، أنجزت شركة "البيضاء للخدمات"، صاحبة المشروع، أشغال تسقيف منطقة بيع مادة "الربيع" التي كانت تشهد وضعا كارثيا، قبل أن يهجره التجار ويختارون مكانا آخر قربه. وشهدت أشغال التزفيت التي رصدت لها الملايين، فوضى في الإنجاز، إذ انطلق تكسية أسطح المحلات التجارية، قبل أن تتوقف، ثم تعود من جديد بشكل "انتقائي"، والأمر نفسه بالنسبة إلى تزفيت الطرق والأزقة، إذ مازال حوالي 80 في المائة من الطرقات دون تزفيت، والمنجز منها تحول إلى حفر كبيرة، بسبب الغش. وينطلق المشروع من هدفين رئيسيين هما: تأهيل السوق وتحديث إدارته، وتتفرع عن كل هدف كبير أهداف صغيرة، منها تحديث وتطوير وسائل الإدارة، وتفعيل تنظيم إجراءات التدبير الضرورية للاستغلال وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستعملين وتنظيم ومراقبة عملية الدخول إلى السوق وتقوية منظومات مراقبة المداخيل وتحسينها وترشيد النفقات. أما تأهيل السوق، في طلب حسب الشركة، تأهيل أنظمة المعلومات ووضع منظومة للمراقبة بالفيديو وتكسية الممرات والمباني والمقرات، إلى غير ذلك من النقاط المتضمنة في مشروع تقول الشركة إن نسبة الإنجاز تتطور بشكل ملحوظ، بينما يتهمها المهنيون بمحاولة ذر الرماد في العيون. وقال مهنيون إن "مارشي كريو" يعيش منذ أيام أسوأ أيامه، زاد من تعقيدها الإضراب الوطني لسائقي الشاحنات والبضائع الذي امتد لأسبوعين، وخلف شللا في المداخيل عوضته الإدارة بالضغط على التجار والتحكم في الأثمنة والأسعار. يوسف الساكت

ملايير “مارشي كريو” في مهب الريح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتهامات بالفساد في جمع الباطرونا بمكناس

لا تنبر على المحروقات والأدوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات