المولودية … السندباد المنفي

استقر بالرباط والجمهور مستاء من ترحيل فريقه والملعب الشرفي بوجدة يفتتح في فبراير لم يجد مولودية وجدة حلا آخر، غير الاستقرار بالرباط، لاستقبال منافسيه، بملعب مولاي عبد الله أو ملعب القنيطرة، بسبب الأشغال الجارية على الملعب الشرفي بوجدة، حيث يخضع لإعادة تعشيبه بالعشب الطبيعي. وفضل مسؤولو المولودية «المنفى» بالرباط، بعدما تعذر عليه إجراء مبارياته في بركان، التي رفضت سلطاتها الأمنية استقبال الفريق الوجدي، أو في الملعب البلدي بوجدة، لسوء أرضيته. وتفاجأ الفريق الوجدي بإغلاق ملعب مولاي عبد الله بالرباط أيضا، وهو ما يستدعي البحث عن ملعب بديل. بركان تتنكر شرع مولودية وجدة في البحث عن ملعب يستضيف فيه منافسيه، منذ تحقيق الصعود إلى القسم الأول. يقول حسن مرزاق، الناطق الرسمي باسم المولودية «بعد إغلاق الملعب الشرفي لأجل الإصلاحات، ربطنا اتصالاتنا بمسؤولي نهضة بركان والسلطات المحلية والأمنية أملا في الحصول على ترخيص بالاستقبال ببركان، لكن دون جدوى، علما أن تصريح رئيس الفريق فوزي لقجع كان إيجابيا في الجمع العام الأخير، عندما رحب بفريقنا». وبينما اعتقد مسؤولو المولودية أن سلطات بركان لن تجد مانعا في قبول طلبهم، خاصة أن وجدة استقبلت الفريق البركاني لسنتين متتاليتين، سيتوصلون برفض كتابي يؤكد استحالة ذلك لدواع أمنية، ما بعثر كل الأوراق. "فيتو" على الملعب البلدي أمام رفض أمن بركان استقبال المولودية، وجد مسؤولو الفريق الوجدي أنفسهم مضطرين للجوء إلى الملعب البلدي في وجدة، رغم افتقاره إلى أبسط الشروط. يقول مرزاق «حصلنا على الموافقة، شريطة أن يخوض المولودية مبارياته دون جمهور في الوهلة الأولى، قبل أن يوافق معاد الجامعي، والي وجدة، على 1500 متفرج و500 للضيوف في مرحلة ثانية، على كل نحن نشكر السلطات المحلية والمنتخبة على دعمها المتواصل». ورغم أن إدارة المولودية اتخذت كل الترتيبات لاستقبال الفريق بالملعب البلدي، إلا أن اللاعبين رفضوا ذلك، بسبب سوء أرضية الملعب، خاصة أن عشبه الاصطناعي ينتمي إلى الجيل الأول، كما تسبب في إصابة العديد من اللاعبين قبل مباراة نهضة بركان في الدورة الأولى. واضطر المولودية إلى طلب اللجوء بملعب مركب فاس، إلا أن إدارته رفضت الطلب، بحجة قرب انطلاق الأشغال به مجددا، حتى يكون جاهزا لاحتضان إحدى التظاهرات الدولية، في إشارة إلى إمكانية احتضانه نهائيات كأس أمم إفريقيا في حال سحب التنظيم من الكامرون. الوالي يتدخل نجحت تدخلات محمد مهيدية، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، في الحصول على ترخيص للفريق بالاستقبال بملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله في الرباط. ورغم أن المولودية يستقر حاليا بمعهد مولاي رشيد، في انتظار تخصيص شقق للكراء ل40 فردا، إلا أن مسؤولي الفريق لم يفقدوا الأمل بعد في اللعب ببركان، إذ هناك تدخلات من أجل احتضان المولودية طيلة مرحلة الذهاب. ويتابع مصدر مسؤول «جميع ملاعب الجهة الشرقية غير مؤهلة، وتفتقد إلى المعايير المحددة من قبل الجامعة، بما فيها ملعبا أحفير والناظور، لهذا استقررنا في الرباط، رغم ارتفاع تكاليف المصاريف، والتي ستناهز 50 مليونا شهريا». ثورة بشرية شهد المولودية أكبر ثورة في تركيبته البشرية عبر تاريخه، بعدما عزز صفوفه ب24 لاعبا.ووجد الفريق الوجدي نفسه مضطرا للاحتفاظ بستة لاعبين فقط، ممن خاضوا بطولة القسم الثاني في الموسم الماضي، وحققوا الصعود إلى قسم الأضواء. وتأتي هذه الانتدابات لرغبة مسيري الفريق في ضمان البقاء بالقسم الأول في مرحلة أولى، في انتظار المنافسة على الألقاب وتحسين صورة النادي أكثر خلال ثلاثة مواسم مقبلة. وقال عبد العزيز كركاش، مدرب المولودية، إن تعاقدات الفريق منطقية ووفق الحاجيات والمتطلبات، مؤكدا في تصريح ل"الصباح"، أن ضمان البقاء يعد خيارا أول بالنسبة إلى كافة المكونات. وأضاف "لم نضم أسماء وازنة لإعادة التوازن إلى المولودية، بقدر ما نركز على عنصر الانسجام واللعب الجماعي. سنعمل جاهدين على احتلال مركز مشرف في بطولة الموسم الجاري، على أن نرفع من سقف طموحاتنا بداية من الموسم المقبل". رائحة السياسة يتخوف محبو المولودية من أن يتحول فريقهم إلى مطمح مختلف الفرقاء السياسيين، الذين يخططون للانقضاض على هذا النادي، بالنظر إلى قاعدته الجماهيرية الواسعة. وازدادت هذه الأطماع مع صعود الفريق الوجدي إلى القسم الأول، إذ أصبح النادي بمثابة الورقة الرابحة للمنتخبين السياسيين خلال أي استحقاق انتخابي. واحتدت المنافسة أكثر من أجل السيطرة على المولودية في السنوات الأخيرة، وتجلت في حروب باردة بين المجلس البلدي، الذي يرأسه الاستقلالي عمر حجيرة، وحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يقوده عبد النبي بيعيوي، رئيس جهة الشرق، قبل أن يحتدم الصراع أكثر بعد انتخاب محمد هوار رئيسا للمولودية، والذي تحول إلى منسق جهوي للحزب الوطني للأحرار. الملعب الشرفي جاهز في فبراير سيكون الملعب الشرفي بوجدة جاهزا في فبراير المقبل، وفق إفادة مصادر من المجلس البلدي والولاية، من أجل استقبال إياب البطولة، لكن قبل ذلك باتت مختلف مكونات المولودية والسلطات المنتخبة والإقليمية ملزمة بتسهيل مأمورية تنقلات الجماهير الوجدية إلى الرباط عبر تنظيم رحلات منظمة. ووجهت رسائل متتالية إلى مسؤولي المدينة بغرض مساعدة «الإلترات» على التنقل، حتى لا يحرم جمهور المولودية من دعم ومؤازرة اللاعبين في منافسات البطولة، خاصة أن هذا الجمهور ساهم بشكل كبير في تحقيق الصعود إلى القسم الأول. الجمهور يرفض الترحيل يعترض جمهور المولودية على ترحيل فريقه إلى الرباط، رغم المبررات المقدمة من قبل المكتب المسير، ونظم أنصار الفريق وقفة احتجاجية للمطالبة بعدم ترحيل الفريق خارج وجدة، بغض النظر عن إكراهات الملعب. وطالب المئات من المحبين السلطات المحلية المنتخبة بضرورة إيجاد حلول آنية لسندباد الشرق من أجل استقبال ضيوفه في ملعبه وأمام جماهيره، مهددين بالتصعيد. ودعا محبون إلى ضرورة الالتفاف حول فريق المولودية في هذه الظرفية الصعبة التي يمر منها حاليا، بسبب إغلاق الملعب الشرفي وغياب ملعب جيد للتداريب. إنجاز: عيسى الكامحي

المولودية … السندباد المنفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الحريك" … الحكومة في قفص الاتهام

مخطط لتوريط الداخلية في أزمات الأندية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات