العلمي قال إنه وجد ضالته في الرجاء ووعد الجماهير بالألقاب أكد سيف الدين العلمي، لاعب وسط ميدان الرجاء الرياضي، أن الأندية الكبيرة تمرض ولا تموت، في إشارة إلى وضعية الفريق الحالية، الذي بدأ يتجاوز أزمته تدريجيا، وحقق نتائج إيجابية في بداية هذا الموسم محليا وقاريا. وكشف العلمي في حوار أجرته معه «الصباح»، أنه اختار الرجاء دون سواه، لأنه حكم قلبه بحكم انتمائه إلى أسرة رجاوية. وأفاد العلمي أنه وجد كلام فتحي جمال، المدير الرياضي، حقيقة رغم الأزمة التي اجتازها الفريق في المواسم الأخيرة، ووعد الجماهير بالمساهمة في إعادة الرجاء إلى سكة الألقاب. ولم يخف العلمي رغبته في حمل القميص الوطني المحلي على الأقل في الوقت الحالي، مبرزا أنه تابع مباريات «الشان» الذي نال بطولته منتخب الأسود تحت إشراف الإطار الوطني جمال سلامي، وكان من الدوافع التي جعلته يخوض تجربة بالمغرب، كما أشار إلى أنه تلقى اتصالا حينما كان يمارس بفرنسا من قبل الناخب الوطني هيرفي رونار، الذي حثه على بذل المزيد من الجهد لنيل شرف اللعب للأسود في المستقبل. وفي ما يلي نص الحوار: اخترت الرجاء دون سواه، ما السر وراء ذلك؟ تلقيت العديد من العروض من خارج المغرب وداخله، لكنني حكمت قلبي بحكم انتمائي لعائلة رجاوية، إضافة إلى الحديث الذي جمعني بفتحي جمال المدير الرياضي، الذي حمسني كثيرا، وجعلني أفضل المشروع الرياضي للرجاء عن باقي المشاريع، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن. وهل تأكدت من كلام فتحي جمال على أرض الواقع؟ رغم الظروف التي اجتازها الفريق في السنين الأخيرة، حافظ على طابعه الذي يميزه عن باقي الأندية، ومع انقشاع الأزمة تدريجيا، بدأ عمل الإدارة التقنية يعطي أكله، وهكذا هي الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، واعتقد أنه مثال ينطبق بشكل كبير على الرجاء. كيف وجدت البطولة الوطنية؟ على المستوى التقني، البطولة الوطنية، جيدة، وما ينقص لاعبيها هي بعض الأمور التكتيكية التي أعتقد أنها تكتسب مع الممارسة، وحنكة المدربين المشرفين على الفرق، لذلك وجب التعاقد مع أطر مكونة على أعلى مستوى لنقل معرفتها للممارسين، وهكذا يمكننا الرقي بمستوى بطولتنا. هل كانت لديك فكرة مسبقة حولها؟ بطبيعة الحال، وأعرف العديد من الفرق ومستوياتها على مر السنين. تابعت الرجاء في مونديال الأندية، وكم كنت فخورا بمغربيتي. تعتمد كرة القدم الوطنية على التقنية أكثر من أي شيء آخر، وهذا مصدر قوتها، واللاعب المغربي يتميز عن غيره في باقي المعمور بالتقنية العالية وحسه الجمالي في الأداء، وهذا بشهادة كل المتتبعين، تنقصه فقط بعض الأمور التكتيكية كما قلت ليصبح الأفضل، ومع مرور الوقت ستلج هذه الثقافة الملاعب الوطنية، وأتمنى أن أكون واحدا من المساهمين في هذه العملية. صادفت بعض الصعوبات في البداية... عاد أن يواجه أي لاعب مهما كانت قيمته صعوبات البداية، وكان طبيعيا أن أفرض إمكانياتي تدريجيا، وهذا أعتقد ما يحصل الآن. والمهم داخل الرجاء الآن هي أن يعطي أي لاعب كل ما في إمكانياته لصالح المجموعة، بعد ذلك يبقى الاختيار للمدرب. وهل وجدت صعوبة في التواصل مع المدرب، علما أنك تتحدث اللغة الإسبانية؟ لغة كرة القدم واحدة، وغاريدو مدرب محترف بمعنى الكلمة، وليس في حاجة إلى لغة للتواصل مع لاعبيه لأنه على دراية تامة بأموره التقنية، كما يتوفر على لاعبين راكموا من الخبرة والتجربة الشيء الكثير، والمهم في مثل هاته الحالات أن يستوعب اللاعب الأمور المطلوبة منه داخل أرضية الميدان. حدثنا قليلا عن مسيرتك... ولدت ببني ملال، وانتقلت إلى إسبانيا في سن مبكرة، وانخرطت في أحد أندية الهواة، ومنه إلى القسم الثاني حيث لعبت لفريقين، بعدها خضت تجربة بالدوري الألماني ولعبت لموسمين بالدوري الروماني، قبل أن أحط الرحال بفرنسا، وبالضبط ضمن أف س باريس، الذي يمارس في الدرجة الثانية، ليأتي العرض من المغرب، ولم أتردد في قبوله للأسباب التي ذكرتها. هل بدأت تشعر أنك حققت أمنيتك باللعب للرجاء؟ بالفعل، مع توالي المباريات، بدأت أشعر أنني أحسنت الاختيار، نظرا للظروف التي يجري فيها الفريق مواجهاته، خصوصا داخل الميدان، أمام جماهيره العريضة، التي تتميز بقوة وإصرار أكثر من اللاعبين، وترسم لوحات رائعة بالمدرجات، تفاجئ الحاضرين، خصوصا الزوار منهم، ولمسنا ذلك في مبارياتنا القارية، حينما يفقد لاعبو المنافس تركيزهم تحت ضغط الجمهور. لقد كنت أعرف كل ظروف الفريق، وقبلت خوض التحدي، لأنني واثق من الرجال القائمين على شؤونه في هذا الوقت. وكأي فريق كبير في العالم لا بد أن يجتاز فترات فراغ، وبعون الله وبفضل مجهودات اللاعبين الشباب الذين يتوفر عليهم الفريق سيجتاز صعاب المرحلة، ويلعب من أجل الألقاب، كما تعود على ذلك. ماذا يمثل المنتخب الوطني بالنسبة إليك؟ كأي لاعب في اللاعب، طموحي أن أدافع عن ألوان وطني، وهذه أحد الدوافع التي شجعتني على التوقيع للرجاء. تابعت منافسات «الشان»، وانبهرت بأداء أشبال المدرب جمال سلامي، وتمنيت لو كنت واحدا منهم، والأكيد أن الفرصة ستأتي في المستقبل، وسأعمل على استغلالها على أحسن وجه. هل كان اتصال معك بهذا الخصوص؟ نعم، سبق للناخب الوطني هيرفي رونار، أن اتصل بي وحثني على المثابرة في العمل، أملا في نيل فرصتي، وأتمنى أن أظل في ذاكرته في الفترة المقبلة، لأن أقصى أمنياتي أن أرتدي القميص الوطني، لأنه فخر بالنسبة إلي ولعائلتي، وكل محيطي. ما هي أهدافك رفقة الرجاء؟ أتمنى أن أساعد الفريق على تجاوز هذه المرحلة، بعدها تأتي مرحلة التفكير في الألقاب، لأنني هنا من أجل البطولة والكأس، والذهاب بعيدا في المنافسة القارية. هل تربط علاقة جيدة ببعض الأسماء في المجموعة الرجاوية الحالية؟ بطبيعة الحال، فمن لا يعرف الهداف محسن ياجور، والمتألق عبد الإله الحافيظي، والعميد بدر بانون، الذين لا يبخلون علي بالنصيحة، ويوجهونني داخل أرضية الميدان. وأشعر أنني واحد منهم، كما هو الحال بالنسبة لباقي اللاعبين. أصبحنا نشكل أسرة واحدة، وهذه هي قوة المجموعة وأتمنى أن يستمر الحال على ما هو عليه، حتى نستمر في تحقيق النتائج الإيجابية، ونسعد جماهيرنا. ما هي مدة العقد الذي يربطك بالرجاء؟ ثلاثة مواسم، أتمنى أن أقدم فيها أفضل ما عندي للفريق الذي كبرت على حبه، ويعد مرجعية كروية بالنسبة إلى كل أفراد عائلتي بدون استثناء، ونتمنى أن نصلح ما أفسده الآخرون، لأنه لا يعقل أن نرى أندية بهذه القيمة تعاني كما هو الحال بالنسبة إلى الرجاء. أجرى الحوار: نور الدين الكرف - تصوير: (أحمد جرفي) في سطور الاسم الكامل: سيف الدين العلمي تاريخ الميلاد: 19 نونبر 1992 الفريق الحالي: الرجاء الرياضي مكان اللعب: وسط ميدان هجومي الأندية التي دافع عن ألوانها: ليد وتاراغا (إسبانيا)، والد مانهايم (ألمانيا)، وكالاراسي (رومانيا)، إ ف س باريس (فرنسا) بورتري الطموح بدأ تدريجيا يكسب النجومية بين جماهير الرجاء، التي يذكرها بلمساته وتحكمه في الكرة بأسماء خالدة في الذاكرة... قصير القامة وداهية داخل أرضية الميدان. يتميز بسرعة اتخاذ القرار وهذه خاصية كبار الرجاء، خصوصا في وسط الميدان. وجد ضالته في الفريق لأن أسلوبه يوافق إلى حد بعيد مدرسة الأب جيكو. وجد في الحافيظي صديقه داخل رقعة الميدان، بعد أن اعتبره لسنوات قدوة احتذى بها لسنوات. يعتز بصداقة ياجور وبانون، ويعتبر باقي الزملاء إخوانا له ما يشكل قوة داخل الرجاء. خجول إلى أقصى الدرجات لكنه مشاكس داخل رقعة الميدان. مازالت كل مواهبه لم تتفجر فوق المستطيل الأخضر، وينتظر فرصته كاملة لتأكيد أحقيته بالدفاع عن ألوان الرجاء. يحلم بتحقيق أمنية والده، ونيل الألقاب داخل القلعة الخضراء، ولا يفوت الفرصة للحديث معه بعد نهاية كل مباراة لأخذ رأيه وملاحظاته في تجربته الفريدة، التي غادر من أجلها الأضواء. يعتقد أنه مازال بجعبته الشيء الكثير مما يقدمه للقلعة الخضراء، ويحتفظ بأسراره داخل وخارج الميدان، ويعد بتفجيرها في الوقت المناسب، لأنه واثق من إمكانياته ويرى مستقبله ضمن الرجاء.. ابن عين أسردون ربح كبير للرجاء، ليس فقط بمهاراته واندفاعاته داخل رقعة الميدان، لكن بشخصيته وتفانيه في حب الفريق الذي يدافع عن ألوانه. قادته الأقدار إلى خوض تجربة بالبطولة الوطنية، بعد أن خاض تجارب بفرنسا ورومانيا وألمانيا، ويراهن على الرجاء لتحقيق أمانيه وحلمه بارتداء القميص الوطني، والسير على خطى كبار اللاعبين الذين بدؤوا مغمورين وانتهت بهم القصة في القمة...