حملة ساركوزي تنحرف يمينا

أعاد طرح موضوعي الأجانب والحلال بساحة معركة الرئاسيات الفرنسية الحملة الانتخابية لساركوزي تنحرف أكثر يمينا، ذلك ما يلمسه اليوم الملاحظون بعد أسبوعين من إعلان ترشحه للرئاسيات، وعودته إلى تيمات حملة رئاسيات 2007. ويفسر ذلك تزايد شعبية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، زيادة على تواضع حصيلة ولايته التي لا يمكنه الاعتماد عليها في تقليص فارق النقاط عن مرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند، حسب استطلاعات الرأي. عبر كلود غيان، وزير الداخلية الفرنسي عن رفض الأغلبية اليمينية الحاكمة رفضا قاطعا منح الأجانب حق التصويت في الانتخابات المحلية، معارضا بذلك أحد العناوين الكبرى في مشروع مرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند، إن حصل خلال الرئاسيات المقبلة على ثقة الفرنسيين.وقال غيون، الذي ينسبه المتتبعون للشأن السياسي الفرنسي إلى الجناح اليميني في الأغلبية الحاكمة، في لقاء انتخابي بمناسبة حملة الرئاسيات: «لا نريد أن يقوم مستشارون بلديون أجانب بفرض الطعام الحلال في مطاعم المؤسسات التعليمية، أو بتنظيم الدخول إلى المسابح بشكل يتعارض مع مبادئ الاختلاط».المعارضة اليسارية لم تنتظر كثيرا للرد عليه، إذ وجهت انتقادات حادة إلى الوزير الفرنسي، أحد أوفياء الرئيس نيكولا ساركوزي، متهمة إياه «بالعنصرية» تجاه الأجانب و»تحريضه على كراهيتهم»، كما وصفت تصريحاته «بالمستفزة لهذه الشريحة وللمسلمين»، بغرض «حجب المشاكل الحقيقية عن أنظار الفرنسيين»، حسب قول مانويل فالز، أحد المحسوبين على الدائرة المقربة من هولاند.من جانبه، رأى مرشح الوسط فرانسوا بايرو، أن الهدف من تصريحات غيان «إثارة المخاوف»، ولا يمكن، برأيه،»التصرف بهذه الطريقة عندما تكون في سدة المسؤولية في فرنسا. وفي الاتجاه نفسه يقول الناطق الرسمي باسم اليسار الراديكالي والمرشح السابق للرئاسيات باسم الصف السياسي ذاته، اوليفييه بيزانسنو، إن غيان «يلعب على ارض محددة هي العنصرية وكره الإسلام»، بحسب تعبيره.ساركوزي يؤكد رفضه لتصويت الأجانببدوره، يرى الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي، أن إعطاء حق التصويت للأجانب في الانتخابات البلدية «مس بالجمهورية»، في تناقض غريب مع موقفه السابق، إذ كان تعاطى إيجابا مع هذا الأمر، إلا أن تصاعد شعبية اليمين المتطرف، وثقل ما يعرف باليمين الشعبي داخل الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل حركة شعبية، أرغمه على مراجعة موقفه هذا، حسب قراءة عدد من الملاحظين.وعبر ساركوزي، في لقاء انتخابي له بمدينة بوردو، عن نيته في مواصلة تشديد سياسة الهجرة، إذ قال «علينا أن نحد من عدد القادمين إلى أرضينا، وذلك بفرض شروط أكثر صرامة على لم شمل العائلات، وجود عمل ومسكن لائق، والالتزام بتعلم الفرنسية».في اللقاء ذاته عاد ساركوزي كذلك إلى موضوع اللحوم الحلال عقب الضجة التي وصفت «بالاستفزازية» من قبل المعارضة اليسارية والجمعيات الإسلامية، التي أثارتها مارين لوبان بمطالبتها بالإشارة على علب اللحوم التي تباع لغير المسلمين إن كانت حلالا أم لا، مقدمة بهذا الشأن أرقاما، قال عنها ملاحظون إنها لا تمت إلى الواقع بصلة.وحتى لا تسجل عليه زعيمة الجبهة الوطنية السبق في هذا الموضوع، خرج ساركوزي بتصوره الخاص لحل المشكل، داعيا إلى «وضع إشارة على اللحم المباع بحسب طريقة الذبح»، معتبرا أن «لكل حقه في معرفة ما إذا كان يأكل طعاما حلالا أم لا».ساركوزي ينحرف يمينابعد مرور أسبوعين من إعلانه عن ترشحه للرئاسيات، يعود ساركوزي إلى تيماته الانتخابوية التي صنعت منه نجما سياسيا خلال الحملة الانتخابية لسنة 2007 والتي قادته إلى الفوز فيها. وأبرز هذه التيمات الهجرة و الأمن. وكان أول سياسي فرنسي يجرؤ على تحدي الخطوط الحمراء التي ظلت تفصل بين الأحزاب السياسية الفرنسية التقليدية واليمين المتطرف.التوجه الذي اتخذه ساركوزي هذه الأيام بموجب حملته الانتخابية ينحو أكثر في اتجاه اليمين، حسب المراقبين، وهذا مرده يقول هؤلاء، اصطدامه بصعوبات في تدارك تفاوت فرق النقاط مع مرشح الاشتراكيين فرانسوا هولاند، واستحالة اعتماده على حصيلة ولايته لأجل ذلك، نظرا للوضعية الاقتصادية والاجتماعية التي توجد فيها فرنسا اليوم.وكان وزير الداخلية الفرنسي هو من دشن هذا التوجه بتصريحاته بحق الأجانب، كما ذهب بعيدا في استفزازه للمعارضة عندما أعلن مع بداية شهر فبراير الماضي أن «الحضارات المختلفة ليست متساوية من حيث قيمتها». وهو ما أشعل نقاشا ناريا بين المكونات السياسية بل وحتى المدنية الفرنسية.وتعترف الجبهة الوطنية ممثلة اليمين المتطرف في الرئاسيات المقبلة باسم قائدتها مارين لوبان بأن ساركوزي يصطاد الأصوات على «تراب نفوذها»، لأن استمالة أصوات الناخبين الذين يصوتون يسارا ليس بالمأمورية السهلة بالنسبة إليه، وحتى إن حول هؤلاء الوجهة في يوم الاقتراع، فلا يتجاوزون الوسط من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الفرنسي سابقا و»الموديم» حاليا لزعيمه في هذه الانتخابات فرانسوا بيرو، ولذلك فهو يراهن أكثر على منخرطي اليمين المتطرف في ترجيح الكفة لصالحه، أياما قليلة قبل موعد الانتخابات، على بيانات استطلاعات الرأي، في أفق أن تتأكد يوم الاقتراع. بوعلام غبشي (باريس)

حملة ساركوزي تنحرف يمينا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوتين يستعد للعودة إلى الرئاسة

النقابات الفنية تطالب بهيأة عليا للمهرجانات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات