بوطالب… خادم الوطن والقصر

بـصــمـــات 12 ترك العديد من الأشخاص بصمتهم في تاريخ المغرب، سواء في السياسة أو الرياضة أو العمل الجمعوي أو الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، "الصباح" تسلط من خلال هذه البورتريهات الضوء على أهم هذه الشخصيات... ظل يخدم الوطن من داخل القصر الملكي حتى لا يترك الفرصة للحثالة للحلول مكانه المقربون من عبد الهادي بوطالب يعرفون أنه شخص عاش طيلة حياته بمنطق خاص، فقد اختار لنفسه منطقة فريدة في خارطة السياسة بالمغرب، ومارسها بطريقة مختلفة عن أبناء زمانه، فقد كان يردد قولة مشهورة على مسامع بن بركة، أوردها عبد الله العروي في كتابه "المغرب والحسن الثاني"، متنها "لا تترك المجال فارغا للحثالة"، إذ كان يخاف من أن يستفرد "المغفلون" بإذن الملك، لذلك ظل يخدم الوطن من داخل القصر الملكي، حتى لا يترك الفرصة للحثالة للحلول مكانه. يفهم المطلعون على سيرة بوطالب مصدر تميزه وفرادته، لأنه رجل جمع الأصالة بالمعاصرة، والمعرفة بالسياسة، فقد حصل على شهادة العالمية من جامعة القرويين في سن مبكرة، ونال الدكتوراه في الشريعة وأصول الفقه سنة 1943، ونال بعدها دكتوراه في الحقوق والقانون الدستوري. لم يكن بوطالب مهوسا بالأضواء والظهور، وكاد أن يقطع الحبل السري مع القصر، حينما رفض المشاركة في الحكومة التي ترأسها الملك الراحل محمد الخامس، وكان أول من رفض التكليف الملكي، لكن لباقته جعلت القصر يقتنع بأنه لا يعشق البطولة ويحب الاشتغال وتقديم المساعدة في تسيير الدولة، دون ارتداء قبعة المسؤول الحكومي، كما رفض في البداية أن يكون أستاذا للحسن الثاني، لكنه رضخ في النهاية لرغبة محمد الخامس. أستاذ الملك الحسن الثاني ومحمد السادس، سجل موقفا، حينما غادر القصر وتفرغ للتأليف، بعدما شعر أن الحسن الثاني لم يعد بحاجة إلى مشورته. وألف بوطالب عدة كتب في النظم السياسية والقانون الدستوري، وتاريخ المغربي المعاصر وحتى في ميدان الأدب والرواية، كما عمل أستاذا بجامعة محمد الخامس والحسن الثاني، وتقلد عدة مسؤوليات وزارية، وأنيطت له مهام دبلوماسية، حينما كان سفيرا بعدد من البلدان، كما ترأس البرلمان. شخصية بوطالب التي أغرت عددا من الصحافيين، الذين أجروا معه حوارات عديدة، استطاعت الحفاظ على الأسرار والوقائع الكثيرة التي حضرها، سواء بالقصر الملكي أو في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انسحب منه في وقت لم تكن فيه الرؤى موحدة، وقطع معهم عهدا بألا ينخرط في أي حزب سياسي، أو أن يشارك في الحكومة حينها، أو أن يفشي أسرارهم. وبعد وفاة بوطالب سال مداد كثير، من أقلام عدد من المفكرين والأساتذة، الذين كتبوا حول هذه الشخصية الفريدة من نوعها، إذ قالت عنه الدكتورة نجاة المريني، إنه كان أيضا صحفيا متألقا، إذ اهتم بالكتابة الصحافية منذ شبابه، حتى أن عموده "هذه سبيلي" في جريدة الرأي العام، جمعت في كتاب بالعنوان نفسه. عصام الناصيري نافذة

بوطالب… خادم الوطن والقصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طه وأيوبي يستعيدان "النفار"

المدني... مؤسس القوة الكلاوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات