السعيد كاد يقتل رئيس وفد صيني

أحداث هزت البرلمان 8 خمس وثلاثون سنة قضاها عبد الحي بنيس بقبة البرلمان، باعتباره أول موظف ولج المؤسسة التشريعية للمغاربة، مكنته من أن يتحول إلى ذاكرة البرلمان بامتياز. في الحلقات التالية مشاهد من أبرز المواقف والطرائف التي عرفتها المؤسسة التشريعية يرويها عبد الحي بنيس الشاهد على هذه الأحداث. جل رؤساء البرلمان تسلموا سيوفا ذهبية هدايا من وفود أجنبية إلى جانب ممارسة دور التشريع ومراقبة الحكومة، أصبحت الديبلوماسية البرلمانية تضطلع بدور حيوي، رغم أن هذه الممارسة لم تكن مستمدة من الدساتير السابقة، إلا أن الاهتمام بها انطلق بعد التوجيهات الملكية في عدة مناسبات ابتداء من استقبال الراحل الحسن الثاني لأعضاء مكتب مجلس النواب بتاريخ فاتح نونبر 1977 إلى الآن. لكن كان هناك اختلاف في ما يخص الهدايا المقدمة لرئيس المجلس حسب كل ضيف، فهناك من يقدمون كتبا تعرف بدولة الضيف، إضافة إلى بعض المنتجات المحلية كالقهوة أو العسل أو شيء من هذا القبيل، ومنهم من يقدمون لوحات زيتية، أو تحفا فنية أو سيوفا ذهبية. في 18 شتنبر 2003، زار مجلس النواب وفد برلماني إماراتي برئاسة سعيد محمد الكندي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، قدم لرئيس المجلس هدية عبارة عن سيف من الذهب الخالص مع ورقة الضمان المتعلقة به، اندهش لقيمتها، فما كان منه إلا أن يرد "إننا في مثل هاته المناسبات والمواقف نقدم درهما رمزيا"، وأخرج من جيبه الدرهم وسلمه للضيف تحت ضحك الجميع. وفد إماراتي آخر عاد هذه المرة سنة 2009 وقدم بدوره لرئيس المجلس سيفا من الذهب الخالص وورقة الضمان المتعلقة به.. من الجانب المغربي أيضا، تقدم الهدايا للضيوف حسب أهمية البلد الذي ينتمي إليه، فتقدم لهم إما كتب تعرف بمميزات المغرب أو تحف من الصناعة التقليدية كالزرابي أو صناديق العرعار أو أوان نحاسية أو فضية، وأحيانا تقدم أيضا قفاطين و"تكاشط" بالنسبة إلى النساء من رؤساء الوفود. يقول بنيس إن المغاربة أيضا قدموا في عدة مناسبات سيوفا ذهبية. يتذكر طريفة مرتبطة بهذا الخصوص، عندما قدم وفد صيني في زيارة خاصة إلى البرلمان، الذي كان يرأسه آنذاك جلال السعيد، فاحتار أعضاء المجلس أي هدية يقدمون قبل أن يهتدوا إلى تقديم سيف على اعتبار أن الصينيين مولعون بفنون الحرب والقتال. وبالفعل تم اقتناء سيف فخم من أحد البازارات المشهورة، موضوع في صندوق خاص، لكنه لحظة تبادل الهدايا، لم يستطع "المخازني المكلف بحمل الصندوق من فتح الصندوق ولا سل السيف من غمده بعدما أبدى رئيس الوفد الصيني إعجابه بالهدية، قبل أن يتدخل رئيس المجلس الذي بدت عليه علامات الانزعاج ويستخدم كل قوته لسل السيف. "حركة كانت ستكلف رئيس الوفد الصيني رأسه، لو لم يكن هو قصير القامة، ولو لم يكن جلال السعيد طويلا". هجر مغلي

السعيد كاد يقتل رئيس وفد صيني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسرار عودة غزل لبيتها

محاكمات فوق العادة ... ومن الحب ما قتل

مقالات ذات صلة