الأغاني “الهابطة”… “بوز” فنانين

كلمات الشارع والإيحاءات الجنسية للبحث عن أكبر عدد من المشاهدات قبل أسابيع، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب أغنية اختار المغني المغربي حاتم إيدار، أن يطل بها على جمهوره، بعد غياب طويل. فبعد ساعات فقط من طرحها على قناته الخاصة على موقع "يوتوب"، صارت حديث جل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والأكثر من ذلك، خرج النقاش من العالم الافتراضي، وصارت موضوع حديث الجالسين بالمقاهي. "البوز" الذي حققته الأغنية، لا يعود لأنها من الأعمال التي حظيت بإعجاب الجمهور المغربي، أو لأنها تناولت مواضيع مختلفة وجديدة، وليس لأن "فيديو كليبها" كان مميزا وصور بأحدث التقنيات، إنما لأنها كانت "هابطة"، بشهادة الجميع، ودون مستوى تطلعات الكثير من المغاربة ومتتبعي الساحة الفنية، ولأن صاحبها، أراد أن يأتي بالجديد والمميز، لكنه "عورها". والأكثر من ذلك رأى الكثير من المتتبعين أن ايدار، وضع أمامه عند اختياره هذه الأغنية، هدفا واحدا، وهو أن تكون موضوع جدل وأن تحقق "البوز"، بأي شكل من الأشكال، وحتى إذا كانت مستفزة. فقد أراد أن يكون عمله الجديد، مختلفا، الأمر الذي جعله يستعين بأشهر الشخصيات في العالم الافتراضي، ويتعلق الأمر بـ"أدومة"، المثلي الذي لا يخجل من الرقص مرتديا ملابس نسائية "لايف"، إلى جانب "نيبا" الشهير بفيديوهات "تخسار الهضرة"، وزد على ذلك استعمال كلمات تتداول في الشارع، لا تجد مكانا لها في الكثير من البيوت المغربية، مع توظيف بعض الإيحاءات الجنسية. صحيح أن ايدار استطاع أن يحقق "البوز"، وجذب أكبر عدد من المشاهدات على موقع "يوتوب"، إلا أنه كان "بوز" سلبيا. والشيء ذاته حدث مع الكثير من المغنين المغاربة، الذين اختاروا "البوز" السلبي، من أجل جذب الانتباه إليهم، وتعمدوا أن تكون خرجاتهم مثيرة للجدل، حتى لو كان ذلك على حساب مسارهم الفني. فلم يجد الكثير منهم حرجا في استعمال كلمات وايحاءات جنسية، في سبيل تحقيق أكبر عدد من المشاهدات، أو حتى الدخول في حرب كلامية مع زملاء لهم، والخروج علنا إلى حلبة الصراع. من جانبه، قال عبد السلام الخلوفي، باحث في الموسيقى، إن "البوز" في الأصل، هو تقنية تواصلية في مجال التسويق، تهدف بالأساس إلى لفت الانتباه للمنتوج قبل طرحه في الأسواق، وجعله حديث الناس، وفي صلب اهتمام الرأي العام، وذلك بالقيام بعمليات مدروسة وموجهة، يكون من حواملها الصحافة بكافة أشكالها ووسائط الاتصال، مشيرا، في حديثه مع "الصباح"، إلى أن هذه التقنية، انتقلت بكل توابلها للمجال الفني "وبطبيعة الحال كان للأغنية المغربية نصيبها من هذه الظاهرة، بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة، بفضل الأنترنت". واسترسل الخلوفي "إلى هذا الحد يبدو الأمر طبيعيا، على اعتبار أن الفن الغنائي المغربي، بقي بعيدا ولمدة طويلة عما يعرف بالصناعة الغنائية، وعندما ظهرت ظاهرة البوز، المصاحبة للطفرة الرهيبة في وسائط الاتصال الحديثة، ركب العديد من شباب الأغنية المغربية، على هذه الموجة، لتدارك خلل كبير كان يحول دائما دون وصول هذه الأغنية خارج الحدود، وقد نجحت بعض النماذج في تحقيق هذا المسعى، ويبقى النموذج الأوضح سعد لمجرد". وتابع الخلوفي حديثه بالقول إنه إذا كانت مسألة اعتماد عديد من الفنانين على البوز في تسويق أعمالهم، تبقى مفهومة ومبررة عندما يقدمون أعمالا تتوفر فيها المواصفات المطلوبة، وكلمات مقبولة وألحانا جيدة وتوزيعات مناسبة، لكن اللافت للانتبــاه هــو تــوجه العديد منهم في الآونة الأخيرة، إلى ما يعرف ب Bad Buzz أي البوز السلبي. وكشف المتحدث ذاته أن هذا النوع من "البوز"يكون مقصودا ويتم الإعداد له بعناية، من طرف صناع العمل الغنائي أنفسهم، وذلك بتضمين عملهم ما يستفز المتلقي، ويدفعه للاستنكار والاستغراب والانتقاد، وإيصاله لدرجة من الغضب، ودفعه للتنفيس عن هذا الأمر بالحديث عن هذا العمل، ومشاركته مع الآخرين، ونشره ولو من باب التنقيص، مضيفا "فالهدف الأساسي لأصحاب البوز السلبي، هو رفع نسب المتابعة، ووصول العمل لأكبر قدر من المتلقين، على الأقل يضمنون شيوع اسم صاحب العمل، ويصبح معروفا بشكل كبير، وهذا هو المطلوب، فهذه التقنية هي ميكيافيلية الروح، تتكئ على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة". إيمان رضيف

الأغاني “الهابطة”… “بوز” فنانين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط مغتصب طفلة المحمدية

ملـف بوعشريـن فـي "الأوف"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات