كركاش: الفريق الذي لا ينتج يموت

كركاش قال إن المولودية في حاجة إلى انتداب سبعة لاعبين على الأقل قال عبد العزيز كركاش، مدرب مولودية وجدة، إن صعود مولودية وجدة تحصيل حاصل، بالنظر إلى المسار الجيد للفريق منذ بداية الموسم الجاري. وأضاف كركاش، في حوار مع "الصباح"، أن الصعود لم يكن هينا بالنظر إلى قوة المتنافسين، مشيرا إلى أنه خطط للصعود منذ الدورة الثالثة. وأوضح كركاش أنه حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخ النادي، عندما قاده للفوز في تسع مباريات متتالية بالميدان، وبلوغ 57 نقطة مع مباراة ناقصة، مؤكدا أن الصعود ثمرة جهود مضنية لكافة مكونات النادي، خاصة رئيس الفريق محمد هوار، الذي نجح في تسوية جميع مستحقات اللاعبين. ودعا كركاش إلى ضرورة الاعتماد على مشروع عمل وإستراتيجية واضحة من أجل الحفاظ على استقرار النادي بالقسم الأول، مشيرا إلى أن الفريق في حاجة إلى انتداب سبعة لاعبين على الأقل في الموسم المقبل. وأكد كركاش أنه لم يفاوض بعد مسؤولي الفريق، بشأن تمديد عقده لمواسم إضافية، مضيفا أنه لا يمانع في الاستمرار في حال قرر مكتب محمد هوار ذلك. وفي ما يلي نص الحوار: كيف حققت صعود المولودية؟ خططت للصعود منذ الدورة الثالثة، أي بعد تعاقدي مباشرة مع الفريق، إذ كان تحديا شخصيا بالنسبة إلي. فعندما التحقت بالفريق وجدت أن تركيبته البشرية تتكون من لاعبين شباب تنقصهم التجربة والاحتكاك وأغلبهم من المنطقة الشرقية. لكن عندما فزنا في المباراة الأولى توالت النتائج الإيجابية تباعا داخل الميدان وخارجه، إلى أن تعثرنا بميداننا أمام شباب بنكرير وبني ملال. كما لا يجب أن نغفل المجهودات التي بذلها الرئيس الجديد محمد هوار، بعدما تسلم مفاتيح التسيير من خلال نجاحه في حل العديد من المشاكل المالية، وهو ما عجل بتحقيق المزيد من الانتصارات المتتالية، علما أننا كنا نبتعد عن المركزين المؤديين إلى القسم الأول بتسع نقاط. متى تأكد لديك أن المولودية سيصعد رغم كل المشاكل؟ شخصيا، لم أبال بمثل هذه الحسابات، بقدر ما كنت أركز على كل مباراة على حدة، لتفادي التسرع، لكن يبقى الصعود هدفا بالنسبة إلي، فحتى عندما كنت مدربا لاتحاد الخميسات في الموسم الماضي وضعته ضمن أولوياتي، قبل أن تخوننا الأمتار الأخيرة بسبب الضائقة المالية. وأعتقد أن صعود المولودية تحصيل حاصل بالنظر إلى تاريخه العريق واستماتة لاعبيه وتضافر جهود كافة مكوناته، فلم يسبق أن فاز الفريق الوجدي في تسع مباريات متتالية داخل الميدان، وحصوله على رصيد 57 نقطة، قبل إجراء الدورة الأخيرة، وبالتالي يمكن أن نصل إلى 60 نقطة في إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي، علما أن 66 نقطة التي حصل عليها في موسم 1993، كانت بفضل النقطتين اللتين كانتا تمنحان للتعادل. يجب الاعتراف أن الصعود ساهم فيه الجميع دون استثناء بدءا باللاعبين والمسيرين والجمهور وانتهاء بمسؤولي المدينة الذين قدموا كل الدعم للمولودية في مقدمتهم عامل وجدة ووالي الرباط محمد مهيدية. هل بإمكان المجموعة الحالية أن تحافظ على مكانتها بالقسم الأول؟ يتوفر مولودية وجدة حاليا على لاعبين شباب لديهم مستقبل كبير، ويمكن أن ينضجوا أكثر في السنوات المقبلة، لكن ذلك لا يكفي لحفاظ الفريق على توازنه، فهو في حاجة إلى انتدابات وازنة في الموسم المقبل. يلزم التعاقد مع سبعة لاعبين على الأقل من أجل ترميم صفوف الفريق. لا بد من تغييرات على مستوى التركيبة البشرية من أجل الاستجابة إلى طموحات المسيرين والجماهير الوجدية. وماذا عن الأهداف؟ طبعا الهدف واضح، وأي ناد إلا ويسطر برنامجا وفق طموحه وأهدافه المعلنة، وسواء استمررت مدربا أو رحلت، فلا بد من مشروع يراعي حاجيات النادي، وبالتالي لا بد من كفاءات تشرف على الإدارة التقنية وإستراتيجية واضحة المعالم في تكوين الفئات الصغرى، لأن النادي الذي لا ينتج محكوم عليه بالموت، لا بد من وضع قواعد صلبة مبنية على أسس متينة على المدى البعيد. وأعطي مثالا بالفتح الرياضي الذي يقطف حاليا ثمار سياسته الهادفة، فهو يشتغل في صمت مع احترام تام للاختصاصات. هل ترغب في البقاء بالمولودية؟ لم أتحدث مع مسؤولي الفريق حول هذا الموضوع. صحيح أن العقد الذي يربطني بالفريق سينتهي بعد مباراة الخميسات، إلا أننا نتفاوض بشأن تمديده، بسبب انشغالنا بالصعود. وأعتقد أن أي مدرب يطمح في إتمام المشروع الذي بدأه، خصوصا إذا كان مشروع مدينة وجهة. أما إذا حصل الانفصال، فلن يشكل ذلك أدنى مشكل بالنسبة إلي، فعلي تقبل الأمر في نهاية الأمر بكل روح رياضية. هل تفكر في إنجاز مماثل مع فريق آخر؟ طموحي هذه المرة تدريب فريق بالقسم الأول،والاشتغال على برنامج أهداف واضحة. لقد سبق لي أن صعدت بفريقين إلى القسم الأول، وهما اتحاد الخميسات ومولودية وجدة، كما كنت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الشيء نفسه مع النادي المكناسي واتحاد الخميسات في الموسم الماضي. ما وجه الاختلاف بين القسم الأول والثاني؟ هناك فرق واضح، ففي القسم الأول تكون المنافسة أشد، بمعنى أن هناك صعوبة في تسجيل الأهداف أو استقبالها بسبب الصرامة التكتيكية، كما أن ذكاء اللاعب يكون أكثر. أما القسم الثاني، فتكثر الأهداف ويقل الانضباط التكتيكي. هل لديك مشروع مع المولودية في حال بقائك؟ طبعا، هناك تحد من نوع آخر، ويتمثل في تكوين فريق تنافسي ومنسجم من أجل احتلال المركز 10 على الأقل في الموسم الأول، على أن يحتل الفريق المركز الخامس في الموسم الثاني، ثم في المراكز الأولى في الثالث، والمؤدي للمشاركة في إحدى المسابقات الخارجية، خاصة أن الرئيس محمد هوار يراهن على عودة المولودية إلى الواجهة الوطنية والقارية. إلى أي حد ساهم الجمهور الوجدي في تحقيق الصعود؟ كان دوره فعالا في جميع المباريات من خلال دعمه اللامشروط للاعبين والطاقم التقني. إن حضوره بكثافة حفز اللاعبين وشجعهم على تحقيق النتائج الإيجابية، خاصة في المباريات الأخيرة. ونتمنى أن يواصل دعمه ومساندته في الموسم المقبل. ماذا عن دبلوم "ويفا برو"؟ أولا أشكر الجامعة البلجيكية لأنها لم تبرمج أي حصة في الفترة الأخيرة، التي كنت فيها منشغلا مع مولودية وجدة. والآن أحتاج إلى حصتين في أواخر ماي الجاري من أجل الحصول على دبلوم "ويفا برو"، وهو أعلى درجة يحصل عليها أي مدرب في مجال التدريب. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عبد العزيز كركاش تاريخ ومكان الميلاد: 17 /03/ 1965 بوجدة لعب لمولودية وجدة ونهضة بركان والاتحاد الإسلامي الوجدي وشباب خنيفرة لعب للمنتخب الوطني للشباب في بطولة فلسطين في الجزائر درب شباب المسيرة ومولودية وجدة ونهضة سطات بالقسم الأول والسويق العماني والنادي القنيطري واتحاد الخميسات والنادي المكناسي. إنجازات حقق الصعود مع اتحاد الخميسات حقق الصعود مع مولودية وجدة حاصل على دبلوم "يوفا ألف" و"كاف ألف" و"يويفا برو"، كما نال الإجازة من الجامعة الكاثوليكية بلوفان ببلجيكا في التربية البدنية والتهييء السيكولوجي. بورتري الأوربي نجح عبد العزيز كركاش في إخراس منتقديه، وهو يعيد مولودية وجدة إلى القسم الأول، بعد موسمين قضاهما بالثاني. لم يسلم كركاش من الانتقادات بعد نزول شباب المسيرة إلى القسم الثاني، عندما كان مدربا له. ورغم التبريرات التي قدمها حينها كركاش بخصوص نزوله ووجود ما أسماه "مؤامرة" لإنزال الفريق، إلا أن عديدين واصلوا استهدافه بغير وجه حق. لكن كركاش واصل التحصيل العلمي والأكاديمي من خلال اجتياز دبلوم "ويفا برو"، وهو أعلى دبلوم يمنح لمدربي كرة القدم، مستفيدا بتشبثه بالثقافة الأوربية التي احتك بها كثيرا بسبب إقامته في بلجيكا. حقق كركاش الصعود مع المولودية في أول موسم له، وقبل ذلك كان قريبا من تحقيقه مع اتحاد الخميسات، قبل أن تخونه الأمتار الأخيرة، بسبب قلة الموارد المالية ومطالبة اللاعبين بمستحقاتهم، وهو العائق، الذي منعه كذلك من تحقيق الصعود مع اتحاد الخميسات. يتميز كركاش عن غيره من المدربين المغاربة بمنح الفرصة للاعبين شباب وتكوينهم وصقل مواهبهم، كما فعل مع النادي القنيطري، وهو يكون جيل بلال بيات وهشام العروي وفهد كردود وتوفيق إجروتن وآخرين، ليواصل مشروعه بشباب المسيرة واتحاد الخميسات. الآن، يتطلع كركاش إلى البقاء بالمولودية أو تدريب أحد أندية القسم الأول من أجل تحد آخر، ربما يوصله إلى منصة التتويجات، التي يستحقها على كل حال.

كركاش: الفريق الذي لا ينتج يموت

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاصيل الأربعاء الأسود للرجاء

أنشطة رياضية في مهرجان الزيايدة

مقالات ذات صلة