“الذراع العسكرية” للثورة السورية تسبق السياسيين

الأسد لجأ إلى استخدام سلاحه الأخير وهو الحرس الجمهوري يبدو أن الوضع في سوريا لم يصل بعد إلى ذروة السوء، وأن الأيام المقبلة ربما تحمل المزيد من التدهور في الوضع الميداني والمعيشي في سوريا، ولاسيما مع بدء ظاهرة استخدام الأسلحة الثقيلة من جانب قوات الأسد في التفاقم، وهو ما كان نتيجته مقتل 200 شخص في حماة. غير أن هناك العديد من المؤشرات التي تشير إلى أنه رغم أن الوضع الإنساني بدأ في التدهور خلال الأيام الماضية فإن هناك بعض المؤشرات على أن الوضع الميداني بدأ يميل شيئاً فشيئاً، وأن هناك قدراً من التوازن غير المسبوق بين جبهتي قوات الأسد والجيش السوري الحر، بما يؤشر إما لاندلاع حرب أهلية فعلا في سوريا، كما يحذر كثيرون، أو انقلاب الميزان العسكري لصالح الثوار في مرحلة ليست بالبعيدة.فالبيانات التي يصدرها المرصد السوري لحقوق الإنسان بدأت تفرق بين قتلى من المدنيين وأخرى من العسكريين، وهو ما يشير إلى أن القتال الدائر الآن في سوريا ليس كما كان قائما منذ بدء الثورة السورية وحتى أسابيع مضت، حيث كان قتلا و»ذبحا» للمدنيين فقط دون وجود عسكريين يقاومون.كما لجأ «الأسد» أيضا إلى استخدام سلاحه الأخير وهو الحرس الجمهوري، إذ لوحظ في الأحداث الأخيرة غياب شبه تام لبعض الفصائل التي اعتاد «الأسد» استخدامها ضد المتظاهرين مثل المخابرات الجوية وغيرها، في مقابل زيادة اعتماده على الحرس الجمهوري، وهو ما يتواتر مع تزايد الأخبار التي تشير إلى انشقاقات عسكرية في صفوف الجيش.كما أن الأيام الماضية أثبتت أن الجيش السوري الحر غيَّر تكتيكاته وأصبح يتمكن من السيطرة على بعض الأحياء لفترات قبل أن يقوم بالتخلي عنها تحت ضغط استخدام قوات «الأسد» الأسلحة الثقيلة، وهو ما يؤشر لتزايد قدرات الجيش الحر، ووجود مخططين وقادة لديهم القدرة على تنظيم صفوفه.ورغم أهمية التطورات الأخيرة فإن هناك بعض العوامل التي لاتزال تحافظ على بقاء نظام الأسد، ولعل أهمها خوف الأقليتين العلوية والمسيحية فى سوريا من وصول السُّنة إلى الحكم وبدء حملات انتقام جماعي أو تطهير عرقي ضدهما، خاصة بعد دعم «الأسد» طيلة السنوات الماضية وخلال الثورة الحالية، وهو ما يجعلهما تتمسكان بالنظام خوفاً من تأثيره على «بقائهما» فضلا عن مصالحهما.كما يبقى تمسك روسيا والصين وإيران بنظام الأسد ومده بالأسلحة من العوامل المساعدة على بقائه، ولا شك أنه ينبغي للمعارضة السورية طمأنة الأطراف الإقليمية المتمسكة باستمرار «بشار» بأن مصالحهم في المنطقة، ومع سوريا تحديداً، لن تتأثر برحيله، ليبقى المؤكد أن التطورات الميدانية على الأرض في سوريا واضحة لكنها لن تحقق آثارها دون أن يصاحبها تحرك سياسي، داخلي وخارجي، يفقد «الأسد» ما تبقى له من دعم. بقلم : خالد عمر عبد الحليم عن «المصري اليوم»

“الذراع العسكرية” للثورة السورية تسبق السياسيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قضاة وموظفون متقاعدون يستفيدون من منح مالية

الخارجية تتجاهل أسرة مغربية معتقلة بالسعودية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات