خمسة اختلالات تعمق أزمات الأندية

أبرزها سوء التدبير وغياب المراقبة وأزمة سوق الإشهار وعزوف الجمهور تقف عدة اختلالات وراء الأزمة المالية التي تعانيها أغلب الأندية الوطنية لكرة القدم، في مختلف الأقسام، وتهددها بالإفلاس. وحسب المعطيات التي جمعتها "الصباح"، فإن سوء التدبير يأتي في مقدمة الاختلالات التي تعيشها الفرق الوطنية، إضافة إلى عزوف الجمهور والمستثمرين، في الوقت الذي تغيب فيه أي خطة لتصحيح الوضع، وتقف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية موقف المتفرج. سوء التدبير تسم الهشاشة والضعف أداء التسيير في أغلب الأندية الوطنية، في ما يتعلق بإستراتيجيات التسيير والاختيارات والصفقات البحث عن الموارد المالية، وغياب التوازن بين المداخيل والمصاريف. وتعتبر صفقات اللاعبين والمدربين من النقاط السوداء في عمل المكاتب المسيرة للأندية الوطنية، والتي يشرف عليها الرؤساء في الغالب، فيما يغيب أصحاب الاختصاص. وتعتبر حالة الرجاء الرياضي أبرز دليل على علاقة سوء التدبير بالأزمة المالية، إذ دفع "الفريق الأخضر" ثمن رفع وتيرة الإنفاق وفشل الصفقات الكبيرة التي قام بها في عهد رئيسه السابق محمد بودريقة، والتي لم تراع إمكانيات الفريق، ما جعل النادي يعيش أكبر أزمة مالية في تاريخه، إذ مازال إلى حد الآن غارقا في الديون التي تراكمت عليه جراء تلك الصفقات. وإضافة إلى الرجاء، سقطت أغلب الأندية الوطنية في فخ الانتدابات والصفقات المكلفة وتضخم الإنفاق، ما أثر على التوازن المالي، فدخلت في أزمات مالية كبيرة، على غرار الكوكب المراكشي والمغرب التطواني وأولمبيك آسفي والمغرب الفاسي والجيش الملكي وشباب الحسيمة وأولمبيك خريبكة ومولودية وجدة ورجاء بني ملال. ضعف المراقبة تشتغل المكاتب المسيرة للفرق الوطنية في غياب أي مراقبة، ذلك أن مؤسسة المنخرط ولجنة مراقبة التدبير بالجامعة هما المعنيتان بهذه المراقبة، لكن اختلالات عميقة تجعلهما لا تؤديان دورهما كما ينبغي. وتحول المنخرطون في أغلب الفرق الوطنية إلى أوراق انتخابية، في أيدي الرؤساء أو المعارضة، دون أن يقوموا بأي دور في مراقبة أداء المكاتب المسيرة، التي لا تجد أي صعوبة في تمرير تقاريرها المالية والأدبية في الجموع العامة، حيث يصادق المنخرطون عادة على تلك التقارير بالإجماع والتصفيق أحيانا. أما لجنة المراقبة، فسجل أداؤها تراجعا كبيرا في السنوات الماضية، رغم أن القانون الأساسي للجامعة يمنحها عدة صلاحيات، تصل إلى درجة منع الفرق المفلسة من القيام بانتدابات وتخفيض نسبة الإنفاق. وتتجنب هذه اللجنة، التي يرأسها عبد العزيز الطالبي، موظف لدى الجامعة، الدخول في أي صراع مع الأندية، رغم الملاحظات السلبية الخطيرة التي جمعتها عن الوضعية المالية لأغلب الفرق الوطنية. واكتفت اللجنة بتوجيه ملاحظات بطريقة ودية إلى الفرق، قصد تقويم الاختلالات، لكنها سمحت في نهاية المطاف لجل الفرق بانتداب لاعبين، إذ صادقت على عقود كل الفرق التي بعثت ملفاتها، بما في ذلك الرجاء والمغرب التطواني وأولمبيك آسفي. وتتوفر أغلب الفرق الوطنية على ملفات نزاعات عديدة لدى الجامعية المختصة، بل هناك أندية لديها قضايا متعلقة بمستحقات مالية لدى الاتحاد الدولي "فيفا"، لفائدة لاعبين ومدربين سابقين، ويتعلق الأمر بالرجاء والوداد والمغرب الفاسي ووداد فاس والمغرب التطواني وأولمبيك آسفي. ولا تخضع مالية الفرق الوطنية لأي مراقبة أخرى، رغم استفادتها من المال العام. الجامعة والعصبة …. صفر مستشهر رغم الارتفاع الكبير الذي شهدته ميزانية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومواردها، فإن أغلب مصادر تلك الميزانية يأتي من القطاع العام، في الوقت الذي لم تعثر فيه الجامعة والعصبة الاحترافية على أي مستشهر جديد للبطولة الوطنية، لرفع موارد الأندية، بعد مرور أربع سنوات ونصف عن تنصيب الجامعة الحالية. ورغم أن جميع مباريات القسم الأول، تنقل عبر التلفزيون، فإن العصبة الاحترافية، ومعها جامعة كرة القدم، لم تتمكنا من تسويق المنتوج الكروي بتوقيع عقود احتضان جديدة، مكتفيتين بعائدات العقود القديمة التي وقعت في عهد الجنرال حسني بنسليمان وعلي الفاسي الفهري، مع بعض المحتضنين الرسميين، على غرار اتصالات المغرب والمكتب الشريف للفوسفاط. وتخصص الجامعة منحا سنوية للأندية في مختلف الأقسام، لكن هذه المنح لا تشكل سوى نسبة ضعيفة من ميزانية الفرق، خصوصا في القسم الأول. أزمة الإشهار وعزوف الجمهور تعجز الأندية الوطنية عن تسويق منتوجها الكروي، بشكل يساعدها على تدبير موارد إضافية، بسبب عدة عوامل، يتعلق بعضها بكفاءة المسيرين، والوضعية العامة لسوق الإشهار بالمغرب. ويعزف المحتضنون عن الاستثمار في كرة القدم، بسبب تردي صورة هذا القطاع، نتيجة أعمال الشغب والمشاكل الأخرى المرتبطة بمحيط الفرق الوطنية، وتراجع المستوى التقني، وتراجع الإقبال الجماهيري، وحالة الملاعب، وجودة النقل التلفزيوني. وباستثناء الوداد والرجاء واتحاد طنجة، فإن أغلب الفرق الوطنية لا تستفيد من عائدات الجمهور، رغم أنه لم يطرأ أي تغيير على أثمنة التذاكر منذ عقود. واضطرت بعض الأندية إلى فتح أبواب ملاعبها بالمجان في وجه الجماهير، ومع ذلك عجزت عن استقطاب المتفرجين، كالدفاع الجديدي، والراسينع البيضاوي، وشباب أطلس خنيفرة. فوضى الدعم العمومي رغم أن تنمية الموارد المالية للفرق الرياضية عن طريق السلطات العمومية، كانت من توصيات المناظرة الوطنية بالصخيرات في 2008، إلا أن هذا الدعم مازال ضعيفا ويخضع لمزاج المنتخبين. وفي هذا الصدد، دعا يحيى سعيدي، الباحث في قوانين الرياضة، إلى ما أسماه "مأسسة" الدعم وربطه بعقود أهداف وآليات لمراقبة صرفه، عوض أن يبقى خاضعا لمزاج السياسيين وولاءات المكاتب المسيرة للفرق لهم. وتستفيد فرق من دعم مالي كبير من المجالس المنتخبة، فيما لا تستفيد فرق أخرى منه، كما تستفيد فرق أخرى من ثروات وطنية مثل الفوسفاط، وتحرم منه فرق أخرى. ويرعى قطاع الفوساط مجموعة من الفرق بمختلف الأقسام هي أولمبيك خريبكة والدفاع الجديدي وأولمبيك آسفي وشباب المسيرة وأولمبيك اليوسفية وأولمبيك آسفي وشباب المسيرة وأولمبيك فوسبوكراع، في وقت تطالب فيه أصوات عديدة بتوزيع هذا الدعم على كل الفرق، باعتبار الفوسفاط ثروة وطنية. إنجاز: عبد الإله المتقي أبرز الأندية المتأزمة الرجاء الرياضي المغرب التطواني الكوكب المراكشي أولمبيك آسفي شباب الريف الحسيمي اتحاد طنجة المغرب الفاسي النادي القنيطري هل تغسل الشركات معضلة الأندية؟ تعول جامعة كرة القدم على انتقال الأندية إلى مرحلة الشركات الرياضية بداية من نهاية الموسم المقبل. ويرجى من هذا الانتقال، إذا تم، فتح المجال أمام المستثمرين لضخ أموال في ميزانيات الفرق، كما يفتح الباب لبعض المستثمرين الذين تعذر عليهم استرداد أموالهم من فرقهم، لتحويلها إلى أسهم. وبينما يخشى أن يفتح هذا التحول الباب أمام السياسيين لولوج الفرق الرياضية والتحكم فيها، فإنه يعول عليه كذلك، لتحسين أداء التسيير، وتطوير آليات المراقبة، سيما أنه سيصبح مفتوحا في وجه مفتشي الضرائب والمحاكم المختصة. وتكلفت لجنة الحكامة بالجامعة، التي يرأسها طارق السجلماسي، بملف انتقال الأندية إلى شركات، لكن مصاعب عديدة تواجه هذا الملف، خصوصا من الناحية القانونية. وقدم السجلماسي عدة عروض في اجتماعات المكتب المديري للجامعة خلص فيه إلى أن عدة أندية مؤهلة للانتقال إلى الشركات، لكن المعطيات على أرض الواقع تظهر أن الأمر معقد.

خمسة اختلالات تعمق أزمات الأندية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوزفور: عودة "الإلترات" بشروط

أربعة لاعبين يغيبون عن الدفاع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات