لجنة المناصفة والتنوع بالقناة تستعرض إشكالات التعليم والتشغيل احتضن مقر القناة الثانية، الخميس الماضي، ندوة في موضوع «الشباب في وضعية صعبة: أي إستراتيجية للإدماج» نظمتها لجنة المناصفة والتنوع بالقناة. الندوة التي سير محاورها ونسق فقراتها الإعلامي جامع كلحسن، عرفت مشاركة مجموعة من الأسماء الإعلامية والجمعوية مثل خديجة بوجنوي: رئيسة لجنة المناصفة والتنوع بالقناة الثانية، والصحافي محمد السموني، وصوفيا أخميس: مديرة مؤسسة علي زوا، وماجدة خوباش، كاتبة عامة لجمعية تيزي، وجمال بلحرش، رئيس مؤسسة زاكورة للتعليم. واستهلت العروض بتقديم ربورتاج مصور حول شباب عاشوا تجارب التطرف، والسجن، والعيش في الشارع، من توقيع الصحافي حسن لحمادي، شكل أرضية للنقاش حول واقع الشباب المغربي، والمشاكل التي تعيق اندماجه في المجتمع. وقال محمد السموني إن محاربة الأفكار المتطرفة عند بعض الشباب تنطلق من المدرسة ودورها في غرس الأفكار الدينية الصحيحة، مضيفا، أن «الشباب الذين انخرطوا في التنظيمات الجهادية وتشبعوا بالفكر المتطرف، نتيجة التأويل السلفي والجهادي للإسلام»، هذا إلى جانب الإغراءات التي تقدمها هذه الجماعات عن طريق الأنترنت في استقطاب الشباب الذين يعانون الهشاشة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية. كما استعرض جوانب من بحث مشترك باللغتين العربية والفرنسية أنجزه رفقة الصحافي هشام حذيفة، وأكد في السياق نفسه أنه لحماية الشباب من الانغماس في الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وجب وضع المواد التعليمية المشجعة على الفكر النقدي وليس العكس. وتوقف السموني عند برنامج «مصالحة» الذي أحدثته الدولة في نسخته الأولى لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية المدانين في إطار قضايا التطرف والإرهاب، ويرتكز على المصالحة مع الذات، والدين والمجتمع، إذ اعتبر أن هذا البرنامج يستند على تقديم الدولة عرضا دينيا يرتكز على المذهب المالكي، العقيدة الأشعرية والتصوف، ومن خلال هذا العرض «تحارب الدولة الشحن الديني بشحن آخر مضاد». وتابع السموني أن «نجاعة هذا البرنامج لا تظهر، خاصة أن هؤلاء السجناء يؤمنون بفكر مختلف، وحينما تقوم الدولة بمنح عرض ديني لهم، فمن الطبيعي سيتظاهرون أنهم يؤمنون به، كما أنهم يعتبرونه هو الخلاص الوحيد لخروجهم من السجن». قبل أن يخلص إلى أن حل الدولة في تحقيق إدماج للشباب في وضعية صعبة أو الآخرين الذين يحملون أفكارا متطرفة، يجب أن ينطلق من المنظومة التعليمية. أما صوفيا أخميس، مديرة مؤسسة علي زوا، بمركز «نجوم» الذي تأسس منذ ثلاث سنوات، بكل من منطقة سيدي مومن بالبيضاء وطنجة، فأبرزت الدور الذي تلعبه هذه الفضاءات الفنية والثقافية الموجهة للشباب. ودعت أخميس، إلى تعميم مثل هذه المشاريع الثقافية التي تشجع الشباب على الاندماج وتبعدهم عن الإقصاء والتهميش في المجتمع. وصبت جل المداخلات التي عرفتها الندوة في موضوعي التعليم والتشغيل، وضرورة مراجعة البرامج التعليمية، والسياسات الإدماجية للشباب. وعبرت ماجدة خوباش الكاتبة العامة لجمعية تيزي، في مداخلة لها، عن هشاشة المجال التعليمي، الذي لا يؤهل ولوج الشباب المغربي نحو آفاق سوق الشغل بسهولة، وفقدانه لدوره وسيلة للترقي الاجتماعي. عزيز المجدوب