“ديربي المدرجات” ينتصر من جديد

مباراة فيها المياغري رجاوي وبلمعلم عريس وجمهور يتألق أكثر من الفريقين فوق أرضية الميدان الساعة الثانية عشرة و27 دقيقة ظهرا. ساعتان تفصلان عن موعد انطلاق المباراة، لكن الحركة كبيرة عند أبواب الملعب. من لا يعرف طقوس الديربي يعتقد أن المباراة على وشك الانطلاق.التنظيم مختلف هذه المرة. خيول أكثر من آخر ديربي بين الرجاء والوداد، وحواجز حديدية تضرب سياجا بعيدا عن الأبواب، يمر بينها المشجعون مثل خط نمل طويل.داخل الملعب، أماكن شاغرة في منصة الصحافة. صحافيون كثيرون وضعوا أوراقا وصحفا على المقاعد الشاغرة، تعبيرا عن أنها محجوزة لأصدقائهم في انتظار أن يأتوا. صحافيون أجانب جلسوا في صف واحد. كانت أماكن عديدة شاغرة قربهم، لكنهم لم يضعوا عليها أي شيء، أمام كل صحافي آلة تصوير ومأكولات."المياغري رجاوي"الساعة الواحدة. لا صوت يعلو على صوت جمهور الرجاء، حتى مكبرات الصوت عجزت عن اختراق صوت الجمهور، الذي كان أكثر عددا وأشد حماسا. صحافي معروف بحبه للوداد علق قائلا "خسرنا مباراة المدرجات".أربع دقائق بعد ذلك، لاعبو الوداد يدخلون أرضية الميدان. يتأملون الجمهور، ويتفقدون عشب الملعب. العشب الذي تُسلط عليه الشمس أشعتها أكثر اخضرارا، لا بد أن كل الذين شككوا في صلاحية الملعب خلال المباريات السابقة سيغيرون رأيهم.لاعبو الوداد لم يقوموا بأي تمارين. كانوا يمشون فقط، وينظرون إلى الجمهور. لا بد أنهم لاحظوا أن جمهورهم أقل. نادر المياغري اقترب أكثر من جمهور الرجاء في الجهة المقابلة. ظل يقترب كلما سمع الهتاف باسمه، حتى وصل إلى خط المرمى القريب من "المكانة"، فزادت التصفيقات أكثر فأكثر، وأصبح صوت واحد يسمع "المياغري رجاوي". المصورون الأجانب يصوبون كاميراتهم نحو "المكانة". في مدرجات الوداد مازالت عدة مقاعد شاغرة، وجمهور الرجاء يردد شامتا "وا زيدونا بلاصا... زيدونا بلاصا".الفريقان في الميدانالساعة الواحدة و52 دقيقة. جمهور الوداد يحاول رفع معنويات لاعبيه بالتصفيق والأهازيج، والمدرجات التي كانت شاغرة بدأت تمتلئ، ثم صعد لاعبو الرجاء، وسط انفجار في مدرجات جمهورهم. اللاعبون الأساسيون يركضون في كل الاتجاهات وضمنهم الإيفواري آداما باكايوكو الذي يخوض أول مباراة مع الرجاء وأول ديربي، قبل أن ينتظموا بإشارة من المعد البدني جعفر عاطفي.لاعبو الاحتياط كانوا يمررون الكرة في ما بينهم. أحدهم يبحث عنها. من يلمس الكرة أكثر من مرة، يعاقب بالدخول وسط الحلقة. يقال إن هذا التمرين يساعد على تخفيف التوتر والضغط. اللاعب سفيان طلال يبدو غير متأثر بذلك، كان يبتسم ويمزح مع الجميع.لحظة "التيفو"اللاعبون والحكم عبد الله العاشري جاهزون لإعطاء الانطلاقة. النشيد الوطني يصدح من مبكرات الصوت ومن حناجر الجمهور. الحناجر أقوى من مكبرات الصوت، قبل أن يرتفع "التيفو"، ليشد الأنظار. الصحافيون الأجانب احتاروا أي "تيفو" يلتقطون صوره. كانوا يصوبون عدسات كاميراتهم في كل اتجاه.لا بد أنهم لم يعرفوا المقصود من مضمون "التيفو"، مثل كثيرين، فالحروف لم تظهر بوضوح. مشجعو الرجاء فطنوا إلى ذلك، فبدؤوا يهتفون باسم لاعبهم الراحل زكرياء الزروالي. انتهى النشيد الوطني واختفى قماش "التيفو"، وانطلق قصف كثيف لأرضية الملعب بالشهب الاصطناعية. رائحة البارود الذي يستعمل في الشهب وصلت المنصة الرسمية. صحافي تذكر نصيحة والدته، وقال إن رائحة البارود مفيدة لصحة الأطفال. الحكم واللاعبون يقفون في دائرة وسط الملعب من أجل قراءة الفاتحة، هناك من يسميها دقيقة صمت، لكن كثيرين في الملعب لم يصمتوا. الضجيج والهتاف والصفير منبعث من كل جانب، حتى من المنصة الرسمية.خمس دقائقالدخان المتناثر من الشهب المحترقة، وإجراءات تحية الفريقين أخرت انطلاقة المباراة خمس دقائق. منظر الشهب وأهازيج الجمهور ولوحاته شغل الجميع عن ذلك. الكل منبهر بما يدور في المدرجات.انطلقت المباراة متحركة. كاد ياسين الصالحي أن يفعلها في الدقيقة السادسة، عندما ضرب الكرة برأسه لترتطم بالعارضة. صمت الجمهور الودادي، قبل أن يتحرك فريقه ويصعد باحثا عن الهدف، لكنه لم يخلق فرصا واضحة مثل منافسه، على الأقل في هذه الجولة، التي انتهت بالتعادل.في الجولة الثانية، لم يتغير إيقاع اللعب كثيرا. كل فريق يفكر في ألا ينهزم أكثر مما يفكر في الفوز، لكن في الدقيقة 60 أتيحت للسنغالي بايلا تراوري فرصة واضحة لإحراز هدف للرجاء، لكن هشام العمراني تصدى له وللكرة، ثم رد عليه يونس الحواصي، فكان له ياسين الحظ بالمرصاد. ربما لو نجح بايلا و الحواصي في بلوغ المرمى لما قال كثيرون في المدرجات إن نتيجة التعادل متفق عليها من قبل.بلمعلم "العريس"تحولت المنطقة المختلطة إلى فضاء لتبادل التهانئ والعناق. كان محسن ياجور وطارق الجرموني ويونس الحواصي وسعيد فتاح وعبد الحق أيت العريف أكثر انشراحا، فكل واحد منهم واجه فريقه السابق، أيت العريف كان يعرج، لكنه يبتسم كالعادة.آخر لاعب غادر أرضية الميدان كان مدافع الرجاء إسماعيل بلمعلم، تحدث طويلا إلى وسائل الإعلام، حتى بدا متضايقا بسبب برودة الطقس، خصوصا لما وجد نفسه وحيدا رفقة الصحافيين فوق أرضية الميدان الباردة. كل صحافي يريد أن يستجوب اللاعب أو المدرب على انفراد، ربما لذلك يضطر إلى أن يعيد ما قاله. بعض المشجعين نادوه بالعريس. بدا سعيدا، لكن سؤالا غير ملامحه في رمشة عين، لماذا لم يستدعه إيريك غريتس إلى المنتخب الوطني؟. عبد الإله المتقي

“ديربي المدرجات” ينتصر من جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دوكاستل: باق مع الوداد

لاعبو الوداد يضيعون 25 ألف درهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات