طلبة مدرسة “إيكوميديا” في وحدات الشرطة العلمية

زيارة أشرف عليها أطر المختبر مكنت من التعرف على جنود خفاء مسرح الجريمة زار طلبة المدرسة العليا للإعلام والتواصل التابعة لمجموعة إيكوميديا، التي تصدر يوميتي الصباح وليكونوميست، عصر الأربعاء الماضي مقر الشرطة العلمية بولاية أمن البيضاء. وكانت الزيارة مناسبة لاطلاع الطلبة على أقسام مصلحة الشرطة العلمية، إذ قدمت لهم شروحات عن طريقة اشتغال أطر المصلحة، والطريقة المتبعة لحل ألغاز الجرائم علميا، سواء تعلق الأمر بأعمال ذات طبيعة فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية، وأيضا الطرق الأخرى التي تقتفيها عناصر الشرطة العلمية لكشف تزوير المستندات والتوقيعات. انطلقت الزيارة من الطابق السفلي، إذ عاين الطلبة جهازا مجهريا للتكبير، يمكن من تكبير الأشياء آلاف المرات، وهو من الآليات المتطورة التي اقتنتها المديرية العامة للأمن الوطني من اجل تسهيل مأمورية البحث العلمي.وتناولت الشروحات الأولية التي قدمت للطلبة مهام مختبر الشرطة العلمية بالدار البيضاء، التي تعتبر دقيقة وحساسة وتترتب عنها نتائج خطيرة، إذ أنها قد تبرئ مشتبها به أو تقود إلى الزج به في السجن، وقد تساعد على فك لغز جريمة أو تبقيها بدون حل.يشتغل في مختبر الشرطة العلمية حسب المدير حميد الأبيض، حوالي 72 إطارا، 25 منهم دكاترة، إضافة إلى خبراء وتقنيين محترفين، كما يتوفر المختبر على تجهيزات عصرية ومتطورة تمكن من أداء المهمة في أحسن الظروف.وأثناء الصعود إلى الطابق الأول من البناية التي تضم وحدات الشرطة العلمية، أفاد حميد الأبيض رئيس مختبر الشرطة العلمية أن المديرية العامة للأمن الوطني وحرصا منها على تحقيق أهداف البحث العلمي، عملت على توفير أحسن التجهيزات المعمول بها على الصعيد الدولي، كما أبدى ارتياحا كبيرا لتوفر المختبر الذي يرأسه على كل هذه التجهيزات.وساعدت هذه التجهيزات التي وفرتها الإدارة العامة للأمن الوطني على تخفيف الضغط على العاملين في المختبر، وكذا في رفع وتيرة عدد القضايا التي عالجتها مصالح المختبر، إذ انتقل العدد من 88 سنة 1996 إلى أزيد من 2400 السنة الماضية.وحسب الشروحات التي كان يتناوب على تقديمها أطر مختبر الشرطة العلمية، فإن فريق العمل داخل كل وحدة من وحدات الشرطة العلمية التي تكون المختبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول يشتغل في الميدان والثاني يهتم بالمعاينة في مسرح الجريمة وأخذ العينات، والثالث يشتغل في المختبر لإجراء التحاليل. وإن كانت عناصر الشرطة العلمية تخضع لأوامر الضابط المأمور، حسب الاختصاص، فإنها تعتمد على مهاراتها العلمية في مساعدة الضابطة القضائية على الوصول إلى الحقيقة.وتأتي مصلحة البيولوجيا المكلفة بتحاليل الحمض النووي على رأس المصالح التي عالجت عددا أكبر من الملفات وصلت السنة الماضية إلى 1505، وتفسر رئيسة المصلحة هذا الارتفاع، بحجم الملفات بالنظر إلى أن عناصر الشرطة القضائية والقضاة يطلبون تحديد طبيعة الحمض النووي في العديد من الملفات، بالنظر إلى ما توفره من يقينية وقوة إثبات على اقتراف الجرم من عدمه، وكذا إلى ارتفاع عدد قضايا إثبات النسب، خاصة بعد دخول مدونة الأسرة حيز الوجود. وأفادت المسؤولة عن وحدة البيولوجيا أن الحمض النووي هو سبب الاختلاف بين البشر، من حيث الشكل واللون، وهو يؤدي إلى التعرف على الكثير من المعلومات حول كيفية تخزين وحفظ المعلومات الوراثية، قبل أن تلخص هذا التعريف في فقرة واحدة لتقريب الصورة «الحمض النووي هو الذي توجد به الشفرة الوراثية الخاصة بكل شخص».وعن كيفية استخراج الحمض النووي أو تحديد طبيعته أكدت أن كل الخلايا البشرية توجد بها نواة، يمكن أن نخرج منها الحمض النووي باستثناء الخلايا الحمراء فهي الوحيدة التي لا توجد بها نواة.وتأتي مصلحة التسمم والمخدرات في الرتبة الثانية، إذ عالجت السنة الماضية 318 ملفا ثم تليها مصلحة الحرائق والمتفجرات التي قامت بتحليلات عن 318 ملفا خلال السنة الماضية ثم مصلحة المستندات والوثائق المزورة التي نظرت في 196 ملفا.وتشتغل عناصر مختبر الشرطة العلمية على الآثار والبقايا المأخوذة من مسرح الجريمة، وكذا على المحجوزات التي تصل من مصالح الشرطة أو القضاء مصحوبة بطلب يحدد نوعية التحليل أو الخبرة. وتعتمد عناصر المختبر على تجهيزات متطورة مثل جهاز الفحص المجهري وجهاز القياس بالامتصاص الذري، وجهاز القياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وجهاز الكروماتوغرافيا السائلة والغازية.وتلقى طلبة المدرسة العليا للصحافة والاتصال، شروحات مستفيضة حول عمل عناصر الرشطة العلمية لحل ألغاز الجرائم الإرهابية، إذ كلما ظهر حادث إرهابي أو جريمة كبرى تطلع أسهم مختبر الشرطة العلمية، وينتظر الجميع ما ستسفر عنه نتائج الخبراء العاملين به من أجل تحديد طبيعة الانفجار والمساعدة على فك لغز الجريمة والوصول إلى الحقيقة. وقد شكل حادث أركانة بمراكش آخر الملفات التي ساعدت فيها عناصر المختبر على تحديد طبيعة هذا الانفجار، وقدمت معلومات مهمة للمحققين سيستندون عليها للوصول إلى منفذي هذا العمل الإرهابي. أما مصلحة المستندات الموجودة في الطابق الرابع، فإن مهمة العاملين بها، مختصون في إنجاز خبرات على الوثائق المزورة، من قبيل الشيكات وعقود البيع والكراء والوكالات والشيكات البنكية.وأفادت الشروحات أن العمل داخل وحدة المستندات مختلف عن الطريقة المعتمدة من قبل الشرطة القضائية، فإذا كانت الأخيرة تعتمد على إرباك المشتبه فيه ومحاولة الضغط عليه للوصول إلى الحقيقة، فإن عمل المصلحة مختلف تماما، إذ يتعمد رئيس المصلحة مساعدة الشخص الذي يمثل أمامه من أجل إجراء الخبرة على الاسترخاء ويحاول إشعاره بالأمان، إذ أن الاسترخاء يساعد على الوصول إلى الحقيقة ويساعد المعني بالأمر على الكتابة أو التوقيع بشكل طبيعي ينسجم مع الحالة النفسية التي يكون قد وقع فيها على شيك أو وثيقة ما، وتوتر الشخص قد لا يساعد على الوصول إلى توقيعه أو كتابته الحقيقية.وبعد انتهاء الزيارة قدم أطر المدرسة العليا للإعلام والتواصل التابعة لإيكوميديا، جزيل الشكر لرئيس المختبر، وأيضا الأطر التي ساهمت في تقريب صورة طريقة اشتغال عناصر الشرطة العلمية، كما عبر الطلبة عن سرورهم باقتحام هذا المكان وأخذ أفكار ومعلومات قيمة حول وحداته والعاملين به. المصطفى صفر

طلبة مدرسة “إيكوميديا” في وحدات الشرطة العلمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البرلمان الأوربي يتجه نحو رفض اتفاقية توسيع المبادلات الفلاحية

مهاجر يطلق الرصاص على شابين بسطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات