رجال سلطة “يتقاسمون” مساعدات محاصري الثلوج بإملشيل

ضمت بطانية لكل أسرة وكيلوغرامات من الدقيق وقطاني وبضعة لترات من زيت المائدة قال سكان مجموعة من الدواوير الواقعة في النفوذ الترابي لدائرة إملشيل، بالجنوب الشرقي، إن المساعدات التي قدمتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في الأسبوع الأول من شهر نونبر الماضي، «لم تكن كافية» لمساعدتهم على مواجهة البرد القارس والحصار الذي ضربته عليهم الثلوج الكثيفة التي تساقطت على المنطقة. وأوضح أحد سكان دوار أقا نوانين، الواقع إلى الشرق من إملشيل، أن المساعدات التي تضمنت بطانية وخمسة لترات من زيت المائدة وكيسي دقيق، وزن كل واحد منهما خمسة كيلوغرامات، وكيسين آخرين بكل واحد خمسة كيلوغرامات من الحمص والعدس «لا تكفي لسد رمق أسر بكاملها»، قائلا إن تلك المساعدات «بالكاد غطت حاجيات الأسر المستفيدة لأيام معدودة»، خاصة أن هذه الأسر تتكون في المعدل من ستة إلى ثمانية أفراد. واستغرب السكان، الذين قابلتهم «الصباح»، كيف أن منطقة تحاصرها الثلوج لمدة أشهر لم تتلق من المساعدات التي تغنت بها شاشات التلفزيون الوطني إلا «كميات هزيلة». إلى ذلك، ذكر مصدر محلي أن المروحية التي استخدمت في نقل المساعدات الغذائية إلى سكان الدواوير المحاصرة بالثلوج «كانت صغيرة الحجم وكانت تنقل كميات قليلة جدا من المساعدات، ما اضطرها إلى القيام بعدة طلعات إلى الدوار نفسه». وفي السياق ذاته أكد سكان دوار أقا نوانين أن نصيبهم من المساعدات «لم يتم توزيعه بالكامل عليهم»، موضحين أن ما تبقى من تلك المساعدات «احتفظ به ممثلو السلطات المحلية»، وهو ما دفع السكان إلى الاحتجاج على هذا السلوك، مطالبين بإعادة توزيع ما تبقى منها.وعاينت «الصباح»، صباح الجمعة الماضي، سيارة صغيرة الحجم تابعة للسلطات المحلية تتوجه إلى أقرب نقطة من دوار أقا نوانين المحاصر بالثلوج لتسليم السكان ما تبقى من أغطية ومساعدات غذائية، بعد مرور أكثر من أسبوع على تسليمهم الشطر الأول منها.وقال لحسن أوعبو، وهو موظف بالجماعة القروية لإملشيل وفاعل جمعوي، إن تحرك ممثلي السلطات المحلية لتسليم ما تبقى من المساعدات «لم يكن ليتم لو أنكم (يقصد فريق الصباح) لم تحضروا لتغطية معاناة سكان المنطقة من البرد» المصحوب بتساقطات ثلجية كثيفة. وأكد أعبو أن آلاف السكان بالدواوير الواقعة فوق قمم وعلى سفوح جبال الأطلس الكبير الشرقي «ما زالوا يعانون في صمت نظرا لهزالة المساعدات وقلة موارد السكان وصعوبة تضاريس المنطقة التي تحد من تنقلهم في حال سقوط كميات كبيرة من الثلوج». وجدير بالذكر أن سكان دواوير إملشيل يعيشون يوميا معاناة حقيقية بسبب الحصار الذي تضربه عليهم الثلوج، فعلاوة على قساوة الطقس يضطر سكان أقان وانين ودوار إيمي ن تاقات إلى قطع مسافة تسعة كيلومترات في حوالي خمس ساعات على ظهور البهائم (البغال خصوصا)، ذلك أن الكثير من المسالك التي اتخذوها طرقا بين قمم الجبال غطتها الثلوج ومياها الذائبة، وهو ما أصبح يضطرهم إلى اتخاذ مسالك أكثر وعورة، أو البقاء محاصرين إلى حين ذوبان الثلوج أو انتظار مساعدات إنسانية ترميمها لهم مروحيات الدرك الملكي.محمد أرحمني (موفد الصباح إلى إملشيل)(ربورتاج عن الوضعية في إملشيل في عدد الغد)

رجال سلطة “يتقاسمون” مساعدات محاصري الثلوج بإملشيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعفاء الفرق المغربية من الدور التمهيدي

الهمة لبنكيران: عفا الله عما سلف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات