إقـبـال كثـيـف فـي ثـانـي يـوم لافـتـتـاح “مـوروكـو مـول”

المركز فتح أبوابه في وجه "خاصة الناس" قبل العموم رغم الزخات المطرية التي لا تتوقف إلا لتنهمر من جديد، ورغم البرد القارص الذي يلسع كأنه شحنات كهربائية طائشة، كان سكان العاصمة الاقتصادية يتوافدون بالعشرات على أكبر مركز تجاري في القارة السمراء بأسرها، الممتد على مساحة 250 ألف متر مربع بالمنطقة السياحية الراقية والفاخرة عين الذئاب. الوافدون على «موروكو مول» حلوا بالعشرات. اصطفوا في طوابير طويلة أمام مداخل المركز التجاري. آثار الإقبال الكثيف تلمحها عين الزائر بمجرد أن تطأ قدماه محيط المركز الشاسع. الكثير من السيارات مركونة على جنبات الطرق التي تقود إلى المجمع الذي يحتضن أكبر تجمع للعلامات التجارية العالمية الفاخرة.الكثيرون وجدوا صعوبة في إيجاد مكان لركن سياراتهم. منهم من عاد أدراجه إلى فضاء قصي عن المركز التجاري ليركن سيارته ويقصده راجلا. رجال الشرطة بمعاطفهم السميكة والداكنة اللون منتشرون تقريبا في كل محيط «موراكو مول». بعضهم ينظم حركة السير وآخرون يحولون دون ركن بعض السائقين سياراتهم في أماكن من شأنها أن تعيق انسياب حركة المرور.الأنوار القوية المنبعثة من شاشة عرض عملاقة منصوبة على واجهة المركز التجاري تخطف الأبصار، تعرض أسماء الماركات التجارية التي تتوفر على أجنحة داخل المركز، وتعد «عامة الناس» بتاريخ الافتتاح.شباب وشابات، أطفال ونساء ورجال، عائلات وأزواج وعشاق يتأبطون أذرع بعضهم. فتيات في تنورات قصيرة غير آبهات بالبرد القارص والذي يعبث بخصلاتهن الحريرية ويداعب تنوراتهن المنحسرة عن الركبتين. كلهم كانوا يصطفون عند سياجات تحيط بالمدخل الرئيسي للمركز، الذي صُنف، قبل أن يفتتح، الخامس عالميا ضمن قائمة لا يتعدى المتنافسون فيها العشرة، وهم يحملون في أيديهم بطائق أو دعوات، ما كان لهم أن يدلفوا إلى المركز دونها. داخل المركز التجاري الأكبر من نوعه في إفريقيا، والذي تقف وراءه سلوى أخنوش حرم الثري السوسي ووزير الفلاحة السابق عزيز أخنوش، تنتصب مجموعة من الديكورات المصنوعة من الأزهار والورود والحشائش الطبيعية تغري الزوار بالاصطفاف إلى جانبها لالتقاط الصور. ماركات الألبسة والأحذية العالمية تستقبل الكثيرين وتغري بالتسوق. بعض الشباب والفتيات يهمون بمغادرة الفضاء الشاسع للمركز وهم محملون بأكياس تسوق لمجموعة من ماركات الألبسة الأمريكية والإسبانية والألمانية. أطفال يمرحون ابتهاجا وسرورا بالأنوار الساطعة والمتعددة الألوان التي ترسلها الكثير من المصابيح التي لا تتوقف حركاتها عن بعث الحياة في أجنحة «موروكو مول» الفسيحة. بضع خطوات إلى داخل المركز وينتصب حوض عملاق للأسماك، يأسر منظره ومشهد الأسماك تسبح داخله الكبار والصغار. الكثير منهم يتطلع إلى الحوض بانبهار شديد، وآخرون يلتقطون لبعضهم صورا لتخليد ذكرى أول زيارة لأول وأكبر مجمع تجاري بالمغرب والقارة الإفريقية بأكملها.الأدراج الكهربائية لا تتوقف عن الحركة صعودا وهبوطا وفي طريقها تنقل المزيد من الزوار إلى الطابقين الأول والثاني، حيث تنتشر محلات أخرى للألبسة، سواء للكبار أو الصغار أو النساء، والمطاعم والمقاهي العالمية. في ردهات المركز تنتشر كذلك الكثير من المجالس وُضعت رهن الزوار الذين سينال منهم التعب والعياء جراء «تمشيط» مساحة المركز العريضة والطويلة. المجالس تتكون من كراس وأرائك تبعث في نفوس الذين نال منهم كلل الطواف بين المحلات التجارية المترامية الأطراف رغبة الجلوس. وإضافة إلى مجالس الاستراحة، توجد بهذه الردهات مقاصف لتناول وجبات خفيفة من فناجين قهوة وعصائر وحلويات.المركز، الذي انطلقت أشغال بنائه في سنة 2007، يضم تقريبا من كل فن وذوق طرفا. فبه محلات لماركات عالمية فاخرة للساعات والعطور، وأجنحة لماركات للألبسة والأحذية الرياضية والعادية، وأخرى لمواد التجميل، وفروع ماركات عالمية للترفيه والتسلية.بعض الأجنحة بالطابقين الأول والثاني خصصت لعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية المغربية سواء منها ألبسة الرجال أو النساء، وهي المحلات التي عاينت بها «الصباح» إقبالا كبيرا على غرار محلات الألبسة العصرية العالمية، ولاحظنا كذلك ان غالبية المترددين على المحلات من الأزواج.«روتانا كافي»، وهي فرع لسلسلة مقاهي روتانا، افتتحت فرعها بحفل غنائي صاخب نشطته المغنية اللبنانية ميلسا، التي استقطبت الكثير من الزوار والزائرات إلى حفلها، وهو حفل أحيته وهي تتشح بقفطان مغربي أصيل.وبمجرد أن أعلنت عقارب الساعة حلول الساعة العاشرة تردد في الفضاء الشاسع لـ"موروكو مول" صوت أنثوي عذب يقول «زوارنا الأعزاء نشكركم على زيارتكم ونخبركم أن محلات موراكو مول ستقفل أبوابها في الساعة العاشرة، فيما ستستمر المطاعم في استقبال زبائنها إلى حدود الحادية عشرة ليلا»، الصوت الأنثوي ردد هذا الإخطار باللغتين الإنجليزية والفرنسية أيضا، ذلك ان «موراكو مول» استقبل كذلك الكثير من السياح أوربيون وأسيويون.العاشرة والربع ليلا بدأ الزوار يتدفقون على الشارع بعضهم يقصد سيارته المركونة أمام المركز التجاري أو في مكان قصي، أو يبحثون عن سيارة أجرة يحتمون داخلها من البرد القارس الذي ازدادت حدته مع تقدم الليل. بعض الزوار تنازل عن معطفه لرفيقته وآخرون سارعوا الخطى ليكونوا من السباقين لاستقلال سيارة أجرة صغيرة... محمد أرحمني

إقـبـال كثـيـف فـي ثـانـي يـوم لافـتـتـاح “مـوروكـو مـول”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نفوق آلاف الدواجن في ضيعات بمراكش

بشار ينفي الضلوع في عمليات القتل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات