الجارة الشرقية تطرد مهاجرين قاصرين إلى الصحراء بعد تعريضهم للضرب ومنع الماء عنهم وصفت منظمة العفو الدولية، في تقرير صدر مساء أول أمس (الاثنين)، أسلوب طرد الجزائر مهاجرين من جنوب الصحراء بـ «القمعي والعنصري»، بعد ترحيلها ألفين منهم قسرا وتركهم في الصحراء يعانون العطش والجوع. وقالت «أمنستي» إن الجزائر شنت حملة قمعية قائمة على التمييز ضد الأجانب، وأوقفت تعسفا بالعاصمة الجزائرية أكثر من ألفي مهاجر، ورحلتهم، طيلة ثلاثة أسابيع، قسرا إلى النيجر ومالي، منهم 300 قاصر و25 طفلا غير مصحوبين بذويهم، تحت إشراف الشرطة والدرك الجزائريين. وكشفت تحريات منظمة العفو الدولية أن عمليات الإيقاف تمت بناء على استهداف عنصري، ل«أن السلطات الجزائرية لم تحاول التأكد مما إذا كان من حق هؤلاء المهاجرين الإقامة في البلاد أم لا، سواء عن طريق فحص جوازات سفرهم أو باقي الوثائق، علما أن بعضهم يملكون تأشيرات دخول سارية المفعول»، ما دفع هبة مرايف، مديرة البحوث لشمال إفريقيا بالمنظمة إلى القول إنه «لا يوجد مبرر لطرد مئات الأشخاص قسرا، بناء على لون بشرتهم أو بلدانهم الأصلية المفترضة، وهو ما يعتبر استهدافا عنصريا جماعيا، ونظرة تمييز متجذرة للسلطات الجزائرية تجاه المهاجرين». وتأتي الموجة الأخيرة من ترحيل المهاجرين، حسب تقرير «أمنستي»، بعد أسابيع فقط من طرد أزيد من ألف نيجري، في الوقت الذي صرح مدير ديوان رئيس الجمهورية «أن المهاجرين مصدر إجرام وعمليات التهريب غير المشروعة، بما في ذلك للمخدرات»، كما جرى تحميل المهاجرين مسؤولية انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة، واتُّهموا بالاستيلاء على وظائف الجزائريين، وأصدرت وزارة النقل الجزائرية أمرا يحظر على المهاجرين ممن لا يحملون وثائق رسمية استخدام وسائل النقل العام. وتأكدت منظمة العفو الدولية من صدق محتوى أشرطة فيديو تتضمن أدلة، وجمعت إفادات من شهود عيان لعمليات الطرد، كما قابلت مهاجرين مرحلين، وموظفين تابعين لمنظمات إنسانية دولية ومحلية في الجزائر والنيجر ومالي. وأبلغ مهاجرون معتقلون منظمة العفو الدولية بمصادرة جوازات سفرهم، وتعرضهم للضرب أثناء احتجازهم، وحرمانهم من الرعاية الطبية. كما احتجز مئات، على أيدي الدرك الجزائري في ظروف سيئة في مخيم يديره «الهلال الأحمر الجزائري» بضواحي العاصمة، وأجبروا على النوم على الأرض، دون فراش أو غطاء لليلتين، وحرموا من الماء، وكل ما حصلوا عليه كان الخبز والسمن النباتي، ومنعوا من التحدث إلى الممثلين القنصليين لبلدانهم، منهم أكثر من مائة امرأة و200 قاصر». ونقلت الجزائر آخرين ليلا في حافلة إلى مخيم يخضع لإشراف الدرك الجزائري في «تامنراست»، في الجنوب الجزائري، ثم أرغموا على اجتياز الحدود إلى النيجر سيرا على الأقدام في الصحراء لمدة فاقت ست ساعات، ومنهم 90 طفلا من غينيا ومالي وكوت ديفوار والسنغال وبوركينا فاسو ونيجيريا والنيجر وليبيريا والكامرون وسيراليون. وقالت المنظمة الدولية إنه رغم توقيع الجزائر على «الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم»، التي تحظر الطرد الجماعي للعمال المهاجرين وأسرهم، بغض النظر عن وضعهم، إلا أنها لا تلتزم بها، كما لا تحترم المادة 12 من «الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب» التي تحظر الطرد الجماعي للمهاجرين. خالد العطاوي