قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بتطوان، زوال أول أمس (الخميس)، إيداع موثق وعدل السجن المحلي، في انتظار جلسة التحقيق التفصيلي التي سيتم تحديدها في قضية النصب العقاري المعروفة بقضية "الكواز"، والتي يتابع فيها مجموعة من الأشخاص، في ملف متشعب ومتشابك، قد يستمر النظر فيه مدة طويلة. وقرر قاضي التحقيق، في الجلسة ذاتها أيضا، متابعة زوجة الموثق في حالة سراح بعد إيداعها كفالة مالية تقدر بعشر ملايين سنتيم ضمانة لحضورها، مع فرض المراقبة القضائية عليها ومنعها من السفر لخارج المغرب. وقرر القاضي نفسه متابعة باقي المتهمين في حالة سراح دون أي تحفظ أو منع من السفر، بعد ساعات طوال من الاستماع إليهم، وهم على التوالي، عدلان ينتميان لتراب محكمة تطوان، ومحافظ سابق بمنطقة المضيق، وموثق آخر متهم في القضية ذاتها. وعلمت "الصباح" من مصدر مطلع، أنه تقرر عقد جلسة بالغرفة الجنحية الأربعاء المقبل، بهدف النظر في الطعون المقدمة ضد قرارات قاضي التحقيق، وعلى رأسها إلغاء قرار الإيداع في حق الموثق وعدول موجودين بالسجن المحلي بتطوان. في السياق ذاته، تغيب أحد المتهمين الذي كان منتظرا الاستماع له، بسبب عدم التبليغ، وهو من أسرة المتهم الرئيسي "محمد الكواز"، وواحد من ضحايا هذا الملف الذي يعد بالكثير من المفاجآت، خاصة في ظل غياب بعض المتهمين ومحاولة البحث عن أكباش للتضحية بهم إرضاء لبعض الأطراف، وفق ما كشفته مصادر مطلعة. وكان عدد من الموثقين أعضاء من الهيأة الوطنية للموثقين والهيأة المحلية لمحكمة الاستئناف قد حضروا لمحكمة الاستئناف، صباح اليوم نفسه، لمؤازرة زميلهم، مطالبين النيابة العامة وقاضي التحقيق الأخذ بعين الاعتبار مركزه الوظيفي والضمانات الكافية التي تؤهله للحضور. وتعود فصول القضية لـ "ماي 2015″، حينما انكشفت واحدة من أكبر عمليات النصب التي راح ضحيتها عدد من المواطنين من تطوان وخارجها، حين تبين لهم أنهم اشتروا شققا بيعت أكثر من ثلاث مرات، ببعض الإقامات السكنية، خاصة بالمركب السياحي "واد المالح" بمرتيل، لتبدأ عمليات الاستيلاء على المنازل، قبل أن يتبين أن جزءا منها محفظ فعلا لصالح بعض الزبناء الذين أنقذهم الموثق، فيما ضاعت حقوق آخرين كانوا يتعاملون بشكل مباشر مع “محمد الكواز" الذي تمكن من الفرار إلى الديار الإسبانية مباشرة بعد انكشاف فضيحته. وأوقفت عناصر "ديستي"، بتنسيق مع عناصر الشرطة القضائية بتطوان، في شهر يونيو الماضي، بالعرائش، المنعش العقاري المتابع في واحدة من أكبر عمليات النصب العقارية، التي عرفتها تطوان، بعد أن تمكنت من تحديد موقعه عبر تقنية تحديد الأماكن عن بعد. يوسف الجوهري (تطوان)