أوباما: الديمقراطية أهم من فوز الإسلاميين

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية : علينا أن ننتظر كيف سيتصرف حزب العدالة والتنمية قبل الحكم عليه. أوضح الكاتب الصحافي الأمريكي باتريك كودنوف لموقع "سي إن إس نيوز.كوم" الذي تمتلكه ميديا ريسورش سانتر أن إدارة إدارة أوباما ترى أن "العملية الديمقراطية أهم بكثير من فوز الإسلاميين في الانتخابات بالبلدان العربية"، مستسهلة، حسب الكاتب أن أحداث الربيع العربي ستمكن الإسلاميين من التربع على رأس السلطة بكل بلدان شمال أفريقيا. ويبدو أن الإخوان المسلمين بجمهورية مصر العربية سينضمون إلى هذه الموجة بفوز ساحق في الانتخابات البرلمانية التي بدأت الاثنين الماضي، والتي ستعقد على مراحل طيلة الأسابيع الستة المقبلة. ويبدو هذا واضحا من خلال التصريح الذي صرح به جناح الإخوان المسلمين السياسي المنتمي لحزب الحرية والعدالة، إذ قال إننا نعتبر هذه الانتخابات بمثابة بوابة مباركة ستعبر مصر من خلالها إلى بر الأمان، لكي تنعم بسلام الديمقراطية، ومن تم نقل السلطة إلى الشعب المصري . وفي هذا الصدد، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، حينما سئل في مؤتمر صحافي عن الانتخابات واحتمال فوز الإسلاميين إن المبادئ هي ما يهم ويشغل سيادة الرئيس، وليس الأحزاب، فنحن نأخذ بعين الاعتبار، حينما نتحدث عن الانتخابات ونتائجها، سواء بجمهورية مصر العربية أو غيرها من البلدان، معايير لها علاقة بمدى احترام هذه الأحزاب لحقوق الإنسان وللعملية الديمقراطية ومدى استعدادها لنبذ العنف وإدراج واحترام الأقليات في هذه العملية. ومن الظلم والحيف أن نحكم على حزب له خصوصيته في انتمائه الديني، على أنه لن يكون قادرا على تطبيق مبادئ الديمقراطية وأسسها، لأن الوقت مازال مبكرا، مادامت الوقائع لم تثبت ذلك بعد.ويرى كارني أنه لا يجب استباق الأحداث والحكم مسبقا على حكومة أو برلمان بدآ لتوهما، ولابد من السماح للعملية من أن تأخذ مجراها ووقتها، مع استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعم مبادئ الديمقراطية، وإشراك المدنيين في الحكم، وبعد ذلك، سيتم الحكم على من تم تنصيبهم على رأس الحكومات من خلال ما ستسفر عنه قراراتهم ومجهوداتهم، فالمهم إعطاؤهم الوقت لينفذوا وعودهم ويحولوها إلى واقع.كما يشاطر مارك تونير المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جاي كارني في تصريحه، قائلا لقد كنا واضحين منذ البداية في موقفنا تجاه الإخوان المسلمين، فنحن سنرحب بهم كطرف في العملية السياسية، إذا التزموا بالعملية الديمقراطية".ويرى كاتب المقال أن الوضع في بلدان شمال إفريقيا لا يستقر على حال، فهو في تغير مستمر، فمثلا، دفعت الاحتجاجات المبكرة بالجزائر الحكومة إلى إعلان بعض الإصلاحات، بما في ذلك التعديلات الدستورية التي تهدف إلى منع حدوث انتفاضة. وفي شهر أكتوبر الماضي، قام الإسلاميون بدعوة الجزائريين إلى المطالبة بإغلاق جميع الحانات والمتاجر التي تبيع المشروبات الكحولية، وكأنهم يستعرضون عضلاتهم أمام الحكومة.وحينما سئل تونير الاثنين الماضي عن الانتخابات البرلمانية بتونس، وما أسفرت عنه من فوز لحزب النهضة أجاب لقد قال حزب النهضة العديد من الأشياء التي تحسب لصالحه، وتعتبر مشجعة له في المستقبل. وبخصوص فوز حزب العدالة والتنمية بالمغرب، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قائلا يجب علينا أن نتريث، وننتظر لكي نرى ما سيحدث، وكيف سيتصرف هذا الحزب من خلال التصريحات التي يدلي بها علنا، وكذلك كيف سيسير الحكومة الجديدة .وحينما سأل أحد الصحافيين تونير عما إذا كانت الإدارة الأمريكية مرتاحة لصعود الأحزاب الإسلامية إلى السلطة بمختلف بلدان العالم العربي، رد بنوع من الدبلوماسية قائلا: أعتقد أن ما رأيناه حتى الآن، هو تغيير شامل يجتاح مختلف أنظمة المنطقة، ما قد يؤدي في اعتقادنا إلي إصلاح ديمقراطي حقيقي، كنا منذ فترة طويلة نرى أنه ضروري للكثير من هذه البلدان، وها هو قد بدأ يطفو على الساحة.وبعد اجتماع مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوربي في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي، قال الرئيس أوباما للصحافيين :قضينا وقتا طويلا في مناقشة الكيفية التي يمكننا أن ندعم بها ما يحدث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وارتأينا أنه لا بد من أن نستمر في تشجيع الديمقراطية، وتشجيع الشفافية، والاستمرار أيضا في تشجيع التنمية الاقتصادية، لأننا اتفقنا على أن ما يحدث بكل من مصر وتونس وليبيا ليس مجرد قضايا سياسية، بل هي قضايا تمس الاقتصاد، ومن تم، فإنه لابد من أن نبذل كل ما في وسعنا لإعطاء المزيد من الفرص للشباب.’’واعتبرت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن الحكم على الإسلاميين بأنهم غير قادرين على السير قدما بالديمقراطية، هو بمثابة إهانة خطيرة وخاطئة، لأن ما يهم على حد قولها هو الالتزام بمبادئ الديمقراطية وليس تسميات الأحزاب وانتماءاتهم الدينية، لأن هذا أقل أهمية، ويمكن القول إن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي اعتراض ولا أحكام مسبقة سلبية على تولي الأحزاب الإسلامية السلطة بمختلف بلدان العالم العربي، مادامت ستأخذ بعين الاعتبار وضمن حساباتها احترام حقوق الإنسان العالمية، وحقوق المرأة وحقوق الأقليات، والحق في المحاكمة العادلة، والحق في الشفافية كما أشارت إلى ذلك فيكتوريا نيولان، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية. ترجمة نوال شيحي (صحافية متدربة)

أوباما: الديمقراطية أهم من فوز الإسلاميين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتدى "انتصارات الصحافة" بليون الفرنسية

الأحرار على صفيح ساخن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات