3 أسئلة

التوتر له علاقة باضطرابات المجتمع في نظركم، ما هي الأسباب التي تؤجج حالة التوتر أو «الستريس» لدى المغاربة؟بصفة عامة، بمجرد ما تلقى المسؤولية على عاتق الإنسان، بعدما كان والداه يتحملانها عنه عندما يكون طفلا أو مراهقا، لكن بمجرد أن يحصل على شهادة الباكالوريا التي تؤهله إلى دخول مرحة يتعين عليه فيها أن يدبر أموره بنفسه، ويصنع لنفسه مكانة خاصة يعمل على الحفاظ عليها، يصطدم بالتوتر والقلق.وفي التحليل النفسي، هناك ثلاثية تفسر ارتفاع درجات التوتر، الثلث الأول أصله اضطرابات نفسية، والثاني، عائلي، فيما الثلث الثالث يتعلق بالمجتمع. ففي ما يخص الثلث النفسي، فهو يخص حالات الاكتئاب أو النرفزة أو انعدام العاطفة أو تركيبة شخصية يغلب عليها الكره، فعندما لا يستطيع المرء الاندماج في المجتمع وينسج علاقات صداقة ويحافظ عليها، هذا النوع من الاضطرابات يجعل للشخص الذي يعانيه قابلية أكثر للقلق والتوتر، أي أن أي خبر أو معلومة بسيطة، ترفع وتيرة توتره لأن له قابلية أصلا للقلق والاضطراب. وهذا يوضح أن المناعة النفسية لدى بعض الأفراد تجعلهم يتحملون القلق الطبيعي.. لكن هناك نوعا من التوتر يقول المختصون إنه توتر إيجابي، ما تفسيركم؟أكيد هناك نوعا من التوتر، يمكن أن نصفه بالطبيعي، ذلك أن هناك مهنا يعيش أصحابها داخل أجواء أكثر توترا، مثل التمريض والشرطة والتجارة وغيرها من القطاعات التي بها نسبة أعلى من التوتر، لكنه توتر طبيعي. وبالتالي، فكما قلت سابقا، الأشخاص الذين تكون لديهم مناعة نفسية، لا يؤثر فيهم التوتر الناجم عن المجتمع، سيما إذا كانت أسرتهم تساندهم على التحمل، أي أنها أسرة بدون مشاكل، يربط التآزر بين أفرادها، إذ أنهم يتحملون التوتر الناجم عن الاكتظاظ بوسائل النقل وصخب الشارع وما إلى ذلك. ألا توجد وصفة «سحرية» تمنع «الستريس» أو على الأقل تحد منه؟لا يوجد حل يعطي نتائج مرضية بنسبة مائة في المائة، ذلك أنه حتى لو تم علاج الثلثين المتعلقين بالاضطرابات النفسية والعائلية، يجد الشخص نفسه أمام جدار المجتمع.لكن، أعتقد أن الدولة عليها أن تتحمل جانبها من المسؤولية، إذ لا يمكن أن نطلب من المواطن تحمل هشاشة البنيات في المجتمع، فمثلا إذا تعرض إلى حادثة أو أراد العلاج أو الخضوع إلى عملية، تهمله مؤسسات التأمين، أو تطالبه بجرد لائحة الأمراض المزمنة التي يعانيها، هذا دليل على أن المواطن خارج برامج الدولة، وهذا يجعله يعيش ضغطا مضاعفا. مامون مبارك الدريبي: أخصائي في التحليل والعلاج النفسيأجرت الحوار: هجر المغلي

3 أسئلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ممرضون وأمنيون وصحافيون وقضاة ضحايا "الستريس"

الكحول والكافيين والتدخين... ثلاثي الرعب

مقالات ذات صلة