اهتمام إسباني بانتخابات 25نونبر

وصفتها وسائل إعلام بأهم استحقاقات في تاريخ البلد منذ الاستقلال أولت وسائل الإعلام الإسبانية اهتماما كبيرا لتغطية الانتخابات التشريعية المغربية، التي تأتي بعد أقل من أسبوع على انتخابات مماثلة شهدتها اسبانيا وفاز فيها الحزب الشعبي بأغلبية المقاعد البرلمانية. ويأتي هذا الاهتمام بالنظر إلى الظرفية الإقليمية التي تعرفها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأيضا لأن هذه الانتخابات التشريعية هي الأولى من نوعها بعد اعتماد الدستور المعدل، مما دفع جريدة «إل باييس»، أكبر الجرائد الاسبانية من حيث المبيعات، إلى وصفها بالانتخابات الأهم في تاريخ المغرب منذ الاستقلال.وركزت الصحف الإسبانية اهتمامها على الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية، «الحزب الإسلامي المعتدل»، كما وصفته جريدة «إل باييس»، التي تحدثت عن السيناريوهات المحتملة للتحالفات التي سيشكلها الحزب لكي يتمكن من قيادة الحكومة المقبلة، إذ يظل حزبا الكتلة، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال الأقرب لهذا التحالف، بالإضافة إلى أحزاب أخرى، في ما عدا حزب الأصالة والمعاصرة الذي يظل المستبعد الأكبر من تحالف التشكيلة الحكومية، التي سيرأسها حزب العدالة والتنمية، وسيكون رئيس وزرائها، الأقوى في تاريخ المغرب.واستحضرت الجريدة الفوز الذي حققه حزب النهضة في الانتخابات الأخيرة بتونس، واعتبرت فوز حزب العدالة والتنمية الثاني من نوعه لحزب إسلامي في شمال إفريقيا، بعد نظيره التونسي الذي حقق 41.5 في المائة من مجموع الأصوات.وعن طريق مبعوثتها الخاصة إلى المغرب، تحدثت جريدة «أ بي ثي» عن التحالفات التي بدأت الأحزاب في نسجها مباشرة بعد الانتخابات، باعتبار أنه من المستبعد أن يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة في ظل القانون الانتخابي الحالي، وبالتالي فإن التشكيلة الحكومية ستضم، بالإضافة إلى «الإسلاميين الذين حصلوا على الأغلبية النسبية، أحزابا أخرى ستتحالف معهم».واعتبرت جريدة «أ بي ثي»، قبيل الإعلان عن نتائج الانتخابات، أن على مدريد والرباط إعادة النظر في علاقاتهما بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في البلدين.وأضافت الجريدة أن» على الحكومة الجديدة التعامل مع حكومة راخوي. العلاقات الثنائية ستكون معقدة، رغم أن حزبي الاستقلال، كما الحزب الشعبي الاسباني، يرتبطان بعلاقات وثيقة باعتبارهما عضوين في الديمقراطية العالمية للوسط».وعلى خلاف التوقعات الكثيرة للإعلام الاسباني التي تحدثت عن نسبة مشاركة ضعيفة في انتخابات 25 نونبر لا تتعدى تلك المسجلة في انتخابات سنة 2007، فإن «نسبة المشاركة لم تكن كذلك»، حسب الجريدة نفسها، التي أكدت أن النسبة هذه السنة فاقت بحوالي 8 في المائة تلك المحققة في 2007، وإن كان فقط 13.6 مليون مغربي من 21.5 مليونا في سن التصويت، مسجلين في اللوائح الانتخابية.وعلى غرار الصحافة المكتوبة، أولت وسائل الإعلام السمعية البصرية الإسبانية، اهتماما خاصا للانتخابات التشريعية المغربية، من خلال عرض تقارير مستمرة لموفديها إلى الرباط، لمواكبة آخر أخبار وتوجهات الناخب المغربي.واعتبر الباحث في مؤسسة «إلكانو» الملكية، هيثم أميرا فيرنانديث، في تصريح للتلفزيون الرسمي الاسباني، أن الانتخابات المغربية الأخيرة هي «اختبار لمدى نجاح النموذج التي سلكه المغرب في ظل موجة الربيع العربي، ومدى رضى المغاربة عليه»، مضيفا أن «اسبانيا تهتم بما يحدث في المغرب لارتباط البلدين بعلاقات جوار وتعاون...وعليها بالتالي، أن تتعرف أكثر على المغرب، وواقعه السياسي والاجتماعي، وأن تعي بأن رياح التغيير وصلت أيضا إلى الجار الجنوبي، وتراجع مواقفها تجاهه». من جانبها، اهتمت الإذاعة الوطنية الإسبانية بالانتخابات التشريعية المغربية، واعتبرت، في برنامج خاص عن المغرب، أنها تدخل في إطار سلسلة من الإصلاحات التي قام بها محمد السادس من أجل «عصرنة البلاد». وواكب البرنامج، عن طريق مبعوثه الخاص إلى المغرب، آخر تطورات نسب المشاركة، والأجواء التي مر فيها الاقتراع.وفي سياق متصل، أبرزت رئيسة الديبلوماسية للاتحاد الأوربي، كاثرين أشتون، والمسؤول الأوربي عن سياسة الجوار، ستيفان فولي، أهمية الانتخابات الأخيرة التي عرفها المغرب، واعتبراها «خطوة هامة في مسلسل الإصلاح الديمقراطي الجاري حاليا في المغرب، والذي أطلقه الملك محمد السادس استجابة للمطالب الديمقراطية للشعب المغربي»، حسب ما جاء في بلاغ مشترك نشرته الصحف الإسبانية.ونوه المسؤولان الأوربيان بمناخ الهدوء والسلام ونسبة المشاركة المرتفعة نسبيا التي طبعت هذه الانتخابات، التي تمت في إطار انتخابي أفضل من سابقيه، بعد التعديل الدستوري الأخير، وأضافا أن «أمام البرلمان والحكومة المنتخبين مواجهة تحدي الدفع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية». صفاء النوينو

اهتمام إسباني بانتخابات 25نونبر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العدالة والاتحاد يفوزان بنصف مقاعد جهة فاس

فرنسا تشيد بالخيار الديمقراطي في المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات