3 أسئلة: العيب أن يظل المريض يعاني في صمت

هل هناك أمراض يستحيي المغاربة من التحدث عنها إلى أقاربهم أو أصدقائهم؟ هناك صنفان أساسيان من الأمراض التي يستحيي المغاربة من الحديث عنها، أولا المشاكل الجنسية، فالمصابون بهذا الصنف من الأمراض ليس من السهل بالنسبة إليهم أن يفاتحوا فيه أقاربهم أو أصدقاءهم أو حتى أنفسهم، وهذا راجع بالأساس إلى التربية الأسرية التي يتلقاها الفرد المغربي الذي لم يعتد الحديث في مثل هذه الأمور، إذ يعتبر أن الجنس يدخل في خانة المسكوت عنه، وإذا كاشف شخص ما الآخرين بمشاكله الجنسية فإن صورته تهتز، وهذا يحدث لكلا الجنسين، وكذلك بالنسبة إلى الأزواج، إذ تكون هناك أحيانا بعض المشاكل الجنسية الخطيرة التي يتم التغاضي عنها حتى تتدهور العلاقة بين الزوجين وينجم عن ذلك الطلاق. والصنف الثاني هو أمراض السرطان، التي يعتبرها المغاربة عيبا و»حشومة» ويستحيون من الحديث عنها، ويتخيلون أنها مرادفة للموت. ويجب أن أشير في هذا السياق إلى أن هناك أيضا فئة الأمراض النفسية التي يتحاشى المغاربة الحديث عنها، لكن في السنوات حدثت مجموعة من التغيرات، إذ صار حوالي 20 في المائة من المرضى النفسانيين يتحدثون عن أمراضهم ويقصدون الأخصائيين لطلب العلاج، الحمد لله بدأ ينتشر الوعي بأن أي اضطراب كيفما كان له علاجه. هل من العيب أن يتوجه المصابون بأمراض نفسية إلى الطبيب طلبا للعلاج؟ليس عيبا أن نتحدث عن الأمراض التي نصاب بها، فالمرء إذا شعر أنه ليس على ما يرام وأن المرض أو الاضطراب الذي أصيب به يسبب له ولمحيطه معاناة عليه أن يتحرك للبحث عن الحلول الناجعة للتخلص من هذه المعاناة سواء كانت مشكلا جنسيا أو مرضا عضويا أو نفسيا أو سرطانا، وأن لا يبقى مكتوف اليدين حتى ينعكس ذلك على صحته وحياته الزوجية. اللي حشومة وعيب هو أن يظل الإنسان يعاني في صمت. وكيف يمكن تشجيع المصابين بأمراض معينة، سواء كانت نفسية أو عضوية، على مكاشفة أقاربهم أو التوجه إلى الأطباء للحديث عنها؟ أولا عليهم التوجه إلى الأطباء ذوي الاختصاص، وليس أن أستشير صديقي أو زميلي... في مشكل صحي ما، وأن يستشيروا الطبيب المختص ويطلبوا منه النصح، وإذا أحس المريض أنه بحاجة إلى مكاشفة أقاربه أو أصدقائه بالموضوع فلا ضير في ذلك، ولا ينبغي أن نأخذ بنصائح الأشخاص الذين ليسوا من ذوي الاختصاص، وهو المشكل المتفشي بشكل كبير في المغرب.وأنا أستحضر حالة مريض يتردد على عيادتي أخبرني أنه كان جالسا في إحدى المقاهي وبمجرد أن هم بتناول الدواء قال له شخص كان يجلس بجواره «لا ينبغي أن تتناول ذلك الدواء»، وعندما سألته هل كان الشخص طبيبا أو مختصا، فأجابني بالنفي. إنه أمر غريب ومحير. لا ينبغي أن نطلب النصح من أي كان. وعلى محيط المريض أن يستمع إليه وأن يشجعه على التوجه إلى الأطباء والكشف على حالته الصحية.أخصائية في المشاكل النفسية والأمراض الجنسية أجرى الحوار: م.أ

3 أسئلة: العيب أن يظل المريض يعاني في صمت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمراض الجنسية قنابل يغلفها الصمت والجهل

أسر تتخلى عن علاج أبنائها المرضى نفسيا وعقليا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات