قيادي “بالبام”: حكومة الفاسي من أضعف الحكومات

قيادي "بالبام": حكومة الفاسي من أضعف الحكومات عبد العزيز بنعزوز يرى أن الحزب ساهم في عقلنة المشهد السياسي عبد العزيز بنعزوز يرى أن الحزب ساهم في عقلنة المشهد السياسي شدد قيادي البام عبد العزيز بنعزوز على أن الاعتقاد الخاطئ الذي تريد بعض الجهات تعميمه من أن التحالفات ينبغي أن تكون بعدية، لم يعد له أساس، مضيفا في هذا الحوار أن الأمر جرى تجريبه لسنوات وكانت النتائج كارثية، بحكومات ضعيفة وعاجزة، وآخرها الحكومة الحالية التي يعتبرها من أضعف الحكومات، وخلص بنعزوز إلى أن التحالفات ينبغي أن تكون قبلية مبنية على قاعدة مشروع وبرنامج مشترك، أما التحالفات البعدية فتبنى على قاعدة الإرضاء وجبر الخواطر، الذي يفرز، حسب رأيه، هندسة حكومية مطبوعة بالضعف وعدم الانسجام بين مكوناتها. في ما يلي نص الحوار: كيف ترى ترشيحك لأول مرة للانتخابات التشريعية في دائرة الحي المحمدي، وما خصوصيات هذه الدائرة سياسيا واجتماعيا؟ قرار ترشيحي للانتخابات اتخذ بعد تفكير عميق وبعد مشاروات واسعة مع رفاقي في قيادة الأصالة والمعاصرة. اقترح علي الإخوان أن أترشح للانتخابات في وقت كنت أرى فيه أن موقعي الطبيعي هو خدمة الحزب، بصفتي المسؤول عن التنيظم وطنيا والتفرغ لإعادة بناء الحزب إلى جانب رفاقي، خاصة بعد الأحداث التي وقعت منذ الانتخابات الجماعية لسنة 2009. لكن الإخوان أقنعوني بالترشح لانتخابات 25 نونبر لما تشكله من أهمية في تقوية دعائم المغرب الديمقراطي الحداثي بعد الاستفتاء على الدستور، فقررت الترشح بالحي المحدي لسببين، أولا أنا مغامر شيئا ما، خاصة أنني أترشح في دائرة سأتواصل مع سكانها لأول مرة، وبالتالي يوجد هامش من المغامرة المحسوبة. السبب الثاني هو أنني ارتأيت أن أترشح في دائرة ذات تاريخ حافل مشترك للمغاربة، وأعتبر أننا كلنا مدينون لهذه المنطقة، التي أعطت الكثير للمغرب ولم تنل بالمقابل ما تستحقه. منطقة الحي المحمدي أعطت مناضلين ومقاومين كان لهم دور مهم في الاستقلال وفي ثورة الملك والشعب سنة 1953، ثم في النضال الديمقراطي بعد ذلك. كانت المنطقة مشتلا لإنتاج أعلام شامخة في كل مجالات الفن والرياضة والسياسة، خاصة مناضلي القوى الحية في البلاد الذين كان لهم دور في مسار النضال الديمقراطي. وأنا واثق من أنني أندمج بسهولة مع سكان الحي المحمدي، التي كما قلت كان لها دور كبير في معالجة الأزمات التي عرفتها بلادنا، وأعتبر أن هذه المنطقة لم تنصف بشكل عادل. لدي تعاطف كبير مع هذه الدائرة، وأطمح إلى المساهمة مع القوى الحية والسكان لإعادة الاعتبار إليها، ولإحياء الذاكرة المشتركة بها. مع الأسف، واجهت منطقة الحي المحمدي عددا من المحاولات التي كانت تستهدف طمس هذ الذاكرة وتاريخها الحافل، من خلال عدد من الإشارات القوية، ومن ضمنها أن المنطقة احتضنت معتقلا سيء الذكر، درب مولاي الشريف. طموحنا اليوم بعد صدور توصيات هيأة الانصاف والمصالحة هو إنجاز عمل جبار كفيل بإعادة الاعتبار إلى المنطقة، إذا ما حظيت بثقة الناخبين. وانا كلي ثقة بعد أيام من الحملة، والتواصل الذي أجريته مع السكان، أن الأمور تأخذ مسارها العادي، إذ لقيت ترحابا واستقبالا من طرف السكان، وتأكدت اليوم من أن السكان يختزنون طاقة هائلة من أجل المساهمة في التغيير وخدمة المشروع الحداثي الديمقراطي الذي يحمله حزب الأصالة والمعاصرة. هل ترشيحك نضالي فقط، أم أنك تطمح فعلا إلى نيل مقعد برلماني؟ بالنسبة إلي، الترشيح كيفما كان نوعه هو نضالي. ترشيحي مكنني من لقاء السكان، وإيصال الخطاب السياسي للحزب، الذي هو خطاب مناضل يدعو إلى التغيير وتعبئة الناس من أجل قطع دابر الفساد في البلاد، ومهمة الديمقراطيين والحداثيين في بلادنا هو القطع مع الفساد والظلامية، لأنهما يشكلان معا عرقلة للتطور الديمقراطي بالبلاد. هل ترشيحك إلى جانب وجوه جديدة في الحزب هو انتصار للأرضية التأسيسية للبام ؟ ترشيح الحزب لكفاءات جديدة هو انتصار للمشروع الأصلي للاصالة والمعاصرة الذي بني على ممارسة السياسة بشكل مغاير، وعلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي واسترجاع الثقة في مؤسسات الدولة والنخب، وتعبئة المواطنين للمشاركة في العمل السياسي. إذن، فهذا هو المشروع الأصلي للأصالة والمعاصرة، واليوم أعتقد أن الرأي العام استوعب الرسالة الذكية التي بعثها الحزب من خلال ترشيح وجوه جديدة للانتخابات المقبلة، وتزكية كفاءات وأطر مناضلة، ليس فقط من أجل الترشيح النضالي، بل ومن أجل الفوز بمقاعد بجدارة واستحقاق وبكل نزاهة وشفافية. هل تعتبرون أن «مجموعة الثمانية» هي إعادة انتاج لما كان يطمح إليه حزبكم؟ من بين المهام التي يضطلع بها حزب الأصالة والمعاصرة هو توضيح الرؤية داخل المشهد السياسي الوطني، فالاعتقاد الخاطئ الذي تريد بعض الجهات تعميمه من أن التحالفات ينبغي أن تكون بعدية، لم يعد له أساس، إذ جربنا الأمر لسنوات وكانت النتائج كارثية، حكومات ضعيفة وعاجزة، وآخرها الحكومة الحالية التي اعتبرها من أضعف الحكومات، وبالتالي فهذه التجربة السياسية المريرة جعلتنا نجري تقييما خلص إلى أن التحالفات ينبغي أن تكون قبلية مبنية على قاعدة مشروع وبرنامج مشترك، أما التحالفات البعدية فتبنى على قاعدة الإرضاء وجبر الخواطر، الشيء الذي يفرز هندسة حكومية مطبوعة بالضعف وعدم الانسجام بين مكونات الأغلبية، لأنها تستند إلى تلبية رغبات الزعامات السياسية بشكل أساسي واستوزار الأصهار والأقارب...، «هذا الشي حرام» وإجرام في حق 35 مليون مواطن مغربي، ولايمكننا القبول بمثل هذه الأشياء، لذا قدمنا مشروعا مشتركا ضمن إطار التحالف من أجل الديمقراطية، ونعرف الصعوبات التي تعترض هذا المسار، وحزب الأصالة والمعاصرة مطالب ببذل مجهود جبار، إذ يمكننا تقديم تنازلات لإنجاح هذه التجربة التي من شأنها إعطاء نموذج جديد لتوضيح الرؤية السياسية ببلادنا. ونعتبر أن هذا التحالف يأتي ضمن سياق الفرز الطبيعي للمشهد السياسي الوطني، إذ تلاحظون اليوم أن المشهد السياسي يذهب في اتجاه فرز ثلاثة توجهات كبرى مبنية على اختيارات سياسية أكثر منها ايديولوجية، فهناك القوى المتحالفة اليوم في الشارع التي تنتمي إلى ايديولوجيات ومرجيعات مختلفة، وتضم اليسار الراديكالي والإسلاميين المتطرفين والليبراليين الغارقين في الحريات الفردية، وهو التحالف الذي لم ينتقد من أي جهة. هناك كذلك ما يسمى بالقطب اليمني المحافظ، إذ نشهد مغازلة بين الاتجاه الإسلاموي واليمين المحافظ، وبدورنا نسعى إلى التأسيس للمشروع الديمقراطي الحداثي مع كل من يختار هذا التوجه بقناعات سياسية، وبالتالي فالأمر لايتعلق هنا بمرجيعات بل باختيارات سياسية واضحة. أجرى الحوار: رشيد باحة

قيادي “بالبام”: حكومة الفاسي من أضعف الحكومات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنعيسى يساند "البام" في طنجة

الداخلية فاعل أساسي في العمليات الانتخابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات