يهود الصويرة عشقوا صوت والدي مؤذنا

عبد الرحيم الصويري قال إن التطوير لا يعني التجاوز عبر الفنان عبد الرحيم الصويري عن سعادته بالتكريم الذي سيحظى به ضمن فعاليات مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” بالصويرة. وقال، في حوار أجرته معه “الصباح”، إنه حريص على إبقاء الصلة مع فن الآلة الأندلسية حتى ولو انفتح على أنماط جديدة. كما تحدث عن أشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار. > يستعد مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” لتكريمك في دورته التي تحتضنها الصويرة نهاية أكتوبر الجاري. ما هو إحساسك وأنت تكرم بمدينتك الأصلية؟ > من المؤكد أنه إحساس رائع لا يوصف، خاصة أنني ارتبطت كثيرا بهذا المهرجان وحضرت العديد من دوراته مشاركا بصفة رسمية أو ضيفا، سيما أنه يعد من المهرجانات القليلة التي تعكس وجه التعايش بين الثقافات والأديان في مدينة الرياح، التي ظلت رمزا وعنوانا للتسامح والتصالح مع الذات والآخر والتراث. مشروع التكريم هذا ظل مؤجلا منذ سنوات، خاصة منذ أن اقترح علي أندري أزولاي “ولد البلاد” أن أكون ضيفا مكرما، إلا أن انشغالاتي وسياقات دورات المهرجان السابقة حالت دون ذلك، إلى أن تحدد ذلك رسميا هذه السنة، بفضل إصرار مجهودات وطاقم المهرجان وجمعية “الصويرة موغادور” المنظمة للمهرجان، وكذلك مديره الفني الأستاذ عبد السلام الخلوفي وآخرين. > ماذا يعني لك تكريم الفنان؟ > التكريم بالنسبة إلي ليس نهاية مسار فنان بل بداية جديدة وشحنة معنوية ورمزية تضاف إليه ليبذل المزيد من المجهود، بل ويشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه من أجل أداء رسالته الفنية في إسعاد الآخرين وإدخال الفرحة عليهم. > وماذا تعني لك الصويرة؟ > أجد نفسي مدينا لها باعتبارها المدينة التي نشأت فيها وتشبعت فيها بحب الطرب والآلة الأندلسية والمديح والسماع خاصة أن والدي، رحمه الله، بالإضافة إلى أنه كان مؤذنا، كان ضابط إيقاع مع الجالية اليهودية التي كانت تعيش بالصويرة. وأذكر أن بيتنا كانت تصله جميع أنواع المأكولات من اليهود، أصدقاء والدي، وكانت تروي لنا ذلك والدتي أيضا. وكان والدي مؤذنا، وصومعة المسجد كانت تقع بالقرب من “الملاح”، حيث يقيم اليهود الذين كانوا يستيقظون فجرا لسماع “تهليلاته”. فلما سمعوا صوته طلبوا منه أن يشارك معهم، وذلك ما حصل، بمعنى أن والدي انضم إليهم تلبية لرغبة “الباشا بلمعلم”، الذي نزل عند طلب اليهود. ويوم وفاة والدي، وكان عمري حينها فقط ثماني سنوات، رافقه جميع يهود الصويرة إلى المقبرة، لأنه كان محبوبا لديهم مثلما كان عند بقية الصويريين المسلمين. > أي أنك ورثت عذوبة الصوت من والدك؟ > نعم، وكذلك صقلت مواهبي داخل زوايا ومساجد الصويرة، قبل أن أطور أدائي، بعد انتقالي إلى البيضاء، بالتتلمذ على أساتذة متمرسين بل سادة في مجالهم، مثل الراحل عبد الكريم الرايس ومولاي أحمد الوكيلي ومحمد العربي التمسماني وعبد الصادق شقارة وغيرهم. وعندما أتحدث عن التطوير والتغيير فأنا لا أقصد بذلك أن أتحدى وأدعو إلى تجاوز فن المديح والسماع والآلة الأندلسية بل تطويرها والعيش في كنفها. > لكن كثيرين يعتبرون أن عوالم الأعراس والمهرجانات سرقت عبد الرحيم الصويري من التراث؟ > لا أبدا، فأنا لم أتنكر يوما للموسيقى الأندلسية التي أعتبرها مجالي الأصلي الذي جئت منه، إذا أنها الموسيقى “اللي وكلاتني طرف الخبز” وعن طريقها عرفت وسط الناس، بل إنني حتى في انفتاحي على أنماط أخرى غالبا ما تكون مقطوعات شعبية من التراث. > في الوقت الذي توجد فيه كثير من الدعوات للحفاظ على التراث الأندلسي الأصيل وتراث الآلة، خصوصا مع ضياع “النوبات”، تُتهم بعدم القيام بأي شيء في هذا الصدد، وباختصار الطرب الأندلسي في ما يسمىـ “الانصرافات”؟ > اسم عبد الرحيم الصويري اقترن بتقديم ذلك، تلك عادتي التي أقدم عبرها مقتطفات من التراث المغربي في جميع الحفلات. ولا يمكنني أن أغني نمطا يضم الصنعة ولا يطلبه سوى بضعة مولوعين وسط سهرة عامة تضم المئات، كما أن هذه الانصرافات تساعد على تحبيب الجمهور لهذا اللون الموسيقي، قبل أن تقربه من تفاصيله، وتجذبه بعد ذلك. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > اسمه الحقيقي عبد الرحيم آيت الشلح > مواليد الصويرة في 1957 > من أشهر الفنانين الذين يؤدون موسيقى “الآلة” والملحون والمديح

يهود الصويرة عشقوا صوت والدي مؤذنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خير الله خير الله: تراجع المشروع التوسعي الإيراني

فيديو .. ندوة هيرفي رونار قبل مباراة الغابون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات