فضائح أبطالها أطباء ومصنعو الدواء

مرضى يمولون دراسات سريرية دون علمهم وشركات أجنبية تضرب الدواء الجنيس في وسط الجدل القائم بين الفاعلين في مجال الصحة حول تحديد أسعار الأدوية وما رافقها من نقاط مرتبطة ظلت محل خلاف، مثل التغطية الصحية واستبدال الأدوية وغيرها، ظهر تقرير مجلس المنافسة عن الصناعة الصيدلية، ليميط اللثام عن مجال، يؤكد كثيرون، أنه أصبح ساحة «لسماسرة الدواء». ورصد التقرير، الذي أنجزته مؤسسة «سيس كونسولتان»، عددا من الخروقات والانتهاكات، من أبرزها تواطؤ الأطباء مع مختبرات أدوية لإنجاز دراسات سريرية غير قانونية يمولها المرضى أنفسهم دون علمهم. وينبني التعاقد المعنوي على أساس وصف الأطباء لأدوية جديدة لمرضاهم، وبعد انتهاء العلاج، يرسل الطبيب إلى المختبرات استمارات تضم معلومات شخصية عن المريض، مثل السن والجنس ومدة العلاج والآثار الجانبية للدواء، مقابل هدايا عينية أو مبالغ ما بين 200 و3000 درهم عن كل استمارة، وتصل إلى 1500 درهم بالنسبة إلى من يكشف هوية مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي.ويتم بعد ذلك، حسب التقرير، الاتصال بالمرضى من طرف مختبرات الأدوية، للتأكد من التزامهم بتناول الدواء نفسه، وعدم اللجوء إلى أدوية مختبرات منافسة.وفي الاتجاه نفسه، تستعين مختبرات الأدوية بأطر طبية من أجل «تعقب» مرضى السرطان، ويقوم ممثلو هذه المختبرات، الذين «يقيمون» في أجنحة الأنكولوجيا، حسب تعبير التقرير، بالاتصال بالمرضى مباشرة بعد اكتشافهم خبر إصابتهم بالسرطان، من أجل «توجيههم إلى اختيار العلاج الجيد»، ودفعهم نحو اقتناء أدويتهم.وفي باقي الانتهاكات، رصد التقرير لجوء المصنعين إلى بيانات تظهر «نتائج مالية منخفضة بشكل غير طبيعي وتتناقض مع وضعية المختبرات المعنية في السوق الوطنية، ومع الموارد المالية التي تعبئها في الترويج لأدويتها». ويضيف التقرير، أن هذه الانتهاكات، التي تقف وراءها مختبرات تابعة لشركات متعددة الجنسيات، يمكن أن تخفي اختلالات أخرى مثل التهرب الضريبي، المعروف تحت اسم إعادة الأرباح.وفي ما يتعلق بالأدوية الجنيسة، رصد التقرير ممارسات تهدف إلى إعاقة تطور مبيعاتها، خصوصا في بعض القطاعات التي يحقق فيها مصنعو الأدوية أرباحا طائلة، وتتقاطع فيها المصالح، مثل الأدوية الخاصة بالأمراض الخطيرة، وبدرجة أقل، أدوية الأمراض المزمنة. كما رصد التقرير إمكانية تقاسم الأسواق بين المصنعين خلال المناقصات، خصوصا في القطاعات التي لا ينشط فيها إلا عدد محدد من المصنعين، وحيث توجد مصالح كبيرة.ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن الأدوية الجنيسة استطاعت، رغم البيئة التنافسية القوية، أن تغزو قطاعات مختلفة من سوق الأدوية في المغرب، إذ أصبحت السيادة للأدوية الجنيسة في المضادات الحيوية وعلاجات الأمراض الحادة، كما تحتل مكانة هامة في مجال علاج الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومضادات السكري ومخفضات الدهون، في ما عدا الأنسولين، حيث ما زالت هناك مشاكل تعترض هذا المجال، بسبب ضيق المنافسة بين ثلاثة مصنعين فقط، لتبقى الأسعار مرتفعة.وكشف التقرير «رضا» مصنعي الدواء المغاربة عن القطاع، كما وصفوا تدخل الدولة بأنه إيجابي ومحايد، وهو الرأي الذي لم يوافقهم فيه ممثلو الشركات متعددة الجنسيات الذين اعتبروا أن الدولة تشجع الأدوية الجنيسة على حساب الأصلية. ص . ن

فضائح أبطالها أطباء ومصنعو الدواء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سـوق الأدويـة... كشـف المستـور

سوق الأدوية... كشف المستور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات