أول مُصنع للأنسولين بالمغرب ينتقل إلى الجزائر

وصف المسؤولين بـ"اللامبالاة" ومصدر من وزارة الصحة يتهمه بـ"المزايدة" قررت شركة سوطيما، خلال اجتماع مجلس إدارتها بداية الأسبوع الماضي، وقف إنتاج دواء الأنسولين، المادة الحيوية بالنسبة إلى مرضى السكري، في المغرب ونقل وحدتها الصناعية إلى الجزائر.وقال عمر التازي، الرئيس المدير العام لسوطيما، في اتصال مع "الصباح"، إن سوطيما هو المصنع الوحيد الذي ينتج مادة الأنسولين في المغرب منذ 35 سنة، كما أنه واحد من ثلاث وحدات متخصصة في صناعتها بإفريقيا (مع الجزائر ومصر)، معبرا في الآن ذاته عن أسفه "لعدم مبالاة المغرب للحفاظ على ثروة وطنية متمثلة في صناعة الأنسولين محليا". وأشار التازي إلى أن الانتقال إلى الجزائر خيار من بين التوجيهات الاستثمارية التي رسمتها الشركة في 2005 في حال تعثر مشاريعها بالمغرب، واتخذ القرار نهائيا في وقت سابق الأسبوع الجاري من قبل مجلس الإدارة الحالي للشركة.وفي السياق ذاته، قررت سوطيما تعليق جميع برامج الاستثمار في المغرب المتعلقة بتصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية (بيوتكنولوجي) إذ كانت تعتزم استثمار ملايين الدراهم من أجل إنتاج أدوية حيوية في المغرب بأسعار منخفضة، مقارنة مع تلك التي تستوردها البلاد بتكاليف باهظة مثل أدوية علاجات السرطان وأدوية الوباء الكبدي.وأكد الرئيس المدير العام لسوطيما أنه في إطار المنافسة التي تجمعه مع شركة مستوردة للأنسولين من الخارج، فإن ثمن المادة الحيوية انخفض بشكل لافت وانتقل من 19 إلى 18 درهم ثم إلى 16.80 درهما في الصفقات التي تعقدها وزارة الصحة مع شركات الأدوية، أي بثمن لا يغطي حتى تكلفة المادة الأولية، "كما أننا نشغل وحدة تصنيع معقمة تكلفنا 500 ألف درهم شهريا" يقول التازي، في حين تباع المادة نفسها للعموم في الصيدليات ب196 درهما، "لذلك قررنا الانسحاب من السوق المغربي والانتقال إلى الجزائر، فهناك على الأقل توجد حماية قانونية للشركات المحلية، حيث من الضروري استهلاك المخزون المحلي قبل اللجوء إلى الاستيراد"، حسب قول التازي، ثم أضاف "راسلت الوزير الأول ووزيرة الصحة ومجلس المنافسة وطرقت كل الأبواب من أجل حماية شركة وطنية ولم أتلق جوابا، الجميع يردد أن الأمر مرتبط ب"عملية إغراق للسوق" أو "دامبينغ".من جهته، أكد مصدر مطلع من وزارة الصحة، فضل عدم ذكر اسمه، أن شركة سوطيما تصنع الأنسولين في المغرب منذ 35 سنة بدون مشاكل، وحققت أرباحا مهولة من تجارتها رغم وجود منافس لها في السوق.كما أشار المصدر نفسه إلى أن شركتي سوطيما ولابروفان خفضتا أسعارهما بشكل كبير وبشكل مفاجئ، إذ كان السعر في 2006 يبلغ 40 درهما بالنسبة إلى سوطيما و50 درهما بالنسبة إلى لابروفان، في حين كانت شركة بوليميديك تعرضه ب 36 درهما. فانتقل السعر في 2007 إلى 20.40 بالنسبة إلى سوطيما و19.78 بالنسبة إلى لابروفان، فيما انسحب المنافس الثالث الذي لم يستطع مسايرة الأسعار المنخفضة والمفاجئة، فبادرت بالتالي الشركتان إلى رفع أسعارها من جديد وانتقلت في 2008 إلى 25 درهما بالنسبة إلى سوطيما و23.90 بالنسبة إلى لابروفان ثم في 2009 عرضت سوطيما 25.90 فيما قدمت لابروفان 26.00 درهما. وفي 2010 عرضت لابروفان في نصف السنة الأول 27.80 درهم ثم 19.18 في نصف السنة الثاني، فيما عرضت سوطيما 28 درهما.ويؤكد المصدر نفسه أن سوطيما ظفرت بمجموعة من الصفقات مع وزارة الصحة لأن سعرها كان الأنسب، هنا نتساءل: هل كانت هذه الشركة تدخل مناقصة خاسرة؟ أم أنها كانت تلزم الصمت لأنها كانت المستفيد الأول من ارتفاع الأسعار؟ وأكد المصدر ذاته أن وزارة الصحة حريصة على وجود منافسة شريفة بين الشركات تجعلها تقتني دواء حساسا وحيويا مثل الأنسولين يستعمله الآلاف من المغاربة بثمن منخفض، "كما أننا حريصون على توفير الأنسولين بالقدر الكافي التي يجعلنا في منأى عن التلاعبات والمزايدات". جمال الخنوسي

أول مُصنع للأنسولين بالمغرب ينتقل إلى الجزائر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليمين يعود إلى حكم إسبانيا بعد 8 سنوات

الصناعات الصيدلية تعيش معارك محتدمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات