“الشعبي “… رسائل مطمئنة وأخرى مقلقة إلى المغرب

الحزب اليميني جعل من العداء للمغرب ورقة رابحة لحصد الأنصار منذ أيام، كتبت جريدة «إل باييس» الاسبانية، المقربة من اليسار، أن المغرب متخوف من صعود اليمين إلى الحكم في اسبانيا. واستشهدت الجريدة، الأكثر مبيعا في اسبانيا، بالمسيرة المليونية التي شهدتها الدار البيضاء السنة الماضية، التي خرج فيها مواطنون وقيادات سياسية، ورفعوا فيها شعار «الحزب الشعبي عدو المغرب». الحزب الشعبي الاسباني، الذي كان المغرب يرتاب من وصوله إلى الحكم، سيضع مصير علاقة البلدين بين يديه. وهو الحزب نفسه، الذي شهدت العلاقات بين البلدين أكبر الأزمات في فترة حكمه، خصوصا في عشر سنوات الأخيرة. لعل من أبرزها وأكثرها رسوخا في الذاكرة، أزمة جزيرة ليلى قبل تسع سنوات، والتي كادت تتحول إلى حرب حقيقية بعد استدعاء المغرب سفيره في إسبانيا واستعراض الحكومة الإسبانية، برئاسة خوسي ماريا أثنار، قوتها، ملوحة باستخدام البطاقة العسكرية، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للحيلولة دون نشوب مواجهة عسكرية.واستمرت العلاقة المتوترة بين البلدين، إلى غاية صعود الاشتراكيين إلى الحكم، بعد أحداث تفجير قطار مدريد، التي قلبت الطاولة على اليمين، بسبب إيمان الإسبان بأن السياسة الخارجية للحكومة اليمينية آنذاك، كانت سببا وراء استهداف اسبانيا من قبل القاعدة.ورغم وصول الاشتراكيين إلى الحكم بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية، واختيار رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو المغرب لإجراء أولى زياراته إلى الخارج وما حمله ذلك من دلالة ونية على بدء صفحة جديدة من علاقات حسن الجوار، حافظ الحزب الشعبي على سياسته العدائية تجاه المغرب، التي تختلط فيها النظرة الاستعلائية بالحمولة التاريخية للجار الجنوبي، مستغلا كل الفرص من أجل استهداف المغرب ومهاجمة سياسة الحكومة الاشتراكية مع المغرب، خصوصا في قضية الصحراء المغربية. وعمل اليمين، طيلة ثلاثين سنة الماضية، على بناء قاعدة واسعة وسط جمعيات المجتمع المدني وأيضا في الجامعات الاسبانية، لدعم أطروحة الانفصاليين، ماديا ومعنويا، والضغط على الحكومة الاشتراكية لاتخاذ مواقف أكثر «حدة» إزاء قضية الصحراء المغربية.وكان يبرز هذا العداء نحو المغرب في قضية الصحراء إبان اندلاع الأزمات، مثل أزمة مخيم كديم إزيك، إذ كان يستغلها من أجل تمرير قرارات تدين المغرب، سواء في البرلمان الاسباني، أو حتى الأوربي، حيث كان يشن نوابه أيضا حملات شرسة ضد تمرير اتفاقيتي الشراكة في الفلاحة والصيد البحري مع المغرب، بدعوى حماية المصالح الاسبانية.وجعل الحزب الشعبي من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ورقة للضغط و»استفزاز» المغرب. وما فتئ يدعو العاهل الاسباني إلى زيارة المدينتين، قبل أن يقوم راخوي نفسه، بزيارة مدينة مليلية في ذكرى احتلالها، ليصرح تعقيبا على الجدل الذي أثارته الزيارة «جئت إلى مليلية لأنني رغبت في ذلك، ولأنه تمت دعوتي... وأتحرك في كل التراب الاسباني بشكل عاد». كما كان الحزب الشعبي وراء الضغوط الممارسة على الحكومة الاشتراكية، من أجل منع المغاربة الذين يحملون جوازات سفر تضم اسم المغرب إلى جانب سبتة ومليلية من دخول المدينتين.وعاد الحزب الشعبي، ليستعمل ورقة سبتة ومليلية في حملته الانتخابية، إثر الزيارة التي قام بها رئيس الحزب ماريانو راخوي، أخيرا، إلى مليلية، والتقى خلالها عددا من سكان المدينتين المسلمين، والتقطت له صور في مليلية يعانق فيها مسلمات بالجلباب المغربي، أثارت الكثير من الجدل.وفي محاولة لتهدئة الأجواء قبيل الإعلان عن فوز محقق لليمين في اسبانيا، بعث رئيس مدينة مليلية، والنائب عن الحزب الشعبي، خوان خوسي إمبرودا، رسالة لتلطيف العلاقات بين البلدين، أكد فيها أنه، إذا فاز الحزب اليميني في الانتخابات، ليس على المغرب «أن يخشى شيئا...وأن الحزب سيعمل على تعزيز علاقات الجوار والصداقة» مع المملكة المغربية.من جهته، طمأن ماريانو راخوي الإسبان، مباشرة بعد إعلان النتائج الجزئية للانتخابات قائلا «ليس على أحد أن يخشى شيئا...لن يكون هناك عدو أكبر من البطالة والأزمة»، فراخوي يعلم جيدا أن معركته المقبلة، والتي تم انتخابه لأجلها، هي ضد البطالة المستشرية في اسبانيا، وآثار الأزمة الاقتصادية. أما في العلاقات الخارجية، فالجميع ينتظر الوجه الذي ستكشف عنه الحكومة الجديدة، رغم الإشارات المختلفة التي كان يبعثها الحزب أخيرا، لأن كل الدروس السياسية تؤكد أن الفرق كبير جدا بين كرسي المعارض، وكرسي الحاكم. صفاء النوينو

“الشعبي “… رسائل مطمئنة وأخرى مقلقة إلى المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الغالي+: المهاجرون ينتظرهم مصير أسوأ

اليمين يعود إلى حكم إسبانيا بعد 8 سنوات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات