الغالي+: المهاجرون ينتظرهم مصير أسوأ

كيف سينعكس فوز الحزب الشعبي في الانتخابات البرلمانية بإسبانيا على وضعية المهاجرين المغاربة؟الأحزاب الإسبانية في أغلبها تستعمل ورقة المهاجرين مطية لخوض غمار الانتخابات وكسب تعاطف الناخبين، خصوصا بعد الأزمة التي عصفت بالاقتصاد الإسباني، إذ صار الكثيرون يلقون باللوم في ذلك على المهاجرين باعتبار أنهم استولوا على مناصب الشغل، وأن مشاكل إسبانيا مصدرها الهجرة. إذن وليكسب هذا الحزب تعاطف الناخبين فإنه يتعهد بإعطاء الأولوية للشعب الإسباني الذي يجب أن يستعيد مجده ورفاهيته، وفي مقابل ذلك فإنه يلمح إلى أن موارد إسبانيا بالكاد تكفي مواطنيها، وهذا معناه أن المهاجرين ينتظرهم مصير أسوأ في عهد الحكم الشعبي.ماهي السياسات التي يمكن أن يتبعها الحزب الشعبي ضد المهاجرين لحل الأزمة الاقتصادية بإسبانيا؟ يمكنني أن أقول إنهم شرعوا في تنفيذ هذه السياسات قبل الانتخابات، لكن مع صعود الحزب الشعبي فإنها ستُفعل بصرامة أكبر، إذ سبق أن أطلقوا خيار عودة المهاجرين الطوعية إلى بلدانهم، لكنها لم تحقق نتائج تذكر، ولكن بعد استفحال الأزمة الاقتصادية صار المهاجرون المغاربة يتنقلون بين المغرب وإسبانيا للبحث عن سبل لتدبر مصاريف معيشتهم، حتى ولو اضطروا إلى بيع السجائر بالتقسيط، بل منهم من صاروا يشتغلون بالمغرب ويرسلون المال إلى عائلاتهم بإسبانيا. اليوم الحزب الشعبي لن يسمح بفكرة التنقل بين إسبانيا والبلد الأم للبحث عن لقمة العيش، ومن المنتظر أن يكون هناك تطبيق صارم لقانون ينص على أن من انتهى عقد عمله ولم يجدده خلال آجال محددة، يصبح في وضع غير قانوني، وهؤلاء يصير من السهل ترحيلهم لأنهم يتوفرون على بطائق هويات ومدرجون في الإحصائيات الرسمية، على خلاف المهاجرين السريين الذين يستعصي على السلطات تعقبهم وتحديد أماكنهم.كيف تتوقعون أن تكون العلاقات المغربية الإسبانية بعد صعود الحزب الشعبي إلى سدة الحكم؟قبل كل شيء يجب التشديد على ضرورة أن يعيد المغرب لأبنائه كرامتهم، ويتجاوز الأفكار النمطية التي تصور المهاجرين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية وأنهم فقط مصدر لجلب العملة الصعبة، وأكبر دليل على هذه المعاملة الدونية حرمانهم من حق التصويت في الانتخابات التشريعية، وإلزامهم بالتصويت بالوكالة. وفي هذا السياق يجب أن نقول إن العلاقات الإسبانية تحكمها مجموعة من المصالح، وأعتقد أن المهاجر لن يكون هو الهم الأساسي ضمن أجندة الحكومة المغربية، ولهذا يجب أن يعطي المغرب قيمة أكبر لأبنائه سواء في أرض الوطن أو المهجر، وإذا أصبح المهاجر مواطنا من الدرجة الأولى فإن العلاقات المغربية الإسبانية ستتأثر بهذا الوضع. (+) أستاذة جامعية مختصة في قضايا الهجرة، وعضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلالأجرى الحوار: محمد أرحمني

الغالي+: المهاجرون ينتظرهم مصير أسوأ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بـوطـيـب: بـيـن الـبـلـديـن أزمـة تـواصـل

"الشعبي "... رسائل مطمئنة وأخرى مقلقة إلى المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات