بـوطـيـب: بـيـن الـبـلـديـن أزمـة تـواصـل

اعتبر عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، أن صعود الحزب الشعبي وفوزه بأغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية الإسبانية، ليس مفاجأة بل كان منتظرا منذ بداية الأزمة، إذ «رأى الإسبان الذين صوتوا في الانتخابات أن الحزب الشعبي هو الملائم للظرفية الراهنة»، مؤكدا أن صعود اليمين ليست له أدنى علاقة أو تأثر بالعلاقة المغربية الإسبانية، بل هو إجابة للمواطنين الإسبان عن علاج الاختلالات التي تعرفها، ليس إسبانيا وحدها، وإنما منطقة المتوسط.وأشار بوطيب، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح» إلى أنه «سبق لنا في مركز الذاكرة المشتركة أن زرنا، السنة الماضية، مقر الحزب الشعبي في مدريد، وتداولنا مع القادة المهتمين بالعلاقات الخارجية الإسبانية، أنه في ما يتعلق بالعلاقة المغربية الإسبانية، البلدان مجبران، ليس في حال فوز الحزب الشعبي، وإنما في كل الحالات، على تعميق العلاقة بينهما وبنائها وتجديدها وفق الظرفية الإقليمية الحالية، التي تجعل دول شمال المتوسط في أزمة اقتصادية، والدول الواقعة بجنوبه في أزمة ديمقراطية».ويعتقد الحقوقي بوطيب أن العلاقة المغربية الإسبانية لن تبقى مرهونة بالقضايا والمواقف التقليدية من قبيل الصيد البحري والموقف من الصحراء وقضية سبتة ومليلية وملف الهجرة وغيرها.وبخصوص الأزمات السياسية التي تطبع تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين كلما صعد الحزب الشعبي إلى الحكم، نبه رئيس مركز الذاكرة المشتركة إلى أن العلاقة المغربية الإسبانية مضطربة منذ القدم، ولا علاقة لها بالأحزاب اليمينية أو الاشتراكية، «ما يحتم على البلدين فتح نقاش صريح لطرح المشاكل بصراحة وإعادة بناء العلاقات، التي لن تتم إلا بالحوار وطرح الإشكالات الحقيقية بين البلدين اللذين يتعين على المسؤولين بهما إدراك أهمية الموقع الاستراتيجي لكل منهما، باعتبارهما بوابة المتوسط التي تسلط كافة الاضواء عليها».وبخصوص الموقف الشائع للحزب الشعبي من قضية الصحراء والبوليساريو، شدد بوطيب على أن الأزمة الحقيقية هي أزمة انعدام التواصل أكثر من كونها أزمة حول القضايا التقليدية، فكما صرح لي عمدة مالغا في إطار جولتنا من المركز لكافة الأحزاب ولقائنا بمختلف السياسيين، (صرح) أنه عندما يتم استقبال الأطفال الصحراويين، فالأمر لا يتعلق بموقف سياسي، بقدر ما يهم موقفا إنسانيا يهدف إلى جعل أطفال يعيشون في الصحراء يعبرون البحر ويرون عالما آخر»، مشيرا إلى أن المشكل الذي يعانيه المغرب في هذا المجال هو انعدام نخب إسبانوفونية لها دراية ومعرفة بتاريخ وثقافة إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، وقادرة على النقاش والدفاع عن قضايا بلدها. وفي هذا الإطار، أضاف «نحن في مركز الذاكرة المشتركة، مقتنعون أن علاقة مبنية على الاحترام وحسن الجوار والثقة، لا يمكنها أن تنشأ وتمر إلا عبر نقاش سياسي صريح، لذا، نفكر في عقد لقاء يجمع بين القادة السياسيين المغاربة ونظرائهم الإسبان، بمجرد انتهاء الانتخابات في المغرب». هجر المغلي

بـوطـيـب: بـيـن الـبـلـديـن أزمـة تـواصـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المساري : فوز اليمين لن يكون كارثيا

الغالي+: المهاجرون ينتظرهم مصير أسوأ

مقالات ذات صلة