فاس الشمالية… “دائرة الموت”

الصراع محتدم بين وزير و3 برلمانيين و12 حزبا زكت شبابا يخوضون التجربة لأول مرةبعد هدوء مشوب بالحذر والترقب، ارتفعت مع بداية الأسبوع الجاري، وتيرة الحملة الانتخابية بدائرة فاس الشمالية أو «دائرة الموت»، كما يحلو للبعض تسميتها، اعتبارا للأسماء الوازنة المتنافسة للظفر بمقاعدها الأربعة، دون أن تخلو من خروقات قانونية فتح في أحدها تحقيق قضائي تجهل نتائجه. «زنقة، زنقة.. دار، دار»... طريقة نهجتها أحزاب الاستقلال والاتحاد الدستوري والعدالة والتنمية لتقديم مرشحيها، عبر تجنيد شباب قلة قليلة منهم لجأت إلى أسلوب الإقناع، ونسبة كبيرة تكتفي ب»التخلص» من الأوراق الدعائية بأبواب منازل الأحياء المستهدفة بهذه الدعاية القديمة/المتجددة. ظلت الخانات المخصصة لتثبيت الأوراق الدعائية للأحزاب، إلى حدود مساء الثلاثاء الماضي، شبه فارغة، فيما اختار غالبية المرشحين، سياراتهم الخاصة، لتزيينها بصورهم، والتجول بها في مختلف شوارع وأزقة الأحياء التابعة للدائرة، بينما قلل متتبعون من نسبة التجاوزات المسجلة خلال أربعة أيام. ولم يبدع 16 حزبا متنافسا، أشكالا دعائية جديدة، مكتفية بالمعتاد في مثل هذه الحملات، فيما فتح الوكيل العام، تحقيقا في شكاية «البام» المتهمة لحزب الميزان، باستغلال سيارات الجماعة في الدعاية ونقل الكراسي خلال المهرجان الخطابي الذي نظمه الحزب الأحد الماضي بالقاعة المغطاة. ويلوم رفاق الهمة خصمهم «اللدود»، باستغلال الألوان الوطنية من خلال زي الفرقة النحاسية التي كانت في استقبال رئيس الحكومة عباس الفاسي والوزراء الاستقلاليين الحاضرين خلال التجمع الجماهيري المذكور، ونصب صورة كبيرة لحميد شباط وكيل لائحة الحزب، فوق الباب الرئيسي للقاعة. وعلم من مصدر مطلع أن النيابة العامة استمعت إلى امحمد لقماني وكيل لائحة حزب البام، في انتظار إتمام التحقيق واتخاذ المتعين، فيما اختار عبد النبي الشراط، المدير المفوض لجريدة «غربال القرويين»، تقديم شكاية ضد شباط يطالبه فيها بتعويضه عن طرده تعسفا وتوقيف الجريدة. ونظم حزب الاستقلال أول مهرجان خطابي، فيما اختار حزب الهمة عقد لقاءات جماهيرية لوكيل لائحته مع سكان مختلف الأحياء استهلت بزواغة وفاس الجديد والمرينيين. وانتقى عادل الدويري وزير السياحة السابق، مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين وفاعلين اقتصاديين بالمدينة، قدم أمام أنظارهم بفندق عرضا حول المحاور البارزة في برنامج حزبه، داعيا إلى إشراك المواطن في البرامج وتكثيف فعالية الحكومة. وتتناقل الألسن أخبارا غير مؤكدة عن بداية تسخير الأموال في الحملة الانتخابية من قبل بعض المرشحين، بينما أطلقت على صفحات «الفايسبوك» حملة تحرض على ذلك من قبل شباب مجهولين، رفعت شعار «شد فلوس الحزب الراشي، أصوت على الحزب لمارشاكش». وعكس ذلك، أحدث شباب صفحة على الموقع الاجتماعي نفسه، لمحاربة الإرشاء الانتخابي، اتخذت شعار «معا من أجل انتخابات بلا رشوة بمدينة فاس»، وقدر زوارها بالمئات، فيما تباينت شعارات المتنافسين، من بينها «صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد»، و»بالميزان نضمن المستقبل». ودعت حركة أسمت نفسها «شباب التغيير»، سكان العاصمة العلمية، إلى عدم التصويت على «رموز وأحزاب الفساد»، موجهة سهامها إلى حميد شباط الذي ذكرته بالاسم في بيان سردت فيه حصيلة الفساد وتبعات قرارات، وما أسمته ملفات «نهب المال العام بالجماعات والمجالس المحلية». ولعل أبرز حدث شهدته الأيام الأولى من الحملة الانتخابية بهذه الدائرة، طرد سكان حي لابيطة الهامشي، أنصار حزب الاستقلال الاثنين الماضي، وهم في طريقهم إلى الحي للدعاية لمرشحي الحزب، في خطوة «غير مسبوقة» لمواجهة «الأحزاب التي تحاول إعادة سيناريو التغرير بالسكان». ويحتد الصراع بين محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية بالخارج، وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي، والبرلمانيين حميد شباط، والتهامي العكبي (الحركة الشعبية)، وحميد المرنيسي وكيل لائحة الاتحاد الدستوري، الوافد من حزب الأصالة والمعاصرة، بعد تجربة في التقدم والاشتراكية. واختار 12 حزبا، وكلاء للوائحها، محدودي التجربة الانتخابية أو يدخلون غمارها لأول مرة، غالبيتهم شباب وأطر في قطاعات معينة ومن مستويات ثقافية مختلفة ، فيما ضم بعضها نساء، لكن في رتب متأخرة لا تضمن لهن فرصة الدخول إلى الغرفة الأولى. وفي غياب نساء على رأس لوائح الأحزاب المتنافسة بدائرة فاس الشمالية، زكى حزب العدالة والتنمية الذي يعقد مهرجانا خطابيا يوم غد (السبت)، عمر فاسي فهري، عضو الأمانة العامة للحزب، متقدما على المستشار الجماعي الحسن بومشيطة الذي خاض صراعا سابقا مع شباط.وزكت أحزاب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار واليسار الأخضر المغربي والعمل والمؤتمر الوطني الاتحادي والعهد الديمقراطي والوحدة والديمقراطية، تباعا امحمد لقماني ومحمد عريشي ويوسف رشدي ومحمد فتال ومحمد فحفوحي وعبد العالي برادة ونجيب سطاوني. واختار حزبا الإصلاح والتنمية والنهضة والفضيلة، على التوالي محمد سحنون وإدريس مزيوي، وكيلين للائحتيهما، فيما زكى التقدم والاشتراكية، العامل المهاجر محمد البقالي، بينما اختارت جبهة القوى الديمقراطية، المقاول خالد فائز لقيادة لائحتها ب»دائرة الموت»/ فاس الشمالية. حميد الأبيض (فاس)

فاس الشمالية… “دائرة الموت”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مزوار يهاجم الاستقلال والعدالة والتنمية

22 مليارا كلفة الجولة الأولى من الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات