“ليون الإفريقي” في رحاب قصر المنصور بمكناس

العمل المسرحي يحاول فتح حوار بين الديانات السماوية بكل حرية اختارت فرقة «مسرح الشامات» أن تقدم عملها « تغريبة ليون الإفريقي» للوفود الأجنبية المشاركة في المؤتمر الدولي الحادي عشر للمحافظة على الفسيفساء، الذي اختتمت أشغاله، أخيرا، بدار الثقافة «الفقيه محمد المنوني» بمكناس. وتستحضر المسرحية، التي احتضن فصولها قصر المنصور الأثري بالعاصمة الإسماعيلية، شخصية تاريخية عبر أخرى معاصرة يجسدها الممثل فردريك كلميس. كما أنها ترصد بشكل مسرحي مسارات هذه الشخصية المتفردة التي تعبر عن الانفتاح وعن التعدد وقبول الآخر. وتعد هذه المسرحية، المدعمة من طرف وزارة الثقافة والصندوق العربي للثقافة والفنون، بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، جوهرة فريدة في عقد الأعمال التي جسدتها الفرقة منذ ما يفوق 12 سنة من الحضور والعطاء، إذ سبق لها أن قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «راس الحانوت» و»الموسيقى» و»حياة وحلم وشعب في تيه دائم» و»العوادة»... المسرحية، التي يتمحور موضوعها حول محاولة فتح نقاش لحوار الديانات السماوية بكل حرية وبعيدا عن التعصب، من تأليف أنور المرتجي وإخراج بوسلهام الضعيف، سينوغرافيا عبد الحي السغروشني، ملابس نورة اسماعيل، وتشخيص بنعيسى الجيراري ومصطفى الخليلي وفردريك كلميس ورضا بنعيم وساندية أبو تاج الدين.وأكد مخرج المسرحية، بوسلهام الضعيف، أنه عندما اقترح عليه أنور المرتجي نصه المسرحي «تغريبة حسن الوزان»، وجد نفسه مشدودا إلى شخصية تاريخية تخاطب الجميع، شخصية يصعب الحكم عليها كما يصعب تفسير اختياراتها. ومن ثمة وجد نفسه أمام شخصية درامية بالأساس، مضيفا أن هذا المعطى، بالإضافة إلى عناصر أخرى تتحقق في نص المرتجي، جعله يرى معادلة نقله إلى الخشبة مسألة وقت ليس إلا، قبل أن يتابع «منذ سنوات، كانت شخصية حسن الوزان تثيرني، خصوصا لما قرأت رواية أمين معلوف، وعندما مدني أنور المرتجي بنصه المذكور وجدت فيه جوابا على سؤال كنت أطرحه مع نفسي ساعتها، وهو: هل هي الصدفة؟ أم تواطؤ ضمني على المشروع نفسه؟».إلى ذلك، أوضح الضعيف أن شخصية حسن الوزان تمثل بالنسبة إليه نموذجا معاصرا للمثقف الكوني، الذي نجح في الجمع بين التمكن من العديد من اللغات والقدرة الكبيرة على الانتماء إلى الإنسان وهدم الحدود الجغرافية بين الأمم والأقوام والشعوب. من ناحية ثانية، أبرز المخرج بوسلهام أن هذا العمل يطرح نقاشا دينيا مفيدا فوق خشبة المسرح، معتبرا الأخير مجالا لاقتسام مساحة من الحرية. وتابع «فإذا كنا نعبر بأحاسيسنا فوق الخشبة فيجب أن لا تبقى هذه المشاعر مجردة من المواقف والأفكار». وبخصوص لحظة التعميد داخل المسرحية، أشار بوسلهام الضعيف إلى أنها محطة أساسية ولا تعبر في شيء عن انتقال حسن الوزان من الديانة الإسلامية إلى الديانة المسيحية، بقدر ما تجسد عري العبد أمام ربه، فهي بكل بساطة لحظة حلول صوفي وتعبير عن انتماء الإنسان إلى خالقه، على حد تعبيره. وختم بوسلهام حديثه ل»الصباح» بالقول إن «ليون الإفريقي» ليست مسرحية تاريخية، ولكنها تستنطق مواد وعناصر من التاريخ للحديث عن الحاضر. خـلـيـل الـمـنـونـي (مـكـنـاس)

“ليون الإفريقي” في رحاب قصر المنصور بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رحيل روبير لامورو

"عمر قتلني" يحصد جائزتين في مهرجان الدوحة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات