الصويرة… فوضى تعيق تأهيل القطاع السياحي

فوضى تدبير القطاع وتردي البنيات التحتية يضران بصورة السياحة تستقطب مدينة الصويرة، سنويا عشرات الآف من السياح الذين يعشقونها ويبحثون عن متعة اكتشاف دروبها وأزقتها ومآثرها التي تستهوي الزائرين وتجذبهم إليها.ورغم الإمكانيات الطبيعية والمآثر التاريخية التي تختزنها «موكادور»، والتي ساهمت في بروزها سياحيا، فإن انعدام وضعف البنيات التحتية وغياب العديد من المرافق المهمة، والفوضى التي تسيطر على القطاع السياحي، عوامل ساهمت في عدم تطوير وتأهيل القطاع الأول بمدينة عانت تعاقب مجالس بلدية فاشلة.. تحولت مدينة الصويرة، التي تبلغ مساحتها 350 كيلومترا مربعا، خلال بضع سنوات إلى عاصمة للمهرجانات الموسيقية، وأضحت تستقطب نوعا خاصا من السياح، منهم المهووسون بالموسيقى والفن التشكيلي والكتاب، وتستقبلك الدروب والأزقة الضيقة للمدينة القديمة بلوحات تشكيلية غاية في الروعة.من أكثر السياح الذين تستهويهم «مدينة الرياح»، السياح الفرنسيون لأسباب تاريخية وثقافية، يلخصها بعض المتهمين في العلاقات والروابط القوية بين المغرب وفرنسا، يليهم الألمان ثم البريطانيون والإيطاليون والإسبان ومواطنو الدول الإسكندنافية، كما تستقطب الصويرة سياحا أمركيين وكنديين، بالإضافة إلى سياح من دول أخرى، والذين يفضلون القيام بزيارات لاكتشاف مدينة ذاع صيتها على المستوى العالمي.الصويرة.. ملاذ الهبيينالرواج السياحي بالصويرة، ليس وليد اليوم، يقول أحد المتهمين بالشأن المحلي، مضيفا أنه منذ ستينات القرن الماضي، بدأت مدينة الصويرة، في استقطاب نوع خاص من السياح، سيما بعد أن تدفقت أعداد كبيرة من الشباب الهيبيين، الذين فضلوا الاستقرار في أحياء المدينة وشوارعها وفي مناطق مجاورة، جاؤوا الهبيون إلى المدينة هربا من الحضارة الغربية التي كانوا يعتقدون أنها كانت سببا في تقييد حريتهم. وكانت تلك الموجة تنادي بالحرية في كل شيء، وتعارض القيود والقوانين التي تفرضها الأنظمة السياسية والاجتماعية والأسرية والدينية، واستقرت مجموعات كبيرة من الهبيين في قرية «الديابات» وقرب البحر، وكذا بمنطقة «دار السلطان».وساهم ذلك التدفق البشري في بروز أنواع تجارية متعددة بالمدينة، في تلك الفترة، من أبرزها محلات الأكلات السريعة على غرار دول أوروبا آنذاك، إذ انتشرت العديد من المطاعم المختصة في تقديم الأكلات السريعة.ومنذ ذلك الحين، تحولت الصويرة إلى مدينة سياحية بامتياز، إذ هاجر إليها أبناء المناطق المجاورة، الذين كانوا يعرضون خدماتهم على السياح، وفتحوا محلات تجارية، مختصة في تسويق إبداعات خزفية ونقش على عود العرعار، والعديد من المنتوجات التقليدية المحلية، التي أبهرت زوار المدينة، وجعلتهم يقبلون عليها بشغف كبير. غير أن لحظة التحول التي ميزت الصويرة وساهمت في إشعاعها سياحيا، هي تنظيم أول دورة لمهرجان كناوة سنة 1998، إذ صار هذا المهرجان واحدا من أهم المهرجانات العالمية، «إذ بلغ عدد السياح الذين زاروا الصويرة، بتزامن مع الدورة الأولى لهذا المهرجان قرابة 99 ألف سائح، أمضوا هناك ما يقارب 108 آلاف ليلة»، يقول مصدر مسؤول ل «الصباح».فوضى قطاع السياحةرغم ذلك، فإن غياب تنظيم معقلن للقطاع السياحي، يساهم في فوضى عارمة فيه، تبدأ بظاهرة الشقق المفروشة، التيي انتشرت بشكل لافت بالمدينة، إذ تستقبلك جحافل من النساء والشباب والأطفال بمداخل المدينة، وأمام المحطة الطرقية بمفاتيح لشقق يتراوح ثمن كرائها في اليوم الواحد ما بين 300 و500 درهم، حسب موقعها ومساحتها والتجهيزات المتوفرة فيها.هذا الوضع، أصبح يشكل منافسة حقيقية لأصحاب الفنادق المصنفة، الذين يرون في ظاهرة الشقق منافسا غير شرعي لهم.ويفسر أحد المهتمين بالقطاع ذلك بالقول "إن الشقق المفروشة، لا تخضع لأي معايير قانونية أو مراقبة أمنية، فضلا عن أن أصحابها غير ملزمين بأداء الضرائب عن نشاطهم، وهو ما يشكل ضررا حقيقيا لمهنيي قطاع الفنادق بالمدينة".الأكثر من ذلك، فبعض أرباب الفنادق، اهتدوا أمام غياب تدخل الجهات المسؤولة لحمايتهم، إلى كراء الشقق المفروشة.ليست هذه الظاهرة وحدها، التي تعتبر عائقا في تطوير فعال للقطاع السياحي بالمدينة، وإنما ضعف البنيات التحتية، يساهم هو الآخر في الحد من نجاعة القطاع، إذ أن جولة قصيرة بأحياء ودروب المدينة، تكشف عن هشاشتها، بالإضافة إلى غياب مرافق اجتماعية بإمكانها الاستجابة لتطلعات السياح."واش شفتي هاذ الفضيحة ديال الواد الحار، داير لينا مصيبة في هاذ المنطقة"، يقول شاب في عقده الثالث يقف أمام محل لبيع منتوجات النقش على العرعار، وهو يشير بسبابته إلى انفجار قناة لمياه الصرف الصحي بأحد أزقة المدينة القديمة، التي تعتبر قبلة للسياح الأجانب على الخصوص، قبل أن يضيف أن هذا المشكل يطرح من حين لآخر، دون أن تتحرك الجهات المعنية.ويشتكي عدد من أصحاب البازارات بالمدينة العتيقة، وعدد من بائعي منتوجات النقش على خشب العرعار من سلوكات وتصرفات بعض المرشدين السياحيين، الذين يرافقون السياح إلى محلات بعينها، وذلك بمقابل مالي، ما أثار حفيظة عدد من التجار الآخرين، الذين اعتبروا أن الأمر يعتبر منافسة غير مشروعة، داعين الجهات المعنية إلى التصدي لها بكل الحزم والصرامة اللازمين. محمد العوال (موفد الصباح إلى الصويرة)

الصويرة… فوضى تعيق تأهيل القطاع السياحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضى ومواجهات داخل دار الأطفال بالناظور

انتصار نعومة المعلومة على أزيز الرصاص في الثورات العربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات