قاضي التحقيق استمع إليه في تهمة تبديد أموال والجمعية ردت ببيان ناري
استمع محمد الطويلب، قاضي التحقيق المكلف بالجرائم المالية باستئنافية فاس، صباح الثلاثاء الماضي، إلى عبد الرحمان الشكراني رئيس جمعية «رساليون تقدميون»، المقربة من الشيعة المغاربة، في ملف جديد، بعد ثلاثة أيام من تاريخ مغادرته سجن رأس الماء، بعد إنهائه العقوبة الأولى.
ووجهت إلى الشكراني الذي نقل صباحا إلى مقر المحكمة من زنزانته بالسجن، تهم «اختلاس وتبديد أموال عامة وتزوير محررات بنكية واستعمالها» التي توبع بها في الملف الأول، على خلفية اتهامه بتبديد 24 مليون سنتيم من مالية وكالة بنكية بحي أسطار بتاونات.
وكان مرتقبا أن يغادر السجن السبت 27 ماي الماضي بعد إنهائه سنة واحدة أدين بها ابتدائيا واستئنافيا من قبل قسم جرائم الأموال بالمحكمة نفسها، مع أدائه خمسة آلاف درهم غرامة، إلا أنه احتفظ به بعد تقديم المؤسسة البنكية شكاية جديدة تتهم فيها باختلاس مبلغ، بعد مراجعة حسابات الوكالة.
وأثار التحقيق مع الشكراني ردود فعل قوية من قبل عائلته ومسؤولي جمعية «رساليون تقدميون» ومؤسسة الخط الرسالي، اللتين أصدرتا بيانا قالتا فيه إن فتح ملف جديد له بالتهم نفسها، «يعني أن جهات ما لا تريد تمكينه من حريته المستحقة ظنا منها أنها ستثنينا عن أهدافنا ومطالبنا».
وأكدتا أنهما تتابعان الملف على كافة المستويات الحقوقية وطنيا ودوليا، مبرزتين حرمان هذا العضو أيضا بمجلس إدارة مؤسسة الخط الرسالي، من أبسط حقوقه معتقلا ومعاناته بعد «تحريك بعض الجهات ملفا جديدا قديم كسالفه المفبرك لإطالة فترة اعتقاله ومنع البسمة والفرحة عن ذويه».
واستنكرتا «هذا السلوك الانتقامي على خلفية تمييزية عقدية»، محملتين منظمات المجتمع المدني مسؤولية ما يجري من صمت مريب اتجاه حالة الاضطهاد الديني والمذهبي الذي تتعرض له المؤسستــــان والشكــــــــــــراني، برفض تسلم الملف القانوني ومنع أي نشاط للمؤسسة بوسائل خفية.
ومن جانبها لم تتأخر ابنة الشكراني طويلا في الرد على المتابعة الجديدة لوالدها، وسطرت تدوينة في حائط الحساب الشخصي لوالدها بفيسبوك، تأسفت فيها على ما يتعرض له، متسائلة هل يعقل أن يحاكم شخص في القضية نفسها مرتين، متحدثة عن «إضافة ملفات زائفة كي لا ينكشفوا».
وأضافت «لن تنجحوا حتى هذه المرة، اسجنوه حتى 50 عاما، سيخرج وسيدمركم بكتاباته، سينتقم من كل الخائنين والضعفاء الذين تخلوا عنه»، و»لن يحس أحد بحرقتنا. ستتعاطفون معنا لكن لن يحس أحد بنا، كل شخص يبقى سجينا لآلامه ومنعزلا في وحدته ووحيدا في موته».
وكتبت ابنة الشكراني رسالتها بنبرة حزينة نقلت فيها معاناتها من بعد الأب، بقولها «ها أنا أكتب لك في أول رمضان مثل العام الماضي، قل لي يا الله أين نصيبنا من الفرح»، «أبي كانت له أحلام كثيرة رأيتها تلاشت من عينيه. رأيت جسدا يتنفس فقط بلا روح، وأصبحت أنا جسدا بلا روح».
ووصفت لحظة لقائها به بالسجن، قائلة «لم أستطع فعل شيء إلا ضمك والبكاء معك» «كانت قلوبنا تحترق والجميع ينظر إلينا بحرقة. أب وابنة يصارعان الحياة ليبقيا معا. زيارة ليست ككل الزيارات، قرأت الحزن في عينيه وشممت دخان الحريق الصاعد من قلبه».
حميد الأبيض (فاس)