الدرهم يخرج عن صمته ويرفض ابتزاز الحزب باسم الشرعية الانتخابية
لاحت بوادر انشقاق داخل مجموعة الـ “10” التي باتت تعرف بمجموعة عبد الوهاب بلفقيه، عندما هدد محمد العلمي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يوجد اسمه ضمن المجموعة، بالانسحاب من مهرجان كلميم، المنظم نهاية الأسبوع الماضي، بعدما لم يعجبه الأسلوب التي تحدث به بلفقيه عن حزب “الوردة” وكاتبه الأول.
ورغم أن خصوم لشكر كانوا يراهنون على مهرجان كلميم الذي حشد له نحو 1000 مشارك، أغلبهم لا يحمل بطاقة الانتماء إلى حزب “الوردة”، من أجل إعلان الغاضبين انفصالهم عن الحزب، وتأسيس حركة تصحيحية، فإن حسناء أبوزيد، عضو المكتب السياسي للاتحاد، عندما تناولت الكلمة، لم تتحدث بأسلوب غير لائق في حق الكاتب الأول، بل تحدثت بلغة سياسية واضحة وصريحة، وانتقدت بشجاعة طريقة لشكر في تدبير المفاوضات مع سعد الدين العثماني حول تشكيل الحكومة، مؤكدة تشبثها باتحاديتها، وانتمائها إلى حزب القوات الشعبية.
ولم تخف حسناء، بطريقة غير مباشرة في كلمتها، أحقيتها في الاستوزار، وأنها أحسن بكثير من رقية الدرهم التي نجح والدها في “تبليصها”، لاعبة أساسية في تشكيلة حكومة الطبيب النفسي الذي يحتاج إلى كثير من الوقت، من أجل تقديم العلاج لكل النفوس التي باتت مريضة ببث سموم الشائعات ضده، وضد حلفائه.
ويظهر جليا أن الهزات الارتدادية التي ضربت البيت الاتحادي من خلال الغاضبين على عدم ورود أسمائهم في لائحة المستوزرين، لم يكن مفعولها قويا، إذ ظل لشكر في موقع قوة، متحكما في التنظيم، الذي جرب حروبه الكبيرة مع اليوسفي واليازغي والمالكي، وهو يتوجه، في شبه راحة، إلى المؤتمر الوطني العاشر من أجل انتزاع ولاية ثانية على رأس الكتابة الأولى، بدعم من رئيس المجلس الوطني، حبيب المالكي، وتيار الحزب العمالي المنحل، بزعامة بنعتيق، الذي استوزر في اللحظات الأخيرة، بعدما تم حذف اسمه من اللائحة، وحصل على تذكرة سفر إلى فرنسا، قبل أن يفاجأ بورود اسمه من جديد في التشكيل الرسمي للحكومة.
وما يـــــؤكــد أن وضــع لشكـــــــر داخل الاتحاد لا يشبه، إلى حد ما، وضــع حميــد شباط داخل الاستقــــلال، هــو تقـــــاطـــر بيانـــات التنـــــديد، من مختلف الكتـــابات الإقليمية، ضد تحــــركات مجموعة الـ “10” بقيـــادة بلفقيه الذي عمل في مهرجان كلميم على “فضح” بعض الجزئيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، في حربه على الكاتب الأول، وذلك عندما قال إن “لشكر هرب من دائرة انتخابية في تغجيجت، ورفض الترشح فيها، عندما تناهى إلى علمه أن “بيجيدي” سيرشح فيها أحد نشطائه”.
ع. ك