بوشناق: أنا “خاتر”

قال إن الأغنية المغربية أصبحت "زنقاوية" وتمتح كلماتها من الشارع اختار الفنان حميد بوشناق، أخيرا، الاستقرار بالمغرب، حيث أنشأ استوديو خاصا به بمراكش، إذ قال إن هدفه فني أكثر منه تجاريا. وقال حميد بوشناق إن الأغنية المغربية الحالية تتخللها أغان بكلمات وصفها ب»زنقاوية». في الحوار التالي يتحدث حميد بوشناق ل»الصباح» عن هذه المحاور وأخرى: < لماذا اخترت بعد سنوات من الغربة بفرنسا الاستقرار بمراكش وليس وجدة، مسقط رأسك؟ < منذ حوالي أربع سنوات ونصف اخترت الاستقرار بالمغرب بعد سنوات قضيتها بفرنسا، وتحديدا مراكش التي كانت بناء على اتفاق بيني وبين أفراد عائلتي، إلى جانب أنها تعتبر بالنسبة إلي بمثابة “مغرب مصغر”. فساحة الفنا فضاء لاكتشاف التراث والثقافة المغربية، بينما لم أختر وجدة نظرا لبعدها عن مدن مثل الرباط والدار البيضاء، اللتين تعتبران من المدن اللتي تعرف حركة فنية مستمرة. < هل كان إنشاؤك استوديو للتسجيلات بمراكش في إطار مشروع تجاري؟ < لم يكن هذا تفكيري عند تأسيس الاستوديو، فهو فضاء خاص بي أقصده من أجل الإبداع والعمل الفني، كما ألتقي فيه فنانين من شتى الفئات العمرية الذين يرغبون في الاشتغال أو استشارتي في أمور فنية. ويعتبر الاستوديو مشروعا فنيا بغض النظر عن جانبه التجاري، لأنني لست تاجرا وإنما كنت وسأظل فنانا. < عادة ما يشتكي بعض الفنانين من سعر كراء الاستوديو، فماذا عن الاستوديو التابع لك؟ < لا أعتقد أن الفنان الذي يرغب في إنجاز عمل غنائي جيد سيعير اهتماما لعقارب الساعة أو يفكر في سعر كراء الاستوديو ليوم واحد، لأن الأهم هو ما سيقدمه وليس ما سيكلفه. < هل كلفك إنشاء الاستوديو ميزانية كبيرة؟ < تطلب إنشاء الاستوديو مني نقل الآليات والتجهيزات التي كنت أملكها في استوديو خاص بي بفرنسا إلى المغرب، كما أنني عززته بالعديد من التجهيزات الجديدة. < كيف كان التجاوب مع فيديو كليب أغنية “إفريقيا ماما إفريقيا”؟ < إنه عمل مازال في “الميكا” ولم تمض سوى بضعة أيام على إطلاقه، وشكل مفاجأة إلى الجمهور الذي كان بانتظار جديدي الفني والحريص على متابعة أعمالي. < في ظل الموجة الغنائية الحديثة، هل غيرت إستراتيجيتك الفنية من أجل الحفاظ على مكانتك في الساحة الغنائية؟ < “ما عندي ما ندير بالموجة الجديدة... أنا خاتر” ولدي أسلوبي الفني الذي يميزني، كما لدي تاريخ وأنتمي إلى أسرة فنية ولا أعتقد أنه يمكن “مقارنة ما لا يمكن مقارنته”. وأغلب فناني الموجة الجديدة مازال أمامهم وقت طويل من أجل العمل، لأنه لا يعقل أن فنانا قضى أربع سنوات في المجال ويعتقد نفسه أنه حقق شهرة واسعة. ومن جهتي لا أنافس أي شخص ولدي أسلوبي الخاص. وإذا كان الجيل الحالي يقدم أغاني عبارة عن “سينغل” فنحن الجيل السابق طرحنا ألبومات وكانت تضم عشرة “سنيغلات” وكنا نضحي من أجل أن تصل أعمالنا إلى الجمهور وفي كل المدن عن طريق جولات فنية، والدليل على ذلك أن أغاني مثل “هيلالة” و”جنوني” مازل صداها لدى شريحة واسعة من الجمهور. < هل هذا يعني أنك لست راضيا عن الأغاني المطروحة خلال السنوات الأخيرة؟ < هناك فئة من جيل الشباب تؤدي أغاني جيدة، بينما فئة أخرى تسعى إلى تقليدها وتقديم أعمال “مستنسخة” وأغلبها بإيقاعات خليجية، حيث يتم إلباس الأغنية المغربية إيقاعات لا تليق بها فقط رغبة من تلك الفئة في العمل في دبي وعدة دول خليجية بحثا عن “الغرامة”. وهذه الفئة من الفنانين في رأيي ينبغي أن تنسحب بشكل نهائي من الساحة الفنية المغربية لأنها لا تبدع وإنما تقلد، ولا تعرف العزف على أي آلة موسيقية ولو تعلق الأمر ب”الطعريجة” أو “البندير”. < على ذكر البندير ما رأيك في الفنان عثمان ملين الملقب ب”مول البندير”؟ < سمعت عن “مول البندير”، ولم يسبق لي أن شاهدت ما يقدم ولا أريد أن أعرف. وإذا كان داير “البوز” فذلك لا يعنيني. وأعتقد أنني لو شاهدته تبعا لما سمعته عنه فأكثر ما سيعجبني فيه هو أنه مهندس مهتم بالتراث وتحديدا العيطة وهذا يعكس “تمغربيت”. < ما رأيك في الكلمات التي يتم التغني بها في إطار الموجة الفنية الجديدة؟ < إن الأغاني أصبح يتم التعامل معها بمنطق “هاذ الفنان تجي معاه أو هذا ما تجيش معاه” وكأن الأمر يتعلق ب”سوق الجملة”، إذ يتم عرضها على عدة فنانين قبل أن يتم اختيار من سيؤديها، إلى جانب أن أغلب الكلمات “زنقاوية وجايا من الشارع”. وهذا حرام في حق الأغنية المغربية، إذ في الوقت الذي تتم كتابة أغان مصرية وخليجية من طرف شعراء وأمراء أيضا، فإن أغاني مغربية يتم غمس مدادها من الشارع لكتابة أغان مثل “عطيني صاكي باغا نماكي” واللائحة طويلة. < لو كان فنانو الموجة الجديدة ظهروا في فترة الرواد، هل كانوا سيحققون الشهرة ذاتها؟ < لو ظهر فنانو الموجة الجديدة في التسعينات أو الثمانينات كان أزيد من نصف عددهم سيعود لمتابعة دراسته ويبتعد عن الفن بشكل نهائي. والرواد لم يذلوا أنفسهم ورفضوا أن يتم مزج الأغنية المغربية بإيقاعات خليجية في إطار ما أسميه حاليا “الانتحار الفني”، من أجل “الغرامة” وضمان المشاركة في سهرات بالخليج. أجرت الحوار: أمينة كندي

بوشناق: أنا “خاتر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو .. الحديوي تتكلم عن سرقة منزلها

تتويج "ديفين" بثلاث جوائز "سيزار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات