الدقة المراكشية تصدح في أوييم

الكونغوليون يشاركون عشاق الأسود فرحة الفوز على توغو كل احتفل بطريقته بفوز المنتخب الوطني على نظيره التوغولي الجمعة الماضي بثلاثة أهداف لواحد، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لكأس إفريقيا. قبل انطلاقتها وضع مشجعون ومسؤولون وصحافيون أيديهم على قلوبهم، خوفا من انتكاسة أخرى تعيد الكرة الوطنية إلى نقطة الصفر، فظل الترقب والانتظار في اللحظات الأولى، التي سبقت مباراة توغو. توترت الأعصاب واشتد القلق، قبل أن يتحقق الفرج، بعد صدمة الانطلاقة. ترتيبات أولية استيقظ عشاق منتخبات المجموعة الثالثة مبكرا من أجل ترتيب تنقلاتهم إلى الملعب، فالمسافة لا تتجاوز 18 كيلومترا، لكن الطريق وعر ومرعب أحيانا، بسبب كثرة المنعرجات والسرعة المفرطة، التي يقود بها السائقون سيارات الأجرة أو الشاحنات. هذه الإكراهات لم تعرقل تنقلات الجمهور، خاصة أنصار المنتخبين الإيفواري والكونغولي، الذين تنقلوا بأعداد وافرة، حاملين مختلف وسائل التشجيع والشعارات والأعلام و»فوفوزيلا». أما عشاق الأسود، الذين تنقلوا بأعداد قليلة، أغلبهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة في الغابون، فنظموا رحلة جماعية بتنسيق وتأطير من طرف السفارة المغربية في الغابون. الرئيس يربك الأمن استيقظت أوييم على خبر زيارة علي بونغو، رئيس الغابون، لأوييم بغرض حضور مباراة المنتخب الوطني ونظيره التوغولي الجمعة الماضي، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة. أثار هذا الخبر حالة استنفار قصوى، إذ أعلنت السلطات الأمنية طوارئ، فجندت كل وسائلها الأمنية واللوجستيكية لاستقبال الرئيس الغابوني. تعززت أوييم بعناصر أمنية إضافية من بيطام وميتزيك، من أجل حفظ النظام العام، وظل مواطنو هذه المدينة يترقبون حلول الرئيس، قبل أن يتوصلوا بخبر إلغاء الزيارة في آخر لحظة، لأسباب مجهولة. التأطير أولا عاش فندق مفيت في أوييم، حيث يقيم جمهور الكونغو حركية غير مسبوقة منذ الصباح. الجميع يحضر للمباراة، قبل شد الرحال مبكرا نحو الملعب، لتفادي مشاكل آخر لحظة، لهذا لا غرابة أن نجد الجمهور الكونغولي أكثر تنظيما من مشجعي باقي المنتخبات الموجودة في أوييم. لا يتخذ مشجعو الكونغو أي قرار دون استشارة السفارة الكونغولية، أو وزير الرياضة الذي تكلف برحلاتهم الجوية والبرية، كما أقام حفل عشاء على شرفهم، بعد الفوز على المنتخب الوطني في الجولة الأولى. مفاجأة الكونغو فاجأ منتخب الكونغو نظيره الإيفواري منذ بداية الجولة الأولى بانتشاره الجيد وفعاليته مهاجميه، فسجل له نيسكانس كيبانو مبكرا، ثم أضاف له جينيور كالونجي الثاني، دقائق قليلة بعد إحراز الإيفواريين هدف التعادل. لم يفاجئ الكونغو منافسه الإيفواري، فحسب، بل صدم حتى مختلف المتتبعين بأدائه المتميز، في الجولة الأولى، وهو الذي عانى الأمرين أمام المنتخب الوطني في مباراته الأولى. لكن كوت ديفوار سيعيد مجريات المباراة إلى نقطة الانطلاقة، عندما أحرز لاعبه فرانك يانيك كيسي التعادل في ربع ساعة الأخير. غادر أنصار المنتخبين مدرجات الملعب راضين بالتعادل، في مباراة كان فيها الكونغو سباقا للتهديف لمناسبتين، أما كوت ديفوار فأضاع هدفا قاتلا في الدقائق الأخيرة. مباراة الأمل استقبل المشجعون المغاربة لاعبي المنتخب الوطني بالتصفيقات، في محاولة لرفع معنوياتهم، وتدارك هزيمتهم أمام الكونغو. لم يكن الجمهور المغربي وحده من ساند المنتخب الوطني، بل انضم إليه أنصار المنتخب الغابوني، الذين فضلوا مساندة الأسود أمام توغو، قبل أن يصاب الجميع بإحباط، بعد الهدف الأول. لم يحرك هيرفي رونار ساكنا، إذ ظل متسمرا، وهو يراقب ما ستسفر عنه باقي الدقائق، إلا أن الفرج لم يتأخر بعد تسجيل عزيز بوحدوز هدف التعادل، ثم أضاف زميلاه رومان سايس ويوسف النصيري الهدفين الثاني والثالث. العمال مرة أخرى اقتحم 16 عاملا أرضية الميدان، بعدما تضررت بشكل كبير، بسبب كثرة التدخلات، ما تسبب في اقتلاع أجزاء من العشب. حاول العمال إعادة العشب المتناثر، وظلوا على هذا الحال، إلى حين دخول اللاعبين أرضية الميدان لاستئناف المباراة. بدا الجميع متوترا من حالة ملعب أوييم، الذي افتتح قبل أسبوعين من طرف الرئيس الغابوني علي بونغو، لذلك لم يكن أحد يتوقع أن يصبح بهذا السوء في أقل من أسبوع. جمهور نموذجي رغم تلقي المنتخب التوغولي أهدافا متتالية، إلا أن جمهوره لم ينقطع عن التشجيع طيلة المباراة، ليعطي بذلك درسا لباقي الجماهير في الروح الرياضية والانضباط والتفاني في حب الفريق ولاعبيه. حتى ومنتخب توغو يتلقى هدفا ثالثا بعثر كل أوراقه، إلا أن الجمهور لم يتوقف على التشجيع، وغادر الملعب بهدوء. هيستيريا بالفندق قضى جمهور المنتخب ليلة بيضاء بفندق «مفيت»، بعد الفوز على توغو، إذ عمت فرحة هيستيرية الجميع، مرددين أهازيج فولكلورية، مصحوبة بالدقة المراكشية. امتلأت خيمة «المغرب» بمشجعي الأسود، وبينهم غابونيون وكونغوليون، انضموا إلى احتفالات المغاربة، ما ساهم في أجواء احتفالية خاصة في أوييم. عيسى الكامحي (موفد «الصباح» إلى الغابون)

الدقة المراكشية تصدح في أوييم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طنيبر يهدي الرشاد أول فوز

إصابة بنعطية تربك رونار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات